النحلة

282 63 205
                                    


٢٥ . ٧ . ١٩٥٣

"دانبي شُديها بِرفق" أَرْدَفَ يونغي وهو يتحدث بنبرة شبه صارِخة بسبب ألم اصابِعه التي تقطع جِلدُها بالسكين وهو يعمل في المطعم "انا لا اشدُها بقوة ، جُرحُكَ عميق فقط!"

ردت بتذمُر وهي تلُف جُرح يده الموضوعةِ على حُضنها ، عِندما أنتهت من عملها رفعت نظرها لترى وجههُ المُقابِل لوجهِها ، هو لوهلة شَرِده بِحُسن ملامِحها...

دانبي تغيرت كثيراً خلال هَذِه السنتين ملامِح وجهِها تغيرت وجمالها زاد اكثر من سابِقه! وافكارُها ايضاً تغيرت ، لم تعد ضعيفة ولا تِلكَ الباكية ، أصبحت اكثر قوة ولطيفة جداً ، اكثر من قبل ، وهذا ما زاد من اعجاب يونغي بها.

اراد ان يُجلسها على الكرسي ولا يسمح لها بالتحرك فقط يتأمل وجهها الجميل ، أنفها عينيها فمها وجنتيها شعرها ، كُلها مميزة وفريدة بِشكل يُبهر يونغي...

"هل أضعت شيء ما بوجهي؟" أَرْدَفَت مُقاطِعة شُرود يونغي بنبرتها المستهزءة وصوتها الذي كان يُبين أنزعاجها من تحديقه بها "أصبحتِ مؤخراً سيئة جداً"

أنزل رأسهُ يمسِكُ بأصابعه بسبب الألم الذي لازمها
كانت دانبي تتعامل معه بطبيعية حيثُ انها تمزح فقط لكنها تؤذي احياناً مشاعر يونغي...

"لستُ هكذا" تنهيدة خرجت من بين شفتيها وهي تنظر له متصنعه الغضب ، ضحِكَ بصوت خافت جِداً وهو ينظر لوجهها الغاضِب ، كانت تبدو ليونغي لطيفة جِداً

"مين يونغي أيُها الكاذِب ، لِماذا تضحك؟" جلست امامهُ على ركبتيها وهي مُسنِدة كوع يدها على فخديه "لأنكِ تبدين لطيفة." انهى حديثهُ بأبتسامة على طرف شفتيه جعلت دانبي تبتسم وهي تنظر له بنظرات بريئة و تجامله قليلاً كي تستطيع ان تُفاتِحهُ بالموضوع الذي كان يُشغل تفكيرها منذ فترة طويلة...

"انتَ أيضاً لطيف." ضَحِكت وهي تُقرص وجنتيه ، عَلِم حينها انها تُريد شيئاً ما منه فهي لا تفعل هكذا امور الا بوقت المصلحة "ماذا تُريدين؟" تنهد بقلة حيلة ثُمَّ ابعد يديها عن وجهه...

تأكدت هي ان كُل خطتها تكون فاشلة لمجاملته فهو اذكى من كلامها وحركاتها المبتذلة "أُريد أن اعمل" نظرت له بنظرات جدية وهو زفر الهواء من فمه بأنزعاج بسبب حديثها قائلاً

"دانبي هل قصرت معكِ بشيء؟ توقفي عن طلب هكذا شيء لأني لن اوافق." سألها وهو قاطِبُ الحاجبين في بداية جملته اما هي تأفأفت بأنزعاج ثُمَّ نهضت لتجلس على كُرسيها الخشبي بِقُربه

"لا تقُل هذا أعلم انكَ لا تُقصر بشيء لكن انا مشكلتي مع هذا ، لا اريد ان اعتمد عليكَ بكل شيء ، اريد ان اعتمد على نفسي وأصرف على نفسي بما اننا لا ندرس في هَذِه الأوقات ثُمَّ انني اريد مساعدتكَ بدفع أيجار المنزل ، و في النهاية نحن أصدقاء ونساعد بعضنا البعض أليس كذلك ، يا زوجي المزيف؟"

رائِحَةُ السَجْائِر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن