رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الرابعه والعشرون
فتحت الباب خلسه وبرويه لأنظر للداخل من فتحه صغيره هى ما فتحتها من الباب لأجد الدكتور جلال يقف أمام المكتبه التى أصبحت كجدار متحرك ويتحدث مع أحد لا أراه فقط أسمع همسات صوته من خلف المكتبه أغلقت الباب بهدوء وما أسعفنى فى عدم لفت أنظارهم لى ضخامة المكتب وبعد الباب عند المكتب والمكتبه وذهبت لخارج المشفى تتزاحم المخاوف والأفكار فى رأسى حتى هاتفت عمر قائلا:
_عمر لازم نتقابل حالا
_خير ياعبدالله قلقتنى
_لما تيجى هتعرف
_ماشى مسافة الطريق وهكون فى النادى
فى النادى جلس عبدالله ينتظر عمر ودقائق وكان عمر بجواره وجلس قائلا:
_ خير يا عبدالله قلقتنى فيه إيه طمنى
_ وأنا رايح أقابل الدكتورمحمد عشان أعرف التحقيقات وصلت لأيه مع آمن المستشفى فى طريقى مريت بأوضة الدكتور جلال لقيت نفسى فتحت الباب من غير إستئذان مش عارف ليه بس حاجه جوايا دفعتنى لكده تخيل شوفت الدكتور جلال بيكلم حد من وراء المكتبه هو عنده وراء المكتب مكتبه كبيره فى الحيطه شوفتها مفتوحه كأنه جدار متحرك وبيكلم حد من وراه معرفتش هو مين ولا شوفته وقفلت الباب بسرعه ودماغى فيها ظنون كتير وجيت على هنا عشان أقابلك
أومأ عمر برأسه وكأنه وصل إلى الخيط الوحيد الناقص الذى حل اللغز وقال:
_باب سرى
تنهد عبد الله بحزن وكفكف دمعه كادت النزول من الخوف على مصير قد تقع فيه رقيه ولا يستطيع أحد منهم التصدى له وقال:
_أكيد الباب ده وراه مصيبه ياعمر وأنا متأكد إن الباب ده وراه سر خطف رقيه الأمن أكد أن مفيش حد دخل ولا خرج برقيه وكل اللى خرج بأطفال كانوا مسجلين عندهم يعنى رقيه مخرجتش من المستشفى إحنا لازم نتصرف أنا هبلغ البوليس
_بوليس مين ياعم ولا حد هيعبرك كان غيرك أشطر أنت عارف الدكتور جلال كويس اسمه غير قابل للخدش بس أوعدك أنه هيتكسر على إيدنا بإذن الله
_عمر إحنا لازم نتصرف بسرعه عشان نلحق رقيه
إنتفض جسدى خاوفا من ذلك المصير الذى قد يصيبها نفض تلك المخاوف من رأسه وقال :
_عمرإنت ناوى على إيه
لمعت فى عين عمر تحدى للكشف الدكتور جلال وقال:
_لازم ندخل الباب السرى
_سأل عبدالله بيأس.. إزاى ؟
_أقولك إزاى أنا هاجى معاك المستشفى دلوقتى وهفضل معاك فى الأوضه ولو دكتور دخل هستخبى فى الحمام أو الدولاب أى مكان وانت هتفضل مع أسماء فى المستشفى وبالليل ندخل مكتب الدكتور جلال ومنه الباب السرى
استجاب عبدالله لتلك الفكره فهى الطريق الوحيد لوضع أيديهم على دليل ملموس يدينوا به الدكتور جلال
وبالفعل كما اتفقا انتظر عمر مع عبدالله فى المشفى حتى تأكدا من أن الجميع ذهب ولم يبقى إلا الممرضات وبعض الأطباء ومعظمهم فى سبات عميق الآن حتى خرجا من غرفة رقيه وتوجها لغرفة الدكتور جلال وتلفت عبدالله حاوله ليتأكد من خلو الممر من الأطباء وما طمئن قلبه ان ذلك الممر لغرف الدكتور محمد وجلال وياسر فقط ولن يأتى احد إلى هنا فى ذلك الوقت وحاول عبدالله فتح الباب فوجده مغلق فزفر بغضب قائلا:
_معملتش حسابى لكده الباب مقفول
_إمال أنت مفكر إيه هيسيب مكتبه مفتوح أوعى أوعى وإتعلم من الإستاذ
تقدم عمر وفتح الباب بأداه أحضرها معه ودلفا لعرين الأسد وسط الظلام وأغلقا الباب خلفهم فأخرج عبدالله كشاف من جيبه وأضاء بيه المكان قائلا:
_ كنت خايف نشغل النور هنا حد من الدكاتره ممكن يشوف النور ونتكشف
ضحك له عمر قائلا:
_لأ فى دى بقى إنت أستاذ
كان عمر يتعامل مع الموقف بمهاره وبشجاعه لم تخلوا من الخوف البسيط ودائما ما يبث الطمأنيه لنفس عبدالله ويتعامل مع الموقف وكأنه مر بمثله من قبل فصحفى مثله لم تخلوا حياته المهنيه من تلك المغامرات التى يكشف بها أسرار قضايا الرأى العام
وتقدما معا للمكتبه ونظر كلا منهم للأخر ليبث الإصرار والتحدى فى كشف حقيقة الدكتور جلال وتنهدا معا وقالا توكلنا على الله وحاولا إزاحة المكتبه بالضعط عليها فلم تتحرك ووضعا كتفهما عليها وضغطا عليها بقوه أكبر ولم تتحرك وحاولا تكرار بكل ما أوتوا من قوة ولم تحرك ساكنا حتى كدا أن يفقدا الأمل فأخذ عمر الكشاف من عبدالله وجاب الغرفه يبحث فيها عن مكان يفتح منه تلك الجدار ولم يجد شيئا فتنهد بيأس وجلس على الأريكه التى أمامه ينظر لعبدالله وكأن لسان حاله يقول كيف نفتح ذالك الجدار العين وإتلفت عبدالله لصوره كبيره معلقه على الحائط بجوار المكتبه للدكتور جلال تقدم منها ثم نظر لها قليلا و أمسكها بيده وأزالها من مكانها ليجد خلفها باب صغير بلهفه حاول فتحه لم يفتح فتقدم عمر منه وفتحه بتلك الأداه التى معه ووجدا خلفه يد رافعه.. نظر كل منهما للأخر فقد وجدوا مبتغاهم فرفعها عمربيده لتفتح وقر الذئاب وها هى تتحرك المكتبه من مكانها كما إنتفضت أجسادهما من الخوف ونظرا لبعضهما وأومأ كل منهم للأخر برأسه ليبثا بعضهما الطمأنيه وذهبا خلف المكتبه ليجدا سلم ينزل لأسفل المشفى وقفا عليه قليلا والخوف تملك أجسادهم فقد يكون أى شخص من أتباع الدكتور جلال بالأسفل وحينها لن يخرجا أحياء من ذاك المكان وكأنهم يقدمون أجساد بشريه للمافيا تجارة الأعضاء هبه بدون مقابل... نزلا على درجات السلم برويه فى صمت رهيب لم يخلوا إلا من صوت نبضات قلوبهم مع صوت أنفاسهم المتلاحقه حتى وصلا لأخر السلم فوقف عبدالله مندهشا لما رأه ووجه عمر لم يخلوا من علامات الذهول وأومأ برأسه يأكد ظنونه لأنه وجد شئ كان متوقع من أمثال الدكتور جلال غرفه عمليات كبيره تسع مساحتها نصف المشفى تقريبا مجهزه بأعلى مستوى لم تخلوا من جميع الأجهزه اللازمه للعمليات وأجهزه محفوظ فيها أعضاء بشريه وبعض الأسره التى تقبع فى نهاية الغرفه تحكى مأسأة ومعاناة الضحايا
والمفأجاه التى وجدها عبدالله التى وقف أمامها ولم يستطيع أن يحرك ساكنا حتى تقدم عمر منه وربت على كتفه يبث الطمأنيه للقلبه وتقدم وفتح ثلاجة الموتى التى أمامه ليخرج منها أبشع رائحه نتنه لجثث ربما ظلت فيها لسنوات ومعظمها غير معروف الملامح والبعض الآخر ليست بجثث كامله ولكن ما طمئن قلب عبدالله أنه لا أثر لجثمان طفله بينهم ..اخرج عمر الكاميرا التى أحضرها معه وجاب المكان بأكمله يصور كل ما ترأه عيناه فى ذلك المكان الغريب الذى تخلا أصحابه من الإنسانيه بل الوحوش الشرسه قد تجد الرحمه فى قلوبهم لكن هؤلاء صاروا خدم لأغراضهم الدنيئه ونفوسهم القزره التى لم تسعى إلا لأجل المال وفى أحد أركان المكان وجد عمر سلة مهملات فدفعه الفضول لفتحها لينظر بدهشه لا يصدق ما تراه عيناه فتلك ملابس رقيه التى رأها بها حينما جاء لزيارتها فى المشفى تمالك أعصابه وأغلق سله المهملات بعدما إلتقط صوره لما بداخلها وأغلقها ليذهب ملبيا لنداء عبدالله الذى وجد باب لمصعد المشفى وتأكدت الظنون فى رأسهما فهؤلاء الذئاب أذكى من أن يستعملوا غرفة الدكتور جلال ذهابا وإيابا وينقلوا الضحايا من خلالها فتفكيرهم الشيطانى دفعهم للتخيط بذكاء كامل ليستعملا المصعد للمجئ هنا بعيد عن أنظار الكل لكن أفعالهم ليست بعيد عن نظر رب العالمين الذى يمهل ولا يهمل
إنتها من البحث والتصوير وهم عمر للصعود ولكن استوقفه عبدالله قائلا:
_آمال فين رقيه
نظر عمر له ولا تستطيع شفتاه النطق بما رأه فما رأه لا يأكد إلا شئ واحد
#ذات_الرداء_الاسود