الفصل 12

191 9 2
                                    

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية "عهد"
  الكاتبة/ رحمة عبدالله
  الفصل ١٢
  افاقت لتجده يقف امامها وملامحه يتآكلها القلق، أحست ببعض الأمان وهي تفتح عيناها رويدًا رويدًا، قالت وقد لاحظت انهما وحدهما في الغرفة: انا جيت هنا ازاي؟ اي اللي حصل؟
  تنهد وهو يبتسم ثم قال: حمدلله على سلامتك الأول، اغمى عليكي واحنا بنركب العربية، انتي دلوقتي احسن؟
  ردت وهي تحاول الأعتدال من نومها: ااه احسن.
  اقترب منها قائلًا: استني عشان انتي لسة تعبانة.
  امسكت برأسها وقد شعرت بألم يجتاحها ليقول احمد بقلق: دماغك وجعاكي؟
  نظرت له متألمة لتقول: ااه، راسي مصدعة اوي.
  اقترب اكثر ووضع يده على جبهتها يتحسس حرارتها، سكنت تمامًا عندما لامستها يده، شعرت بالسكون التام يجتاحها، بالإضافة الى تلك الكهرباء التي سرت بجسديهما، نظرت له عدة ثواني تتأمل ملامحه عن قُرب، ارتبكت عندما انزل يده الى خدِّها الأيسر يستشعر حرارتها لتهبط عيناه إليها، وتقابلت العيون..خفق قلبيهما معًا وهما ينظران الى بعض، شعر احمد انه على وشك الغرق، الغرق بها..كيف سيصمد امامها، سينهار..حتمًا سينهار.
  ابتلع ريقه بصعوبة وهو ينظر لها بينما هي اخفضت بصرها خجلًا منه، قال وهو يسحب يده: احم انتي لسة سُخنة يا عهد.
  بتر جملته عدما وجد امه تدخل بابتسامة لطيفة تعلو ثغرها وهي تحمل حساءًا دافئًا كي يخفف عن عهد البرد.
  - كدا يا عهد تخضينا عليكي.
  حمحم احمد وقال: اي يا ماما كل دا بتعملي شوربة؟
  ابتسمت والدته وهي تجلس بجانب عهد وقالت: كنت تعالى اعمله انت يا اخويا، وبعدين هو انت مش قولتلي روحي انتي اعمليه على مهلك وانا هاقعد مع عهد؟
  شعر احمد بالحرج ونظر الى امه كي تكف عن الكلام لتبتسم نعمة على ولدها ثم تلتفت الى عهد التي تخجل رفع بصرها، تكلمت عهد ونعمة تعطي لها قطعة من الدجاج: لا انا مش عايزة اكل انا..
  قاطعها قائلًا: لا هاتاكلي وانا كمان هاكل معاكي، عافية بقاا.
  ابتسمت بخجل بينما اخذت قطعة الدجاج من نعمة وبدأت تأكل، بعد عدة دقائف من محاولات احمد كي يأكل قطعة من الدجاج ونعمة لا تعطي له فرصة تذمر قائلًا: اييه يا ماااما؟!.. انتـي سايبة ابنك وبتأكلي عهد لوحدها.
  ضحكت امه وعهد عليه لتقول نعمة وهي تضحك: الله هو انت عيان يا حبيب امك؟ هي اللي عيانة يبقى هي اللي تاكل الأكل كله، وبعدين هو انت مش كنت بتقول مبحبش اكل العيانين دا، بتاكل لي دلوقتي؟
  قال احمد وهو يتناول قطعة دجاج وينظر لعهد: لا هو انا مقولتلكيش يا ماما، مانا حبيته، اصله اكل يدخل القلب كداا.
  نظرت له امه بمكر وقالت: الأكل برضه يا ولا.
  نظر لها وقال: اه الأكل ياما، كلي فراخ كلي.
  ضحكا عليه ثم اكملوا الطعام..
  في الصباح..
  استيقظت عهد بفزع من صوت الطرق المرتفع والذي ما كان إلا فيروز تغني: اتمـخطـري ياا حـلـوة يا زيـنة، وعند بيت ام فاروق هاي هاي الشجرة طرحت برقوق هاي هاي.
  اخذت عهد تضحك بقوة على فيروز التي بدت كالبلهاء  وهي ترقص، تحركت فيروز ناحية عهد وامسكتها من ذراعيها لتقف وهي تغني بطريقة مسرحية: اللييلة إلبسلك الأبيض، وصيير ملكك والدنيااا تشهد، ع بااليي حبيييبيي.
  - حبك برص ياللي تنشكي ف كليتك، يابنتي بس بقاا انتي شغالة راديو من الصبح نازلة تغني بصوتك اللي شبه عم شكشك دا جتك القرف.
  نظرت فيروز لباب غرفتها وقالت بغيظ: دا بس عشان انت معندكش صوت زيي ومتغااظ من حلاوة صوتي.
  - أسمعك تغني تاني يا فيروز وهابلغ عنك لجنة التحكيم بتاعت The Voice.
  ضحكت عهد عليهما وقالت: حرام عليكي يا فيروز مصحياني من الساعة ١٠ بصوتك، لي كدا؟
  - استني بس يا هبلة انتي هو انتوا مش هتكتبوا الكتاب النهاردة؟
  احابتها عهد: اه.
  ابتسمت فيروز وقالت: لازم نطبى ونزغرد ياختي، اصل دا فرح ياختي، ولا عوزاهم يقولوا علينا نكديين ياختي؟
  - لا طبعًا يا فوفو، احنا مش نكديين.
  نظرت لها فيروز بضيق وقالت: فوفو؟ وانتي فكرك هاتفلحي يعني وانتي بتقوليلي فوفو، روحي يا شيخة ربنا يرزقك بعريس قمر زي اخويا كدا.
  تركتها وخرجت لتخرج ورائها عهد التي اصطدمت بأحمد، امسكها من ذراعيها وهو يقول: مش تاخدي بالك يا بنتي.
  اخفضت رأسها خجلًا وقالت: أسفة ماخدتش بالي.
  ترك ذراعيها لتقع عيناه على شعرها البني الفاتح، والذي ينزل بأمواج هادئة جميلة، إنها المرة الأولى التي يراها بلا حجاب.
  حسنًا تذكر انها ليست زوجته، حمحم قائلًا بهمس: عهد..روحي البسي طرحتك.
  نظرت له بصدمة ثم وضعت يدها على شعرها بسرعة وركضت الى الداخل تحت بسمته، تبدو كالطفلة وهي تركض.
  ارتدت حجابها بسرعة وهي تخجل من نفسها، كيف نسيت حجابها هكذا، تذكرت ان نعمة تقف في المطبخ وحدها تحضر الإفطار، فقررت مساعدتها وان تحاول تقليل الأحتكاك بأحمد.
  خرجت من غرفتها لتصطدم به ثانيةً!
  ارتبكت وهي تقول: انااا اسفة والله مكنتش اعرف.
  قاطعها: اهدي بس انا كنت جاي اسألك على حاجة، هو احنا ازاي هيتكتب كتابنا وانتي معكيش وكيل؟!
#عهد
#الكاتبة_رحمة_عبدالله
رأيكوا💗

"عهد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن