١٨

1.5K 68 24
                                    


#اِطلِي_بِلَوْنِكَ_رُوحِي



ماليزيَا - كوالا لامبُور ؛ قبل ٦ سنوات : 


يُراقبانِها تعدُو أمامهُم مُنذ نصف ساعة، تركُض بشغفٍ أخّاذ، يُجبرُك على التمعُّن في هذا الكيَان بإهتمامٍ مُفرطٍ وفضولٍ قاتِل ، عُمر إلى جوارِهِ سجى ؛ ظهرهم لمقعدِ الحديقة ووجههم لِوسَن التي ما إستراحَت قدماها ولا هدأ نشاطُها مُنذ أتَت، عينيّ عُمر تهيمان بِها، تبتسِم سجَى بإعجابٍ يألَفُ هذا الجمال ورُغم ذلك ينبهر بهِ.. تنطِق ناظرةً إليها : عملَت كم جولَة كدا ؟ 

يتنحنح عُمر : تصدّقي بقيت ماقادر أعِدّ

تضحَك : وسن بتتوِّه الزول ، خصوصًا في موضوع الجريّ دا 

عُمر مُعلّقًا نظراتهُ بطيفها الذي بدأ يتوارَى عنهُ : من ناحية بتتوِّه الزول ؛ فهيَ فعلًا..

تبتسِم سجى مُتعاطفة معهُ : بتحِبّها؟ 

يرتبِك ، يبتسِم : عارفَة ؛ وسن.. وسن دِي زي النجمة البتكون بعيدة بين نجُوم السما، بتشدَّك حتى لو صعب توصَل ليها، ورغم إنو ضوء النجوم اللي جمبها أقوى وقد يجهرَك ويخطفَك، إلا إنو إنزواءها في أقصى السمَاء كدا هو أصلًا اللي بيشدَّك ليها، قادرة تنوِّر وتعطِي دفء وتظهِر بريقها، بس بتفضَّل تحتفظ بيهم لكوكب يختارها من دون النجوم هيّ تكون مدارهُ، وفلَكهُ، وسن كإنسان ماحصل لاقتنِي صفاتها، إنفعاليّة جدًا وبتاخُد الأمور بمبادِئها بدون تروِّي، لكن رغم ذلك تتلافَى أيّ أذى قد ينتج عن إنفعالها دا ، كأنّها رغم الأذى البتتلقّاه ما بتنسَى تضمِّد جارحِها ، عشان هِي كدا، تضُر نفسها بس عُمرها ماتخدِش أمان اللي قدّامها بكلمة، مابتعرف تنفِّر الناس منها ، ودا اللي بيشدّهُم ليها بدون ما تحِس، ضحكة واحدة منّها بتمحِي جدال الإجتماع اللي هسّي طالع منو صارِّي وشي، تلقائيّتها وحُبها للحيَاة وقُربها من حبايبها وخوفها عليهم وكميّة الحنان اللي بتفنِيه فيهم، بتسحِرَك، كل ما أشوفها بحتَار ، كيف قادرة تخلبّط عدّاد إستقراري كدا ؟ أنا عُمري ما كنت سهل اتأخِد، بس وسن خطَفتنِي ، أشوفها بتجري ١٠ أشواط وأغلَط في العدّ وأتلخبَط بسبب تفصيل صغيّر فيها أخَد بالي وتوّهَني، كيف بتجري بالحيويّة دي وبهناك في أُم بتعاكِس رغباتها مع كل خطوة جديدة، كيف بتضحَك كدا وكيف بتشتغِل وكيف بتقرأ وكيف بتطبُخ، وأنا عارِف كل ظرف سيء بتمُرّ بيهو مع أهلها.. كيف بتجيني كُل صباح في المكتَب مهما كانت قساوة الليلة العايشتها أمبارح ؛ ضاحكَة ومُشرقة وكأنّو روحها ماجربَّت وطأة الهمّ وثُقله .. وسَن إضافة رقيقة مليانَة حُب وحظّ لكل اللي صادفَها ، يلتفت إلى سجَى ويُكمِل : أيوة بحبّها..وعارف ما براي بحبّها، بس هُما مُنبهرين، وأنا مُطمَئِن، وعارف إني حفوز بيها 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 25, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اطلي بلونك روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن