الثالثة

266 14 0
                                    

رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الحلقه الثالثه
وقفت سيارة الإسعاف بصوتها الذى علا صداه فى أنحاء المنطقه أمام عمارة الحاج محمد وعلى درجات السلم نزل مسرعا رجال الإسعاف مسرعين بمصاب قارب أن يفارق الحياه لركوب السيارة وورائهم أصوات صرخات وبكاء وخيم الحزن المكان
خلف سيارة الإسعاف يسرع عمر بسيارته ومعه زوجته إلهام وإبنهم أحمد وأخت زوجته ألاء ووالدتها كان الصمت سيد الموقف ولا يتكلم سوى الدموع  وقفت السياره أمام المشفى خلف سيارة الإسعاف والكل عيونه متعلقه بنبع الحنان وقلب الأسره ورجال الإسعاف يحملوه ويشقوا طريقهم مسرعين للعناية المركزه .. وعلى درجات سلم المشفى صوت الخطوات تسابق الريح لتذهب أمام غرفة العناية التى إستقر بها الحاج محمد ودلف ورائه سريعا الأطباء والممرضات يسابقون الوقت فى إنقاذه من جلطه أصابته أوشكت على إنهاء حياته بلحظه.. وأمام باب العنايه وقفت العائله تدعوا الله أن يشفى مصابهم وأن يطيل الله فى عمره وقفوا وعيونهم مثبته على باب العنايه ينتظرون من يخرج ويطمئنهم على رب أسرتهم ...
قطع الصمت صوت أحمد ينادى والده
_بابا    بابا هو جدو فين هو مش هيلعب معايا تانى .
_لأ يا حبيبى جدو بس تعبان شوية صغرين وهيبقى كويس ويلعب معاك عالطول .
_بس أنا كنت بنادى عليه وهو مش بيرد على وبعدين جت ناس لابسه أبيض خدته هما خدوه عند ربنا.
لم يستطيع عمر الرد على أحمد وضم عمر فلذة كبده لحضنه حتى لا يرى سيل الدموع الذى أغرق وجهه وتمتمات من شفتاه تدعوا الله بأن يشفى عمه
لم يتوقف أحمد عن طرح الأسئله قطعت إلهام أسئلة طفلها قائله لزوجها عمر :
_أحمد لازم يروح
رد عمر: _إنتى عارفه يا إلهام عمى لو فاق أكيد هيطلب يشوف أحمد
إلهام: _سيبه بس يروح مع ماما هيقعد مع عمى فى البيت وبإذن الله لما بابا يفوق هنجيبه يشوفه عالطول.....................................................
فى حجره مظلمه لا ينيرها سوى ضوء القمر المتسلل للحجره من شرفتها يجلس أبو عمر الحاج أحمد ممسك صوره بيده تجمعه مع أخوه ورفيق عمره الحاج محمد أمام عمارتهم الجديده يضمها لصدره تاره وينظر لها ويبكى تاره ويتذكر
.... عوده للماضى.......
_بقولك إيه يا أحمد يا أخويا إحنا هنبنى حتة الأرض دى عماره كبيره ونعيش فيها سوا وبإذن الله لما إلهام وعمر يتجوزوا هندخلهم فى شقه وياريت لو ألاء تتجوز أشرف ونبقى كلنا مع بعض فى بيت واحد .
أنا من إيدك دى لإيدك دى يامحمد وكده نلم عيالنا فى حضننا ونفضل كلنا سوا كان نفسى أمينه تكون عايشه وتفرح معانا بالعماره الجديده وتحضر جواز عمر دى كان نفسها فى اليوم ده من زمان .
ربنا يرحمها يا أحمد ويباركلك فى عمر وأشرف وتشوف أحفادهم

................................عوده للحاضر.............
يضم أبو عمر الحاج أحمد الصوره لصدره وقلبه يعتصر ألما على أخ كان رفيق العمر وأوفى صديق
_ربنا يشفيك يامحمد ربنا يحفظك ويحميك وترجع تنور بيتك تانى يارب رجعه بالسلامه جلس على الأرض يسجد ويبكى ويدعوا الله أن يشفى أخاه عاجلا غير آجل قطع سجوده صوت جرس الباب قام يهرول لفتحه وكله أمل أن يرى أخاه خلف الباب .
فتح الباب فوجد زوجة أخيه ومعاها أحمد حفيده
_طمنينى ياأم إلهام أخويا بخير.
_إطمن يا حاج أحمد بخير بس الدكاتره رفضه تدخلنا نشوفه وبتقول نقدر نشوفه بكره كان على عينى أسيبه فى محنته دا سندى وما بعض طول عمرنا عالحلوه والمره بس أحمد يا حبة عينى مموت نفسه من العياط وبيسأل على جده ونام وإحنا فى العربيه عمر وصلنا لهنا ورجع تانى للبنات مش راضين يسيبوا أبوهم الصبح بإذن الله عمر هيجى ياخدنا ألاء هى اللى حالتها صعبه قوى ربنا يعدينا من الأزمه دى على خير هو أشرف لسه مرجعش .
لأ ولا راضى يرد على التليفون.
ربنا يهديهم تصبح  عالخير.
وأنتى من أهل الخير .......................................
فى غرفة المعيشه التى تتسم بأثاثها الفاخر جلس عبدالله على طاولة السفره ورأسه مسنده على يده شارد الذهن حزينا
_عبدالله عبدالله عبدالله.
_نعم يا أمى
_مالك ياابنى شكلك تعبان وحزين بقالك فتره كده قلقتنى عليك
_إطمنى يا أمى دا موضوع بس مش قادر أخد فيه قرار هقولك عليه بعد الأكل .
_ماشى يا قلبى ربنا يريح بالك ويسعدك دنيا وأخره.
بعد إنتهاء عبدالله من الطعام كالعاده قام يساعد والدته فى تنظيف الطاوله بعد الطعام وتنظيف الأطباق فعبدالله شاب صالح وخلوق وزاده الإلتزام والقرب من ربه سمات جميله وخلق طيب يبلغ من عمره ثلاثون عاما وهو وحيد أمه بعد وفاة والده وزواج أخته أسماء .
فى الشرفه جلسا عبدالله وأمه سويا لشرب الشاى فدائما ما يجلس معاها فى الشرفه للبوح بأسراره لها . 
_ها يا حبيبى قولى بقى مالك.
_دا يا أمى مؤتمر بره مصر وأنا نفسى أروح أنتى عارفه من زمان وأنا مستنى فرصه ذى دى بس أنا  مش هقدر أسافر وأسيبك وكمان أسماء قربت تولد ومينفعش أسيبهاأنا مستنى يوم ولادتها ده من زمان.
_ليه كده يا إبنى سافر يا حبيبى وأنا هروح أقعد مع أسماء لحد متولد من بكره تجهر نفسك وتسافر هزعل منك بجد لو ضيعت فرصه ذى دى سافر يا حبيبى ومتخفش علينا .
_لأ يا أمى بكره إيه دا لسه عشر أيام على السفر.
_هى أسماء لسه قد إيه على ولادتها.
_حاولى إسبوعين ربنا يتملها على خير لسه مكلمانى الصبح كانت تعبانه قوى.
_ربنا معاها وتقوم بالسلامه.
_طب والعروسه اللى قولتلك عليها مش هتجى عشان نكلم أهلها
_لا يا أمى مش وقته نطمن بس على أسماء الأول
_لحد أمتى يا عبد الله هتقول مش وقته
_ لحد إما ألقيها يا أمى
_ هى من دى
_قريب اوي هتعرفي .


#ذات_الرداء_الاسود

أسرتنى ذات الرداء الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن