التاسعة

139 9 0
                                    

رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الحلفه التاسعه
مع هبوط الطائره على الأراضى الأمريكيه ترجل دكتور زياد بصحبة آدم من الطائره فى خوف عيونهم تتلهف لرؤية عبدالله حيا يرزق تهفوا آذانهم لسماع أى خبر يطمئن قلوبهما الحزينه التى أبت أن تصدق بأن رفيق العمر ذهب ولن يعود
ذهبوا للفندق ومنه على مكان الإنفجار إندهشت عيونهم لرؤية منظر قد ترجم ما حدث هنا على الفور ..خفقت قلوبهم رعبا
أين عبدالله من هذه الركام التى لا تنم عن وجود حياه بينها بعد بحث وإستفسارطال كثيرا إستقرت أجسادهم بعد عناء طويل على إحدى الكراسى فى إستراحة المشفى الذى نقل له الجثث والمصابين .بحثوا بين المصابين تتقلب عيونهم بين الوجوه بحثا عنه ولا أثر له ولم يتبقى إلا الجثث للبحث فيها التى معظمها لم يعد بجثه كامله بعضهم لم يخرج من الحطام إلا كالحطام فأصبحت الأجساد مجرد قطع لا تدرى لمن هى وأفضل علماء العالم أصبحوا رماد والبعض مفقود تماما ولا يوجد له أثر
طال البحث التى خارت فيه القوى وانهكت فيه الأجساد وكسرت فيه النفوس ودمعت له العين من هول ما رأت
ذهبا إلى الفندق ولسان حالهم يقول لقد مات عبد الله مات وضاع بين الحطام ولكن كان الأمل سيد موقفهم وعزموا على البحث غدا
كان الهاتف فى يد آدم يريد الإتصال بأم عبدالله ولا يعرف ماذا يقول لها وفى النهايه إستجمع قواه وأجرى الإتصال
أتاه صوت الطرف الثانى متلهفا
_آدم يا ابنى طمنى
_إطمنى يا أمى بإذن الله خير
_قولى الحقيقه عشان خاطرى عبدالله مات
_لا والله يا أمى لسه معرفش حاجه إحنا بندور وفى ناس هنا كتير وزحمه ولخبطه إطمنى وطمنى إسماء وربنا يفرحنا كلنا بسلامة عبدالله
.............................................................
كانت إلهام فى حالة إنهيار شديد تجلس بمفردها فى غرفتها لا تكلم أحد ولا تأكل تبكى زوجها وبجوارها أحمد تختضنه بشده وكأنها تضم قطعه من زوجها تشتم رائحته فيه
قطع بكائها أحمد قائلا :
_بتعبطى ليه ياماما هو حد زعلك
_تنهدت بحزن قائله:
_لا يا حبيبى أنا بس تعبانه شويه
_طب بابا فين يا ماما وحشنى هو مشى ومش هيجى تانى
لم تستطيع الرد إلا بصرخات وأهات دلفت على إصرها ألاء تهرول وجلست بجوار إلهام وضمتها لصدرها قائله:
_إهدى يا إلهام إصبرى يا حبيبتى عشان خاطر أحمد
دلف والدها ووالدتها وجلسا بجوار إبنتهم يهدأو من إنفعالها الذى طال وعال وعالى واستمرت الصرخات تعلوا تعلوا علها تصل لتقطع المسافات بينها وبينه علها تبحث عنه وتطمئن فؤادها تصل لحبيب قلبها تصل لإبن العم وأحن زوج ورفيق العمر فمنذ نعومت أظافرها وهى معه يلعبا سويا وفى الدراسه سويا دائما كان يأخد بيدها ليقطع بيها الطريق للمدرسه ذهابا وإيابا ودخلا نفس الجامعه لتتثبت جذور الحب فى القلوب وتنمو بالزواج لتثمر أحمد الذى ملأ حياتها سعاده ومرح
ذهبوا بها إلى المشفى سريعا فهى فى حاله يرثى لها قال الطبيب بعد تهدئتها بالحقن عبر الوريد بمهدئ على إصره خار جسدها على الفراش لتغفو عينيها وتهدأ أوصالها
حالة إنهيار عصبى شديد أرجوكم ما فيش حد يدخل عندها لحد ما تفوق وابعدوا عنها أى خبر يزعلها
كانت هذه تعليمات الطبيب الذى ألقاها على مسامهم وذهب ..
(ألاء)
ها هى للمره الثانيه جالسه فى نفس المشفى ربما نفس الكرسى لا تدرى فى لحظه أحست نفسها مع موعد للأحزان التى لا تنتهى أحقا قد مات عمر تبكى أختها التى كانت دائما تقف بجوارها قطع صمتهم صوت هاتف أبو عمر قائلا:
_دا أشرف أكيد وصل أمريكا
أجاب الهاتف قائلا:
_أنت فين دلوقتى با إبنى طمنى
أنا لسه واصل أول لما أعرف حاجه هكلمك عالطول أنتم عاملين إيه وإلهام عامله إيه
_ربنا معانا يا ابنى ونعدى من المحنه دى على خير إحنا فى المستشفى إلهام عندها إنهيار عصبى
_ربنا يقومها بالسلامه أنا معاك عالطول عالتليفون عشان أعرفك الأخبار
ذهب أشرف للبحث عن أخيه فى المشفى لم يطل بحثه كثيرا حتى عثر على أخاه أمامه حيا يرزق هرول.. إليه ينادى عمر  عمرأنت عايش
_ أشرف أنت جيت هنا إزاى
_أول لما عرفت الخبر جيت عشان أدور عليك تليفونك كان مقفول ومنعرفش عنك حاجه بعد اللى حصل بس الحمد الله إنك بخير كلنا كنا هموت من القلق عليك وإلهام جالها إنهيار عصبى وإتحجزت فى المستشفى
إنتفض ليقوم لكن منعه جسده الملئ بالكسور والحروق من النهوض
طب إطلبهم يا أشرف عشان أطمنهم
...........................................................
فى غرفه منفصله فى الدور الأخير من المشفى إنتهى بآدم ودكتور زياد البحث عندها ليجدوا على بابها كثير من أفراد الأمن يلتفوا حول الغرفه ويخرج رجل ببدله سوداء طويل للقامه ومفتول العضلات فظ القلب ليقلى على مسامع أفراد الأمن بصوت غليظ أوامر بشده الحراسه وممنوع دخول أى أحد للغرفه حين سمع آدم الأوامر ذهب مسرعا إليه يستأءن فى رؤية المصاب الذى بالداخل فقد بحثوا كثيرا عن الدكتور عبدالله ويظنوا أنه بالداخل فعلى حسب المواصفات التى أخبروا بها الطبيب وأكد لهم إنه فى هذه الغرفه ..
سمح لهم بالدخول بشرط التعرف عليه والخروج سريعا بالفعل دخلا ومن الوهله الأولى تعرفا عليه
نادى آدم .....عبدالله  عبدالله ولم يستمع رد بل ظن آنه مات فعلا فجسده بالكامل مغطى بالشاش ولم يظهر إلا وجهه فقط وحوله أسلاك كثيره متصله بعدة أجهزه هى ما تبقيه حيا
بحزم وشده أخرجهم من الغرفه
تحدث دكتورزياد إليه بأسى قائلا :
_لو سمحت عايزين نعرف فى إيه وليه الأمن ده كله
_حضرتك متعرفش الدكتور اللى جوه ده الإرهابى صاحب اللحيه السوداء المتهم بالتفجير

#ذات_الرداء_الاسود

أسرتنى ذات الرداء الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن