رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
العشرون
(عبدالله)
طوال اليوم أمسك الهاتف بيدى وأنتظر إتصال عمر تشتعل النيران فى قلبى حينما أتخيل أنى قد أقابل بالرفض لكن مستحيل تكونى لغيرى وأنا لن أتزوج غيرك يا من حلمت بها طول عمرى وزاد حبى لكى بعدما جلست معكى وأيقنت أنكى نعم الزوجه الصالحه ولم يفارق أذنى صوتكى وأنتى تسألين لماذا أنا ؟ لماذا أنتى يا حب عمرى ومحبوبتى التى أسرتنى ألم تعرفى بعد؟ أنتى التى لم ينبض قلبى إلا لكى ولم ترى عينى إلا أنتى ..حتى أتانى الإتصال الذى أنتظره ...لأول مره عندما أرى إسم عمر تضئ به الشاشه يخاف قلبى هكذا حتى أجابته قائلا:
_ها يا عمر طمنى وافقوا عليا
_مفيش السلام عليكم وحشتنى ياعمر
_سامحنى ياعمر قاعد من الصبح على أعصابى طمنى بس الأول
_اطمن ألاء موافقه
_يعنى إيه فى حد تانى رافض
_لأ مش كده عمى موافق بس هنأجل الخطوبه مش دلوقتى يعنى كمان شهر عشان أنت عارف هى لسه مخطوبه لأشرف من كام يوم ولسه فى ناس متعرفش إننا فسخنا الخطوبه
_أهم حاجه إنهم موافقين هصبر شهر كمان بس إيه رأيك نعمل كتب كتاب وخطوبه
__انا بالنسبه ليا موافق بس هعرض الفكره على ألاء وعمى وأقولك رأيهم إيه
_ماشى وأنا هستنى الرد بس ممكن اطلب منك طلب
_إتفضل يا عبدالله دا أنت أخويا قشر أنت بس وأنا هاكل عالطول
_هههههههه دمك ذى العسل ياعمر بس أنا مش عايز أقشر أنا عايز حاجه تانيه .... أنا جبت هديه لألاء وعايز أقابلك عشان تاخدها وتديها لألاء
_إنت لحقت دا أنا لسه معرفك حالا إنهم وافقوا جبتها إمتى دى
_هتصدقنى لو قولتلك جبتهامن بعد ما رجعت من عندكم
_ماشى يا روميو نتقابل فى نفس المكان بتاعنا صحفى قد الدنيا يشتغل دليفرى هدايا
_يلا ياعمر أنا هنزل دلوقتى و هنتظرك
*************************************
_وبعدين يا هدى أنا هسقط بسببك انا مروحتش أربع حصص يلا قومى عشان تيجى معايا لمستر أشرف
_قولتك كذا مره يا بسمه أنا مش راحه هناك
قاطعها صوت والداتها التى دلفت إلى الغرفه بإبتسامه ذات معنى قائله:
_حتى لو عرفتى إن أشرف وألاء فسخوا الخطوبه
هبت هدى واقفه
_بجد يا ماما عرفتى إزاى
أومأت أم هدى برأسها والإبتسامه لم تفارق وجهها قائله:
من أم إلهام قابلتها واتكلمنا وقالتلى إنه محصلش نصيب وسألتنى بسمه هتكمل الدرس ولا لأ قولتلها هتكمل بس هدى كانت تعبانه وبسمه مش راضيه تيجى من غيرها
_بس أنا مش تعبانه أنا كويسه أهو يلا يا بسمه أنا هلبس ونروح يلا أنتى فاتك حصص كتير والإمتحانات قربت
_يا سلام قلبك عليا من إمتى الكلام ده.... إنت مش كنتى مش عايزه تروحى لو تعبانه بلاش يا أختى يا حبيبتى تيجى وأنا هسلملك على مستر أشرف
_يلا يا بسمه بلاش غلبه
وبالفعل إستعدت هدى للذهاب وارتدت أفضل الثياب وذهبت مع بسمه وهناك كان أشرف ينتظر بسمه التى علم بقدومها من والدتها عبر الهاتف فجلس عند أم إلهام ينتظرها وكانت تلك أول مره يرى فيها ألاء منذ يوم الخطوبه وللمفاجاه كانت مبتسمه والسعاده تكاد تقفز من عينيها
إيقنت بداخلى أن هذه السعاده سببها ارتبطها بالدكتور عبدالله باركت لها ولأول مره منذ مده طويله تتقبل كلامى وترد على وتعاملنى كما كنا فى السابق ..لكن رغم رغبتى فى الإنفصال عنها بعدما تأكدت من حقيقة شعورى تجاهها لكنى شعرت بالغيره لماذا لم تكن سعيده بى هكذا ؟ لماذا رفضتتنى ؟ لماذا لم تعطينى فرصه لأظهر لها ما أنا عليه حقا ؟ بل قطعت علاقتى بها وتجنبتنى تماما وحتى كلامى معاها دائما يقابل بالصد كل هذا لأنى حاولت أن أخفف عنها وربت على يدها كانت أمامى قلقه حزينه أردت أن أطمئنها انا لست كما تظنين بل أفضل لكن أنتى لم تعطينى فرصه وأغلقتى الباب فى وجهى كما تفعلى دائما كل هذا لأنى أصغر عنكى بأربع سنوات اه يا إبنت العم وزفر زفرة قويه لينهى بها تلك المناقشه التى لن تجدى ولا تفيد ليرفع نظره ليجد أمامه بسمه ولكن من تلك التى بجوارها أهذه أختها هدى التى تأتى معاها لأول مره أرى تلك العيون التى يتجمع بداخلها فيضان من دموع يختبأ وراء إبتسامه زائفه وربما أمل زائف لست أدرى لكنها حقا خطفت قلبى
*******************************
(ألاء)
كنت أجلس فى غرفتى أقرأ فى روايه أنا لا أحب الروايات كثيرا ولكنى بعد أن رأيته وجلست معه أحببت أن أقدم على تلك التجربه التى لاقت إعجابى بل وأسرتنى معاها بين ثنايا ورقها أحلق فى سماء خيالها حتى أنهل من تلك الكلمات التى تمنيت أن أكون من يسمعها وأعيش تلك اللحظات الجميله حتى دلفت إلهام بصندوق مغلف بورق هدايا هرولت وأخدتها بعد ما علمت منها أن عبدالله من أرسلها لى فتحتها لأجد بداخلها ما حلمت بيه سنين عمرى وتمنيته بكل قلبى ووجدت بجواره رساله مكتوب فيها ..
جوهرتى الغاليه التى هى أغلى من كنوز العالم درتى المصونه ولؤلؤتى النادره أردت فقط أن أحافظ على أثمن وأغلى الجواهر والكنوز وودت الحافظ عليكى لتتأنقى به .....
أمسكت به وقربته من وجهى وارتديه ولم أبالى بكلمات إلهام الساخره نقاب
نعم نقاب من تمنيت أن أرتديه منذ سنوات وأردت أن أكمل رداء العفاف ها هو أتى به ليحافظ على بصرت نفسى فى المرأه وظللت أقفز من مكانى كطفله أتاها والدها بثوب العيد لم أستطيع أن أصف سعادتى بعبدالله هو من تمنيته فارس أحلامى الذى يأسرنى دوما بأفعاله وبالنقاب أجمل وأحلى هديه لم أحلم بها يوما نقابى الذى لن أخرج بدونه بعد اليوم
************************************
_عبدالله تعالى بسرعه رقيه تعبانه أوى ومبطلتش عياط من الصبح
_طيب إهدى يا أسماء أنا خمس دقايق وهكون تحت البيت إنزلى وإحنا هنروح عالمستشفى
وصل عبدالله أمام المنزل ووجد أسماء تنتظره ومعها رقيه ركبت معه السياره وانطلقا إلى المشفى
فى المشفى الذى دلف بداخلها مسرعا وسط صرخات رقيه حتى جاء أحد الأطباء مسرعا
_دكتور عبدالله خير تبعك الطفله دى
_اه بنت أختى فين الدكتور محمد
-الدكتور محمد والدكتور ياسر لسه ماشين الدكتور جلال هو اللى فوق
_يلا يا أسماء إطمنى أنا عارف هى عندها إيه بس لازم أتأكد
فى غرفة الدكتور جلال وبعد الكشف وعمل الأشعه تأكد عبدالله مما كان يخشاه#ذات_الرداء_الاسود