أربعينية التوبة من الذنوب

اليوم الثالث

بعض المذنبين يقول أنا أرغب بالتوبة و ترك الذنوب، ولكن لا أعرف كيف أتوب؟ وماذا علي أن أفعل ؟

في الحقيقة إخواني التوبة أمر بسيط جداً، و ليس كما يخيله الشيطان لكم و يقول هو أمر صعب و شاق و ستعاني الكثير...

🔺 فيستغل ضعفكم و يوسوس لكم أن تمتعوا الآن بشبابكم وشهواتكم ثم تتوبوا لاحقاً، فتأجلوا التوبة !

🔺 وقد يخدعكم بأن هذا الذنب الذي ترتكبه صغير و رحمة الله كبيرة سيغفره لك! و ينسيكم أن #الإصرار على صغائر الذنوب يعتبر من #الكبائر!

🔺 أو يشغلكم بالدنيا و مفاتنها فينسيكم التوبة و الإستغفار غافلين أن كل عمل مهما كان صغيرا أو كبيرا ستسألون عنه يوم القيامة {هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[١]

❗️احذروا أحبائي من هذه الحيل، واعلموا أنكم كلما سارعتم للتوبة كلما كانت أسهل..

و التوبة لا تحتاج لأفعال شاقة..
بل كل ما عليكم فعله هو الندم على الذنب و العزم على عدم تكراره مهما كان..

و إذا كان ندمك و عزمك نابعا من كل قلبك فهنيئاً لك لأنك دخلت في زمرة التائبين الذين يحبهم الله ❤️

عد إلى ربك واجلس بين يديه في خلوة تعترف بها بذنوبك و تندم على ما سببته لنفسك و على ما قابلت به ربك،
و تقول له لأجلك يا رب، لأنك تحب عبادك، و لأني أريد حبك للتائبين، سأترك هذا الذنب للأبد و لن أعود إليه..
فساعدني يا رب على ذلك وخذ بيدي و تب علي..

إذا خرجت هذه الكلمات من قلبك و كنت حقاً صادقاً بندمك و نيتك على ترك الذنب فإن توبتك ستقبل..

يبقى عليك أن تثبت لله صدقك عملياً، وأن توبتك لم تكن مجرد كلام..
بل بأفعالك تبتعد عن الذنب و تتركه، و تجاهد نفسك حتى لا ترتكبه..
وان لا تيأس من المحاولة، و لو اضررت لتكرار التوبة مرات عديدة، فمن المهم الإصرار على الطاعة وليس على المعصية!

وعندما يراك الله تعالى تحاول سيأخذ بيدك ويعينك..
فقد ورد في الحديث القدسي 《وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعاً..》[٢]

تأكدوا أن الإستعانة بالله في هذه المرحلة جدا مهمة للتغلب على النفس الأمارة بالسوء والشيطان..

و مع الاستعانة بالله واللجوء إليه، والتوسل بالإمام صاحب الزمان (عج) و أهل البيت عليهم السلام و القرآن الكريم.. يحتاج الإنسان إلى المراقبة و المحاسبة،
وكل العلماء الربانيين يؤكدون أن ترك المعصية على الإطلاق لا يتم من دون المراقبة الدائمية.

ولكنه ليس أمراً صعباً أو مستحيلاً، فلو كان كذلك لما أمر به الله، بل هي فقط فترة قصيرة ثم تتخلص من ذنبك وترتاح.. وبإذن الله خلال الأيام القادمة سنقدم لكم خطوات عملية في هذا المجال..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[١]: سورة الجاثية ٢٩
[٢]: بحار الأنوار، ج٣، ص٣١٣

خطوات عملية لبداية مباركة

نقترح عليكم عدد من الأعمال ف ﴿ ان الحسنات يذهبن السيئات ﴾
و هي :
1⃣الأول : صيام ثلاثة أيام ، امتثالاً لقول الصادق عليه السلام : « التوبة النصوح صوم يوم الاربعاء والخميس والجمعة ». [١]

2⃣الثاني : غسل التوبة .. إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن جاءه تائباً : « فقم الساعة واغتسل !.. وخرّ لله ساجداً !.. ».[٢]

3⃣ الثالث : الصلاة ركعتين، كما قال الصادق عليه السلام : « ما من عبد اذنب ذنباً ، فقام فتطهر وصلّى ركعتين واستغفر الله ، إلا غفر له وكان حقاً على الله ان يقبله ، لانه سبحانه قال : ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ».[٣]

4⃣ الرابع : الإستغفار وقيام الليل ، اي ان يكثر المذنب من الإستغفار وقراءة أدعية التوبة الواردة عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام ، وخاصة ادعية الصحيفة السجادية ، وعلى الأخص منها الدعاء الحادي والثلاثين وهو بشأن التوبة .. وكذلك المناجاة الخمسة عشر ، وعلى الأخص منها المناجاة الاُولى وهي مناجاة التائبين ، ومن المهم حين القراءة التدبّر في معانيها، و أن يطابق فعله قوله.

5⃣الخامس : تكرار التوبة والإستغفار ، كما قال الصادق عليه السلام : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله عز وجل في كلّ يوم سبعين مرّة ، ويتوب إلى الله عز وجل سبعين مرّة من غير ذنب .. وكان لا يقوم من مجلس حّتى يستغفر الله عز وجل خمساً وعشرين مرّة ».  [٤]
وقال أيضاً : « إذا اكثر العبد من الاستغفار ، رفعت صحيفته وهي تتلألأ ». [٥]

6⃣ السادس : اختيار وقت السحر للاستغفار.. ومع ان الدعاء والتوبة مستحبان في كلّ وقت ، إلاّ ان لوقت السحر وهو الثلث الأخير من الليل حتّى طلوع الفجر تأثير خاص في تطهير النفس من المعاصي.. وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم في عدّة مواضع ، واثنى على المستغفرين بالاسحار، وعدّ هذه الخصلة من صفات المتقين وأهل الجنّة.
جاء في وصايا لقمان لابنه انّه قال له: « يا بني !.. لا يكون الديك أكيس منك ، يقوم في وقت السحر ويستغفر وانت نائم!».[٦]