الفصل الأخير..إلى اللقاء💙

230 9 2
                                    

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
رواية"عهد"
   الكاتبة/ رحمة عبدالله
   الفصل 32
الأخير
   دلفت إليهم هاجر وهي ترمق مريم بنظرات حسد على ما نالته، تنعي حظها الذي اوقعها بإبراهيم السائق وتحقد على مريم التي تزوجت من طبيب ويحبها، قالت بابتسامة صفراء: مبروك يا عرايس.
   ابتسموا بمجاملة لتتابع حديثها: امال فين العرسان؟
   نظرت الى مريم وقالت بتشفي: ولا مش ناويين يجوا؟
   - لا هما جايين في الطريق.
   قالتها عهد لتتجه هاجر الى مريم العاقدة ذراعيها بضيق منها، قالت هاجر وهي تبتسم بحقد دفين: سبحان الله اللي كنا حسبينها سوقها هايوقف اهي هاتتجوز.
   قالت مريم وهي ترفع احدى حاجبيها باستنكار: اللي خلى سوقك انتي يمشي يا هاجر سوقي انا اللي هايوقف؟! دي حتى متجيش.
   نظرت لها هاجر بغيظ بينما وقفت عهد وفيروز تكبتا ضحكاتهما على هاجر التي امتلئت نظراتها بالغيظ، تكلمت وهي ترى احمد من شرفة الغرفة التي تتبع مركز التجميل: بس احمد شكله حلو اوي في البدلة.
  نظرت لها عهد بغير تصديق، أتتغزل بزوجها تلك الوقحة الآن!
  قبل ان تنطق عهد كان صوت احمد يأتي قائلًا: اتصلي على زين كدا يا مريم، رقمه مش معايا.
  نظرت له عهد وهو يدخل فقالت وهي تحاوط ذراعه بيديها وتريح رأسها على كتفه: تعالى يا حبيبي، شوف هاجر بتقول انك حلو في البدلة، عجبتها البدلة.
  قالت جملتها الأخيرة وهي تشد يديها على ذراعه ليقول متنحنحًا: احمم، مش مهم رأي حد يا حبيبتي، المهم انها زوقك، وبعدين انا مش مستني رأي حد إلا انتي.
  نظرت له بابتسامة حب علنية ثم نظرت الى هاجر التي كانت تشتعل بالداخل وقالت بمكر: اي يا هاجر ما تروحي تشوفي جوزك فين، ولا انتي هاتفضلي مركزة مع بدلة جوزي.
  قالت الأخيرة وهي ترفع إحدى حاجبيها بخبث لتنظر لها هاجر بابتسامة صفراء وتخرج وهي تكاد تنفجر.
  اتصلت مريم بزوجها، فقد تم عقد القرآن بعد عقد قرآن مازن وفيروز بأيام، ردت بحب: اي يا حبيبي.
  نظرت لها فيروز بابتسامة لتسمعه مريم يقول بنبرة مملوءة بالعشق عن آخرها: اي يا قلب حبيبك من جوا.
  ضحكت بسعادة ثم قالت: انتوا فين كدا؟
  ضرب بوق السيارة وهو يقول: احنا جمبكوا وخلاص اهو وصلنا.
  اغلقت معه ثم سمعا صوت الزغاريد ينطلق من الأسفل فعرفا على الفور ان مازن وزين قد وصلا اخيرًا، صعد زين اولًا ليدخل ويجدها تقف امامه بكامل زينتها مع فستانها الأبيض الجميل، ابتسم بسعادة وعيناه تحت نظارته السوداء تلمع بفرحة لم يرى لها مثيل، اقترب وهو يقول: مبروك عليا انتي يا روحي.
   نظرت في الأرض بخجل والأبتسامة ترتسم على ثغرها..اخذها ثم نزلا الاثنان تحت تهاني الكل وزغاريد النساء التي ترتفع ومن بينهم عهد ونعمة، تبقت فيروز وحدها وعيناها قد لمع بهما الدمع حينما تأخر عليها.
   دقائق مرت حينما سمعت صوت اقدام آتية، استدارت تعطي ظهرها الى الباب ثم انزلت حجابها على وجهها ووقفت.
   سمعت صوت الباب يغلق فاستدارت لتجده يقف مبتسمًا، حاولت مداراة ابتسامتها على شكله وهو يضحك ولكنها فشلت فاقترب منها لتقول بغضب مصطنع: ابعد عني عشان انت اتأخرت عليا وانا..
   قاطعها عندما اقترب منها يطبع قبلة صغيرة على وجنتها الحمراء من مساحيق التجميل والمغطاة بذلك الحجاب الرقيق الشفاف الذي يتدلى بدلال على وجهها، نظرت له بخجل عندما قال: انا أسف يا حبيبتي بس تليفوني مكنتش لاقيه فاتأخرت، وبعدين احنا متجوزين اصلًا يا حبيبتي، هاهرب واسيب مراتي يعني!
ابتسمت بخجل على تفكيرها لتجده يقبّل جبهتها المغطاة بحجابها الخفيف قائلًا: مبروك علينا الفرح يا روزا.
   ضحكت بسعادة على ذلك اللقب الذي يقوله لها منذ زواجهما، اقترب منها مجددًا وعانقها قائلًا: عندي ليكي مفاجأة حلوة بعد الفرح، يلا بينا بقا احسن دول مستنينا تحت.
   ابتسمت وبداخلها حماس لمعرفة مفاجأته.
همّت كي تمشي لتجده يوقفها قائلًا: استني بس، انا لازم اشوفك بدل ما تطلعي بشرى في العيال هربت.
ضحكت بدلال وسعادة ليرفع عنها الحجاب، ابتسم قائلًا: بسم الله ماشاء الله، تبارك الرحمن فيما خلق.
- مالك قلبت على ابو نواف كدا ليه؟
قالتها وهي تضحك ليبتسم وهو يهيم غارقًا بجمالها.
انقبض قلبه فجأة فشعر ان هنالك شيء سيحدث، امسك بيديها وقال: فيروز، حبيبتي متتحركيش كتير في الفرح، ومتعمليش حركة كتير، ماشي؟
رغم تعجبها ولكنها قالت: ماشي.
اخذ بيدها ثم نزلا الى السيارة، لينطلق الثنائيان الى قاعة المناسبات التي سيقام بها حفل الزفاف.
دخلوا الى دار المناسبات وسط التهاني والصيحات العالية وبعض الطبول التي تُقرع بجانب الترحيب المُقام من طرف الدار، دخل كل ثنائي بترحيب كبير حيث وقف مجموعة من الشباب يحملون سيوف الديكور اللامعة وفي المنتصف ساحة دائرية للرقص ومن بعدها كانت توجد اريكتان بيضاوتان تزينهما الورود البيضاء وتبعُد كل واحدة عن الأخرى بمسافة ٤٠ سم، اشتعلت شرارات النيران من اطراف الساحة الدائرية عندما عبر كل ثنائي الى الأرائك الموضوعة، صفق الحضور بفرحة، ومنهم من صفق بحقد، وايضًا منهم من صفق بتوعد!
مر الكثير من الوقت والاحتفالات مستمرة ما بين رقص الثنائيان ومعهم احمد وعهد وبين تحذير مازن لفيروز كل عدة دقائق ألا تتحرك كثيرًا.
بينما انشغل الجميع بالرقص وفي وسط زحام الحضور، جاء شاب يرتدي زيّ العاملين في القاعة، اتجه الى مازن الذي كان يرقص للتو مشاركًا احمد وزين الرقص، ربت على كتفه بخفة ليلتفت مازن له فيقول الشاب بصوت عالي كي يسمعه: المدير عايز حضرتك.
نظر له مازن بتعجب ليترك ساحة الرقص فتناديه فيروز وهي تعدل من حجابها: مازن، انت رايح فين؟
- المدير عايزني، يظهر في حاجة، المهم متتحركيش كتير لحد ما ارجعلك.
نظرت له بقلق غزا قلبها فجأة فامسكت بيده قائلة: طب ما تخليه يجي هو هنا.
رفع يدها إليه يقبلها بحب ثم قال وهو يتركها: عشان الدوشة دي بس، متخافيش هارجع بسرعة.
ابتسمت له والقلق مازال بقلبها، توجه مع ذلك الشاب الى ممر ثم انتهى بهما الامر امام غرفة، قال له الشاب: اتفضل حضرتك ادخل.
دخل مازن فلم يجد احدًا، التفت وهو يقول: فين المدير..
صمت من دهشته..او من ألمه!
كان الأسرع في غرس السكين في موضع قلبه، نظر مازن له بألم وقال بارتجاف: ن..نائل!!
ابتسم الأخر بشر وقال وهو يدخل السكين اكثر: حبيت اباركلك بنفسي.
لم يقوى مازن على التفوه بكلمة اخرى، حتى انه لم ينتبه الى قميصه الذي اغرقته دمائه،الألم غطى على كل شيء، سكن العالم من حوله وهو يرى ذاك الخبيث يخرج من الغرفة والشاب الذي كان معه ينتظره بالخارج، سمع صوت القفل وبعدها بدأت الرؤية تتشوش ومِن ثَمّ أظلمت الدنيا من حوله وهو يهمس بإسمها: فيروز.
***
امتلئت عيناها بالدموع وبدأ صوت بكائها يعلو وهي تقول له: ربنا ينتقم منه، قتل ابوك يوم فرحه، كسر فرحة امك، كسرنا كلنا معاها والله يابني.
نظر لها بأعين يلمع بهما الدمع وقال غير مصدقًا: يعني بابا اتقتل! مماتش عادي زي ما ماما قالتلي.
جففت دموعها ن على وجنتيها اللتان بدت عليهما الشيخوخة بتجاعيدهما وقالت وهي تربت على كتفه: عشان خايفة عليك يا حبيبي، خايفة لتاخد بحق ابوك وهي محيليتهاش غيرك.
- استني بس يا عهد، بابا مات في الفرح؟! امال انا ابن مين!
ابتسمت له بحنان وقالت: يا حبيبي امك وابوك كانوا متجوزين قبل الفرح ب٣ شهور، المهم اننا لما لقيناه اتأخر وشوية كمان وخالك احمد راح يشوفه وبعدها اكتشفوا انه مقتول، بس كان لسة فيه حلاوة روح، امك ساعتها فضلت تصرخ وتعيط وهي حاضناه لحد ما فستانها بقا نصه دم، اخدناه وروحنا المستشفى الفرح زي ما بيقولوا اتقلب عزا، قبل ما يموت قال لأمك انها حامل فيك وهو كان عاملها الخبر دا مفاجأة بعد الفرح، وبعدها مات، مات وساب امك ارملة بنت ٢٠ سنة، مكنتش عارفة تفرح بيك ولا تعيط على موت ابوك، انت عوضتها يا مالك، عوضتها عن ابوك يا حبيبي.
نظر لها ثواني ثم قال: طب ونائل دا، راح فين؟ وانتوا مبلغتوش؟
  - لا يا مالك احنا بلغنا وهما ملاقوش حاجة، حتى السكينة اللي ابوك اتقتل بيها ملاقوهاش..الله يرحمك يا مازن ويغفرلك.
تابعت وهي تربت على كتفه: اوعى تقول لأمك اني حكيتلك، دي منبهة علينا محدش يجيب سيرة الموضوع دا قدامك، خايفة عليك.
اومأ لها بصمت وبرأسه توجد رياح تعصف بعقله يمينًا ويسارًا، استأذنها في المغادرة ثم اتجه الى الباب ليجد من يفتحه قائلًا بمرح: يا مساء السعادة على الناس العسل بزيادة.
نظر له مالك ثواني ثم انفجر ضاحكًا على شكله الأبله ليقول الأخر بغيظ: نفسي تبطل تضحك كل ما تشوف خلقتي.
- اصل بصراحة يا ياسين شكلك مش لايق على البدلة اللي انت لابسها دي، اللي يشوفك وانت رايح الانترفيو يقول عليك صاحب بنك، يا خسارة الهيبة يا سوسو.
امسكه ياسين من ملابسه من الخلف كمن امسك بلص وقال وهو يتقدم نحو والدته التي تضحك عليهم: المشكلة اني لما بضربه عمتي بتفضل تقولي دا يجي فيك اي وحرام عليك وابنها اصلًا عايز لسانه يتقص.
افلته ليجلس بجانب عهد ويقبل يدها قائلًا: عاملة اي يا حبيبتي؟ الواد الرزل دا مضايقك في حاجة.
ردت عهد وهي تضحك: بس يا ولا عيب كدا متشتمش ملوكي.
نظر لها ياسين وهو يضحك وقال: ملوكك! فينك ياحج احمد تيجي تشوف الولية وهي بتدلع ابن اختك.
- طب انا هطلع لماما بقا احسن تنزلي بالرضعة.
ضحك عليه ياسين ووالدته لينصرف مالك وبقلبه قد اشتعل فتيل الانتقام ممن قتل والده، لم يراه قط ولكن اراد ان يراه ولو لمرة وبشدة، ولكنه القدر من يتحكم..
انتهى الجزء الأول من عهد وانتهت معه شخصية من احب الشخصيات لقلبي وهو مازن ولكن سيبدأ جزء جديد مع انتقام مالك من نائل، انتظروني💙
#عهد
#الكاتبة_رحمة_عبدالله
  الجزء التاني هابدأ انزله اول ما اكتب على طول، وبجد بجد مازن هايوحشني جامد، وصور الأبطال هانزلها ان شاء الله قريب💙
دمتم بخير يحلوين💙
رأيكوا💙

"عهد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن