#اِطلي_بِلَوْنِكَ_رُوحي
يغمِز عُمر لِوسَن، فتتراجَع ، حتى تتوارَى عنهم، يحمل عُمر طفلتهُ ويلحَق بِها، ليتركانهِم في مَهبِّ الرِيح..
يتقدَّم سامي إليها بخطواتهِ المُرتبِكة، تخطُوا هيَ بدَورها إلى الداخل بهدوء، يتوقَّف أمامها أخيرًا ، تهرُب الكلِمات منهُ، مضَت ثلاثُ سنوات أو يَزيد، لكنّ شعُور لِقاءِها ظلَّ أوّلاً، واحِداً لم تُغيِّره المسافة ولم يُنهيه الخِلاف.. تنطِق هيَ لِتكسر حاجز الصَمت الذي أخذَ يكبُر : إزيَّك يا سامي ؟
يغيب نبضهُ، يستقرّ في محِلّ النبضةِ صوتها، يزدرِي ريقهُ ويُجيب مُصافحاً إيّاها : إزيِّك يا سجى
تُصافحهُ ، فيتنبّه للدِبلة تلمَع في حيِّز البِنصَر الصغير ، يهوِي قلبهُ، ويستنكِر
تبتسِم : أنا الحمدلله ، أخباري واصلَة قَبلي
يُقطِّب حاجبيه مُستفسِرًا
تسحب كفّها من قبضة كفّه وتُجيب : ما قاعِد تفتح التلفزيون انتَ ولا شنو؟
سامي : مرّه مرّه ، ليه ؟
تنظُر إلى لمعة عينيهِ الحائرة، وتبتسِم : خبر خطوبتي كان ترنِد الأسبوع الفات !
يستنكِر : كيف يعني ؟!!
تُلوِّح بالدِبلة أمام ناظريْه، يُشيح بوجههِ، لا يُمكن، لا يسعهُ تصديق هكذا دُعابة! لابُدَّ أنها تُمازحنِي، لا يُمكن لِسجى المحبُوسة في صندوق إنتظاري أن تتحرَّر وتطير! لا يُمكن لعصفوري الشجيّ أن يُغرِّد خارِج سِربي! كيفَ تجرّأت !
تتقدَّم عنهُ لتتجاوز جمُود وقفتِه ،تُنادي : وسن ؟ يا مِستر، مشيتو وين ؟!
تأتيها وسَن بنظراتٍ تملؤها الأسئلة ، خلفها عُمر الذي أكلهُ الإحبَاط
تقِف وسن أمامها صامِتة ، تُقطِّب سجى حاجبيها : ماحتباركي لي يا بت؟
تحتضنها إليها : ألف مبروك يا سجَى، ليه ما كلّمتيني؟
سجى : يابنتي الخبر ترنِد في كل السوشيال ميديا من الأسبوع الفات !
يأتيها عُمر مُرحِبًّا : دكتورة سجَى
سجى : أووه مستر عمر الرشيد شخصيًا !
يُصافحها بِترحاب : عاش من شافِك ياخي ، وألف مبروك الخطوبة، لو ورّيتنا كان بنجي ونعِزِّك
سجى : بطِّل كذب يا عُمر إنت لغاية أمِس كنت في السودان و وسن محجوزة في المستشفى، تجي كيف يعني؟
تقُودها وسن من كفّها إلى الداخِل : يعني متابعة الحاصِل قُلتي لي
سجى : يابنتي عُمر ماخلّاني في حالي دقيقة ، شوية يسألني عن تفاصيل غبية كدا أنا زاتي ما مُتذكراها عنك، شوية يتجرَّس، شوية يقول لي أدعي لوسن وأطلبي من جمهورك يدعِي ليها، والله كان عايش في دوّامة رُعب مِسكين