اثنان بدل الواحد

128 24 0
                                    

دانبي اصبحت حاملة بشهرها السابع وفي كل اسبوعين كانت تذهب للطبيبة النسائية كي تتأكد من صحتها لكن اليوم اتضح لها ان الجنين ليس واحِداً بل اثنين!

لذا كانت منصدِمة وخائِفة جداً لدرجة انها لم تخرج من الحمام وها هي منذ ساعات طويلة جالسة على الأرض ويونغي كان يشعر بالغضب لفعلتها هَذِه

فهو يخاف ان يسأله اطفاله في المستقبل عن سعادتهم بمولدهم فلن يستطيع ان يجيب لهم لأن امهم كانت تكره كونهما او كونهن اثنان

كان هذا يزعجه جداً ارادها ان تعود لرشدها وتفكر بمصلحتهم بدلاً عن الجلوس واقامة عزاء

"دانبي يجب ان نشتري ملابِساً زيادة" يونغي قالة مغيراً الوضع بينهم وكان واقِفاً قرب الباب لكنه لم يكن يعرف انها ستنفجر اكثر من ذي قبل!

"هل كنت سأفعل هذا لو فكرت كثيراً ؟ لو كنت املك تفكيراً عميقاً لما كنت لأفعلها"

مسكت رأسها وسحبت جذور شعرها الأصهب بكل عنف بينما دموعها تهطل كالمطر على خديها المحمرة بسبب البرد

كانت تأبى ان تنهض من تلك الأرضية الباردة مهما حاول أن يسحبها "انا اسفة لقد كنت امزح ، لقد كانت مجرد نكتة وانت صدقتها"

صوتها الذي اخترق اذنه كانت تؤذي مسمعه ، يؤلمه كيف انها تتألم بسبب شيء يجب عليها ان تفرح عليه لا ان تحزن !

"لماذ اصبح الأمر حقيقياً الآن ، لماذا اصبح شيئاً استطيع لمسه ! شيئاً استطيع ان اعانقه ، استطيع ان اقبله ، استطيع ان اشم رائحته"

صرخت بين شهقاتها وتركت خصلات شعرها ثم غطت وجهها بكفيها ، هو بلع ما بجوفه وكان يرغب بالبكاء على حالها لكن يجب على احدهم ان يكون قوياً الآن ويجب على احدهم ان يتحمل المسؤولية !

"لا اريدهن ان تكونا مثلي ، لا اريدهن ان تكونا فتاتان ، لا اريد ان ألدهن! هل تفهم معنى كلامي! انت تفهمني ام لا ؟ قل لي انك تفهمني!"

انزلت يدها وشفتيها المشققة كانت ترتجف بسبب تلك الشهقات التي تخرج من بينهما هو فقط اوما لها واقترب منها ممسكاً يدها ثم قال

"هن اميرتا امهم لا تقلقي" نبرة صوته الباكية كانت كل شيء ، كانت تصف كل مشاعره الممتزجةِ بالغضب والحزن...

"انت لا تفهمني بتاتا" هزت رأسها ودموعها عاودت النزول بغزارة بينما كانت تحاول تحرير يديها منه ،

دانبي تخاف ان تتحمل مسؤولية فتاتين بهكذا مجتمع ذكوري متسلط، تخاف عليهن لذلك لا تريد ان تلد،

رائِحَةُ السَجْائِر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن