رواية "عهد"
الكاتبة/رحمة عبدالله
الفصل الثالث
"دعني أتمسك بك..لا تتركني"
قالت امه بعد أن أستمعت الى قصة عهد: يا حبيبتي يا بنتي..طب و امها فين؟..وابوها؟ وبعدين افرض عمها دا عرف مكانها، هاتعمل ايه؟ اللي يضرب ست بالطريقة اللي انت حكيتلي عنها دي يبقى ما بيهموش اي حاجة، انت مش قدهم يا بني.
تنهد احمد وقال: إن شاء الله مش هايعرفوا مكانها.
ضيقت امه عيناها وقالت: وبعد ما تخرج من المستشفى، هاتروح فين؟
تأفف وقال: يا امي ارحميني بقا..اعتبريها زي فيروز، دي ملهاش حد..هاتبقي انتي والزمن عليها.
تنهدت بضيق وقالت: يا بني دي مهما كانت غريبة، معدش في امان، وبعدين لو فيروز مكانها مكنتش هاتقبل تقعد مع شاب غريب في بيت واحد.
قال احمد مدافعًا: امي، الشاب الغريب ولا تتجوز واحد غصب عنها يزلها بقيت حياتها؟..عمتًا انا ممكن ابقا ابات مع حسن، حتى لغاية ما تتحسن.
- اعمل اللي تعمله.
قالتها والدته بضيق، فانصرف ليراها ويخبرها بأنها ستأتي معه.
كانت عهد تجلس برفقة الممرضة التي بدأت تميل إليها، تجلس الممرضة بصحبتها في اوقات فراغها، يتكلمون كثيرًا وكل واحدة تقص احداث حياتها على الأخرى التي تستمع بترحاب شديد.
طرق الباب لتلبس عهد الحجاب مسرعة وتقول صديقتها الممرضة: اتفضل.
دخل احمد وعلى ثغره ابتسامته العذبة التي تعطيها أمل، قال بنبرة مرحة: تسمحولي أنضم للقعدة الحلوة دي.
تنحنحت عهد وقالت بخجل: اتفضل يا استاذ احمد.
نظر لها بابتسامة وبداخله ضيق من تلك الكلمة الغبية، استاذ، يشعر أن لذة أسمه وهي تقوله تُمحى عندما تسبقها تلك الكلمة الغبية، تكلم بسخرية: ما استاذ احمد هايتفضل اهو.
جلس على مقربة منها على كرسي خشبي، استأذنت الممرضة كي تنصرف،تكلم هو بنبرة جدية: انا لسة مقابل الدكتور برة وقالي انك اتحسنتي كتير.
كانت تنظر أرضًا وينظر لها وهو يتابع: كفاية قعاد في المستشفى..في واحد بيقف كل يوم برة المستشفى وبشوفه وانا خارج، اكيد ابن عمك هو اللي باعته، انا ببقى خايف عليكي وانتي لوحدك.
ادرك ما قاله للتو ليقول مصححًا: اقصد يعني ببقى خايف ليعملك حاجة.
تكلمت اخيرًا وهي تحاول تجميع شتاتها: انا مش هاينفع اجي مع حضرتك.
قاطعها وهو يهتف باندفاع: ليه مينفعش؟! هاتروحي فين؟ انتي مش قولتي إنك ملكيش حد غير عيلتك اللي مش مهتمين غير انهم يجوزوكي ابن عمك.
قد فاض بها الكيل لتبكي وتعلو شهقاتها إثر كلامه الذي ألقاه عليها دون رحمة، لعن نفسه من بين شفتيه وهو يرى انه قد تسبب في بكائها، اقترب منها قليلًا، ربت على كتفها لتقول باكية: اناا هاروح في اي حتة.
تكلم بحنان: انا اسف، معلش انا اسف اني اتكلمت كدا، بس انتي مش هاينفع ترجعيلهم.
نظر لها ولعيناها التي ازدادت لمعانًا بلونها الذهبي بفضل الدموع، فطرت قلبه، ودّ لو يحتضنها يخبرها انه لا يقصد ان يؤلمها بكلامه، حاول التخفيف عنها قائلًا: وبعدين انا اختي هتموت وتشوفك من كتر ما بحكيلها عنك.
تنحنح حين اخفضت بصرها وقال ناهيًا: طيب انا هاروح الشغل دلوقتي وهارجع على العصر اخدك اروحك.
- بس انا.
قاطعها: خلاص بقا.
ابتسم ثم انصرف وهو يشعر بشعورٍ يتغلغل بداخله..شعور سيصبح جزءًا منه في الأيام القادمة..
الفصل دا صغير عشان نزلت الفصل التاني معاه
اتمنى تعجبكوا💙
أنت تقرأ
"عهد"
Romanceضائعة، تائهة، تسير في طريق صخري جعل قلبها ينزف وما مِن مُنقِذٍ..حتى أتى وانتشلها..انتشلها وهو لايعرفها ولكنه القلب، وليس لها على القلب حكم..!