رائِحَةُ السَجْائِر ✓

مثيرة للشفقة

"لَقَد اغتصبتُها" أَرْدَفَ مبتسماً ابتسامة مستفزة لرؤيته غَضبَ الآخر ، اما جيمين توقف عن سحب جين ، وجين توقف ليَنْظُر له منصدماً ، "مَاذا تقول انتَ ، ايها القذر" ردَ عليه جين بَعْدَ لحظات من صمته صارخاً بوجهِه

"هيا هيا ابتعدو سنأخذهم" كان هذا صوت بعض الجُنود الذين كانوا ينظفون المنطقة من الجُثث والاسرى ، أخذوا الاستاذ والأخرين معهم مُبعدين جين وجيمين المنصدمين عن طريقهم

نَظَرَ جين لجيمين اما الآخر مصدوم مثله ولا يعرف ما يفعل! ، "قد يكون يُكذب ليستفزكَ" ردَ جيمين مبرراً للآخر اما جين فقد كان جاحظ العينين مشتت العقل!، "اذا كان حقاً فعلها سأقتلع رأسه عن جسده!"

نَظَرَ لجسده الَّذي ابتعد عنه وهو يَتكَلم غاضباً! ، "هيا الآن أهدأ وفكر بِصحة أُختِكَ اولاً" ربثَ على كتفه وهو يتنهد بتعب أما جين مَسَحَ شفتيه من التراب ويديه ملطخةٌ بِدماء دانبي كحال جسده ، وملابسه العسكرية التي اصبحت مُهترئة....

-------

يونغي حَصَلَ على غرفة صغيرة مكونةٍ من الخشب في وسط الحقل الزراعي بَعْدَ أن وافق على العمل معهم ، ذَلكَ الرجل المدعو بِـ مينغلي وأخيه الاصغر ليجين كانا يساعدانه طوال اليوم كما أنه تعرف على حياتهم في هَذهِ المنطقةِ

الأكبر مينغلي كان يعامله كأبن له اما الاصغر دائما نظراته نحوه كانت حاقدة لسبب يجهله ، أستقام من مقبعه ليشرب كأساً من الماء ، وعِندَما كان ينوي أن يرتشف الماء من الكأس خطَرَ على باله دانبي

"هل يا ترى هي تستطيع شُرب هَذا الماء؟" قلقه عليها يزداد في كل ثانية ، دانبي أصبحت جُزء لا يتجزاء من عائلته ، هو خسر عائلته كلها لكن بقي جين ودانبي معه ، هو لا يريد تركهم

يريد ان يزدادا تعلقاً بهم ويعود لرؤيتهم! ، هو أحبَ دانبي كما أحبَ جين صديقاً له ، جَلَسَ على سريره مُجدداً والافكار لا تفارق عقله ، لا يستطيع البكاء والصراخ ولا يستطيع التحرك لفعل شيء ما ولا يستطيع ايجاد الدفئ والامان في اوضاع مثل هَذِه حَيثُ اصبحَ العالمُ يفتقرُ لشيء اسمه حياة تَنعمُ بالحرية والسلام

______

هيري بَعْدَ ما انتهت من ساق دانبي وخيطتهُ ارادت أن تُنظِفَ جروح جسدها المتبقيةِ لكن دانبي استفاقت ، "أين انا؟"

صوتها الهادئ اتى لمسمع هيري التي كانت تُحضر المعقمات والقطن لبدأ عملها "هل تشعرين بتحسن الآن؟" هي سرعان ما رأتها على وعيها سألتها هذا السؤال فهي ارادت الأطمئنان على صحتها اولاً ثُمَّ تَسرُد لها كُل ما يُشبع فضولها!