سيناريو الخذلان || Z.Y|| scenario of letdown

11

.
.
.
.

" أصعدي "

نطق بها ثم أشاح بحدقتاه عنها بعد ان رفع سبابته يفرك بها أرنبة أنفه.. ارتبكت هي بدورها وتستدير لتتأكد ما أن كان حقاً يقصدها ام لا

" ألم تقولي ان الوقت تأخر! اذاً اصعدي لأوصلك قبل ان أذهب وأتركك"

ارتبكت مجدداً حينما نطق بتهديد ويرفع صوته بعد ان قطب حاجبيه .. لكنها أبتسمت خفية وتفتح الباب وتصعد ثم ربطت حزام الأمان ويحرّك المقوّد ثم حلّ عقدة حاجبيه المزيفة..

حلّ الصمت الثقيل داخل السيارة ذاك الذي يفكر بصمت بينما يقود بيد واليد الاخرى قبضها امام فمه ليغطيها وتلك التي تتأمل وهي تريح رأسها على زجاج النافذة
" هل لي بسؤال؟ "

كسرت الصمت وتنطق بتساؤل عند توقفه بسبب إشارة المرور التفت لها وينطق هو كذلك
" ان كان ليس شخصي.. فلا بأس "
" كيف عرفتني بالرغم من تنكري اليوم؟ "

حرّك المقوّد عند تغير لون الإشارة ويجيبها
" ببساطة. لأنكِ النادلة الوحيدة هناك "
همهمت إذ لم تقتنع بالردّ ثم عادت لتأملها لكن ليس ما يوجد خلف النافذة.. بل تتأمله.. هو

شعره الفحمي الحريري المصفف للأعلى وبشرته الحليبية ثم عيناه الهادئتان وحدقتاه المثبته تنظر الى الامام وانفه الحادّ وشفتاه الورديتان واخيراً فكه الحاد المرسوم بدقة..
' كأنه لوحة فنية '

" وأنتِ.. لِمَ تستمرين بالتحديق بي دائماً؟ "

أتّسعت عيناها ممَ سمعته ثم أشاحته وتفرك اناملها بخفة وهي تفكر بإجابة لكن مهلاً ألا يبادلها التحديق هو كذلك.. هي لا تقصد الان انما بالاوقات الاخرى.. الا يحدق بها.. هل يتغابى عليها ام انه يريد ان يعلم ما بداخلها
" ماذا عن تحديقك المتواصل لي اليوم في المقهى.. حينما اعمل .. وحينما أساعد.. وحينما أعود وووو"

لمعت برأسها هذه الفكرة وتستفزه بها ويبدو انه صُدِم هو كذلك فلم تكن الإجابة التي اراد سماعها.. بتخطي انها احرجته.. فهذا لا يؤثر عليه..

" عندما كنت أحدق بكِ.. كانت نواياي ان اعرفكِ وبالطبع نجحت.. لكن لم تكن نيتي شيء آخر.. "

" هل تحاول الكذب علي! أنت علمت من أكون حينما صببت لك بالكأس وابتسمت انا .. من تعابير وجهك في تلك اللحظة.. علمت انك استطعت معرفتي! "

اوقف السيارة بالشارع نفسه من المرة الاولى فهي رفضت ان تخبره تلك المرة عن مكان منزلها.. أمّن ابواب السيارة حينما ارادت النزول لكنه نطق بخبث
" لم تجيبي عن سؤالي بعد! "