حريق

357 87 147
                                    


"بحثُ كثيراً عن الابتسامات السعيدة في وجهي ولم أجد غير العبوس يستولي عليها"


أنهم يأخذون أمي وسونجو مع بعض الآخريات ، مجدداً لصنع الطعام للسجناء ، كونهن النساء الوحيدات هُنا...هذا ما اعتدتُ عليه طوال الثلاثة أيام وكرهتُها أيضاً ، هذا التعب الَّتي تُبذلُها أمي لهؤلاء الخونة

لا أستطيع أن أبتلع غصته! لكن هذا ليس مهماً كثيراً بالنسبة لي ، أنا فقط أريد أن أجد مخرج لنا من هذا المكان فهذا ليس عادلاً بتاتاً

من أين سيجدون اوفى من والدتي لوطنها! يتهمونها بالخيانة دون دليل واضح! ، أيقَنتُ لِماذا تم الإستيلاء على أراضينا بسبب غباء شعبها! لم يدم تفكيري طويلاً حتى سَمِعتُ صوت قادم من قرب الطباخ الَّذي وضع فيه الطعام!

كان صوت احدى النِساء وهي تصرخ بسبب الحريق الذي انتشر في أفرشة السجن المكونةِ من غرفه كبيراً وسط هَذهِ الأرض الخاليةِ من البشر ، عيناي انفتحت على وسعهما عِندما رأيتُ امي هي من سببت هذا الحريق الهائل!

نَظَرتُ لها بصدمة والنار بدأت تقترب مني ومن ديقيو! ، "يونغي أبتعد" صوت صراخها علي كان يصدمني أكثر من فعلتها ، لم أكن اركز بالنار الَّتي بدأت تقترب نحوي لو لا تنبيهها لي

الجميع يصرخ طالباً من الجنود فتح الباب لأن النار أبتلع السجن كله و بدأت تأكل كل ما موجود حولها

و الأوكسجين انعدم في المكان ، حملتُ ديقيو الصغير على حضني وركضتُ نحو جهة أخرى ، علىٰ ما يبدو أن الجنود لن يفتحون هذا الباب لنا! ، كانت سونجو تبحثُ عن ديقيو

كانت تبحثُ عنه بجنون بين النار والناس! صَرختُ بِصوت عالي كي تنتبه علي وترى طفلها لكن دفعها احدهم عن طريق الخطأ حين ما استدارت لرؤيتي ، قلبي أنتزع من مكانه لا بل كان تمزقاً!

تجمدت أطراف يدي وقدماي حين ما اختفت من انظاري وأكلها النار ، وجهتُ نظري نحو والدتي كانت تبحثُ عن مخرج ، لم أكن أفهم ما حصل وكيف حصل ولماذا حصل

ركضتُ نحوها وأنا أخبئ رأس ديقيو في حضني كي لا يستنشق الدخان وكي لا يرى موت والدتها أمامه...

"أمي ماذا حصل" أردفتُ بصوت متقطع كون رئتي امتلأت بالدخان ولم أكن قادراً علىٰ الحديث او التنفس براحة!

"يونغي فعلتُ هذا لأجلك ، أخرج من هنا ارجوك" هي قالت من ما جعلني اجحظ عيناي بصدمة ، امي ستقتل الجميع بفعلتها هَذهِ! "انا سأصبح عجوزة وليس لدي حياة اعيشها بعد! لكن انت لديكَ زهرة لم تنمو بعد

رائِحَةُ السَجْائِر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن