اليوم الثلاثون

145 17 2
                                    


السخاء

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):《السخيّ قريبٌ من الله، قريبٌ من الناس، قريبٌ من الجنة》(١)

👈🏻 السخاء هو الوسط بين البخل والإسراف، وهو البذل عن طيب قلب والإنفاق مما تملك في الواجب والمُستحب، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :《السخي بما ملك وأراد به وجه الله》(٢)

✨ إن السخاء من أخلاق الانبياء، وهو عماد الإيمان، ولا يكون المؤمن إلا سخياً، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله:《السخاء خلق الله الأعظم》(٣)،《ما جبل الله ولياً له إلا على السخاء》(٤)

💖 من مصاديق السخاء :

🌾 ما افترضه الله من زكاة وخمس وغيره.. فعن النبي (صلى الله عليه وآله) :《من أدّى ما افترض الله عليه فهو أسخى الناس》(٥)

🌾الإنفاق على العيال، فعن الإمام الكاظم (عليه السلام): 《إن عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه نعمةً فليُوَسع على أسرائه، فإن لم يفعل اوشك أن تزول تلك النعمة》(٦)

🌾الصدقة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : 《أرض القيامة نارٌ ما خلا ظل المؤمن، فإن صدقته تُظلّه》(٧)

👈🏻 وغيرها من آداء المعروف، السخاء على الأرحام، إكرام الضيف، السعي في حوائج الإخوان...

🌹ويبلغ اسمى درجات السخاء من جادوا بالعطاء وهم بأمسّ الحاجة إليه، فقد سئل الصادق (عليه السلام):  أي الصدقة أفضل؟ قال (عليه السلام):
《جُهد المُقِل، أما سمعت قول الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}..》(٨)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١]:بحار الأنوار ج٣٧ ص٣٠٨
[٢]:بحار الأنوار ج٢١ ص٣٥٧
[٣]:كنز العمّال ص١٥٩٢٦
[٤]:كنز العمّال ص١٦٢٠٤
[٥]:من لا يحضره الفقيه ج٢ ص٦٢
[٦]:وسائل الشيعة ج٢٠ ص١٧١
[٧]:الكافي ج٤ ص٣
[٨]:ميزان الحكمة ج١ ص٢٠


قصة اليوم الثلاثين

🌸 أضحكني بركة هذا العقد !🌸

ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رض) :
✨صلّى بنا رسول الله (ص) صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخٌ من العرب مهاجر وهو لا يكاد يتمالك كبراً وضعفاً، فأقبل عليه رسول الله (ص) يستحثه الخبر، فقال الشيخ:《 يا نبيّ الله أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسُني وفقيرٌ فإرشيني [أحسن إليّ]》

🌷فقال (ص) : 《ما أجد لك شيئاً، ولكن الدال على الخير كفاعله، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يؤثر الله على نفسه، إنطلق إلى حجرة #فاطمة》

✨..فانطلق الأعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته : 《السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين》
🌷فقالت فاطمة: 《وعليك السلام، فمن أنت يا هذا؟》
✨قال:《شيخ من العرب أقبلتُ على أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة، ‎وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله》

وكان لفاطمة وعلي ورسول الله عليهم السلام ثلاثاً ما طعموا، وقد علم رسول الله (ص) من شأنهما.

🌷فعمدت فاطمة إلي جلد كبش مدبوغ بالقرض، كان ينام عليه الحسن والحسين (ع)، فقالت: 《خذ هذا يا أيها الطارق》
✨فقال الأعرابي: 《يا بنت محمد شكوت إليك الجوع، فناولتيني جلد‎ كبش؟ ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب [الجوع]》
🌷فعمدت فاطمة (ع) لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطلب، فقطعته من عنقها، ونبذته إلى الأعرابي فقالت:
《خذه وبعه، فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه》

✨فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله (ص) والنبي جالس في أصحابه، فقال:《 يا رسول الله أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد فقالت بعه فعسى الله أن يصنع لك》
🌷 فبكى النبي (ص) فقال:《 وكيف لا يصنع الله لك، وقد أعطتكه‎ ‏«فاطمة بنت محمد» سيدة بنات آدم》

💫 فقام عمار بن ياسر (رض) فقال: 《يارسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد؟》
🌷قال:《 إشتر يا عمّار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذّبهم الله بالنار》
💫فقال عمار: 《بكَم العقد يا أعرابي؟》
✨قال :《بشبعةٍ من الخبز واللحم، وبُردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي، ودينار يبلغني إلي أهلي》
💫.. فقال : 《لك عشرون دينار! ومئتا درهم هجرية، وبُردة يمانية ‏وراحلتي تبلغك إلى أهلك، وشبعك من الخبز واللحم》
✨فقال الأعرابي :《ما أسخاك بالمال أيّها رجل! 》
فانطلق به عمار فوفّاه ما ضمن له.

🌷وعاد الأعرابي الى رسول الله (ص)، فقال له رسول الله (ص) :《أشبعت واكتسيت ؟》
✨قال الأعرابي :《 نعم واستغنيت بأبي أنت وأمي!》

💫..فعمد عمّار إلى العقد، فطيّبه بالمسك، ‏ولفّه في بُردة يمانية..وكان له عبد.. فدفع العقد إلى المملوك وقال له :
《خذ هذا العقد فادفعه الى رسول الله (ص) وأنت له》

🌷فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (ص) وأخبره بقول عمّار، فقال النبي (ص):《انطلق الى فاطمة وادفع اليها العقد وانت لها》
✨ فجاء المملوك بالعقد ‎وأخبرها بقول رسول الله (ص) فأخذت فاطمة(ع) العقد، وأعتقت المملوك.
🌷فضحك المملوك، فقالت (ع) :《ما يضحكك يا غلام؟》
✨ فقال :《 أضحكني عظم بركة هذا العقد، أشبع جائعاً وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه! [اي إلى صاحبته (عليها السلام)]》

📚بحار الأنوار ج٥٦ ص٤٣-٥٨

📚بحار الأنوار ج٥٦ ص٤٣-٥٨

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا تنسوا محاسبة أنفسكم

أربعينية التوبة من الذنوب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن