رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الثانى عشر
فى الجمعيه التى عكفت ألاء على الذهاب لها يوميا لمساعدتهم جلست مع هند يغلفون بعض المواد الغذائيه ويتم توزيعها على الأسر الفقيره سألتها هند قائله:
_مفيش جديد ياألاء
_لا ربنا معاهم يا هند الموضوع كبير وبقى قضية رأى عام وعمر وكل الصحفين مش ساكتين ونقابة الأطباء وكل صحاب الدكتور عبدالله عاملين واقفات إحتجاجيه هنا وفى أمريكا حتى على النت الكل بيدافع عنه إزاى يتهموا أى حد كدا ومن غير دليل لمجرد بس إنه ملتحى وملتزم فيكون هو الإرهابى..أنا مصدقه فعلا إنه مظلوم تاريخه المهنى وحياته وكل حاجه منشوره عنه بتأكد إحساسى مستحيل يكون إرهابى
_ مش هو ده برده يا ألاء الدكتور اللى كنتم كشفتم عنده على أحمد
_أه تخيلى والله الدكتور ده محترم جدا ودايما بيغض بصره وأحمد بيحبه أوى
_هى المحاكمه إنهارده
_أه ربنا معاه دا حتى مش صابرين إما يتعافى بشكل كامل خايفين يفجر المستشفى شايفه للدرجه دى بيكرهوا الإسلام والمسلمين
_ربنا يستر دا لو خد إعدام الموضوع ده هيقلب الدنيا
_متقوليش كده بإذن الله براءه
.........................................................................
دلفت أسماء لغرفة والدتها التى لم تبرحها منذ البارحه جالسه فى مصلاها لم تجف دموعها تدعوا وتتضرع إلى الله أن ينصر والدها المظلوم جلست أسماء بجوار والدتها ومسكت يدها قائله:
_ماما حبيبتى هتفضلى قافله على نفسك كده إنتى مكلتيش من إمبارح
_مش قادره يا أسماء أنا خايفه على أخوكى مش قادره أتخيل إنهم ممكن ...
_بإذن الله هياخد براءه مستحيل يحكموا عليه من غير دليل
_وهما يا أسماء لما إتهموه كان فى دليل ولا لما إتقبض عليه زمان كان فيه دليل
_بس يا ماما الإتهام غير حكم القاضى هيحكم من غير دليل إدانه
_لا يا أسماء دول عندهم أكبر دليل اللحيه دليل إلتزامه دليل قربه من ربنا دليل صلاته فى المسجد دليل صلاة الفجر جماعه دليل
إنهارت باكيه ترأى أمامها مشهد عبدالله مشهد حفر فى الذاكره ولم يبرحها منذ إحدى عشر سنه حين رأت فلذة كبدها مغطى بالدماء وجسده مغطى بالكدمات والجروح إنتفض جسدها لتذكر المشهد سجدت وتعالى صوت شهقات بكائها يارب رضيت بقضاءك يارب فك أسره دا مقبوض عليه بس عشان إلتزم بشرعك
_ربنا هينصره يا ماما وياخد براءه متعيطيش
ربتت أسماء على كتف والدتها واحتضناتها تواسيها بكلمات تبث الطمأنيه فى قلبها وهى من تريد أن تطمئن تريد البكاء بشده ولكنها تتماسك من أجل والدتها كل منهم يبث الطمأنيه تارة تتماسك هى من أجل والدتها وتاره تتماسك والدتها من أجلها هذه هى القلوب الراضيه بقضاء الله تستقبل المحن بصدر رحب حتى وإن حدث إنهيار لتماسكنا أحيانا فتلك من طبيعتنا البشريه يبقى الرضا بقضاء الله هو لسان حالهم
.......................................................
_زياد واقف لوحدك ليه تعالى عبدالله عايزك
_تنهد زياد بحزن قائلا:
_تفتكر ممكن يعدموه ياآدم
_إزاى من غير دليل
_يعنى كان فى دليل عشان يتهموه
_تفاءل بالخير وتعالى معايا عشان إنت عارف إنى بضيع هنا من غيرك ومبفهمش ولا كلمه غير ياس ونو
ضحك زياد وكأنه يدفع بعضلات وجهه للضحك غصبا عنها
_أيوا كده يا عم إضحك أنا والله من غيرك مكنتش أعرف أمشى فى البلد دى خطوه واحده و
تعالى ندخل لعبدالله يلا
دلفوا سويا لعبدالله فهى نصف ساعه فقط المسموح لهم بها بالجلوس معه ومعهم عمر وأشرف
_عمر أنت واثق من المحامى ده دا أمريكانى وأنا خايف يكون معاهم
_إطمن يا عبدالله أنا واثق فيه جدا أنا عارفه من زمان ومحدش هيقدر يتعامل معاهم إلا هو وكفايه إنه قدريجبلنا إذن إننا نقعد معاك دا كانوا حتى رافضين نشوفك وإنك تكلم أى حد فى التليفون سواء هنا أو فى مصر وإستحاله إنهم كانوا يوفقوا إننا نقعد معاك
_أنا خايف قوى وصيتك أسماء وأمى يا آدم ورقيه أهم حاجه رقيه
_إطمن با عبدالله محدش هياخد باله منهم إلا إنت
_وحشونى قوى نفسى أسمع صوتهم
_هتسمع صوتهم وتقعد معاهم لما نرجع مصر بإذن الله
_يارب
قطع كلامهم صوت ينذر بالطاغوت الذى يهجم بغير إستأذان قائلا :
يلا إتفضلوا بره عشان العربيه جت تنقل المتهم للمحكمه
تشابكت الأعين والنظرات كلا منهم يبث الأمل فى الآخر خرجوا جميعا ليلتحموا مع الأطباء والصحفين وجميع المصرين بالخارج ليقفوا أمام المحكمه فى حشد كبير يطالب برفع الظلم والتهمه
ودلف عمر وآدم وأشرف ودكتور زياد داخل المحكمه مع المحامى الذى بدوره بث الطمأنينه فى قلوبهم
...............................................
دلفوا بغير إذن كعادتهم وبقسوه حملونى ووضعونى على كرسى متحرك فجسدى لم يشفى تماما بعد ودفعوا بى إلى الخارج لأول مره أغادر الغرفه ولكنى خرجت منها وربما لا أعود لها ثانيا .. فى وسط حراسه مشدده لا أرى من خلالهم أى معالم حولى سوى تلك البدلات العسكريه التى لم أرى غيرها منذ دخولى المشفى وضعونى فى سياره وإنتقلنا للمصيرالذى لا أدرى مهيته تتقلب فى عقلى صور لبعض التعذيبات فى السجون الأمريكه ترى ماذا سيفعلون بى هل سألقى حتفى بهدوء أم سيعذبونى أولا ..قطع تفكيرى صوت هتافات بإسمى ألقيت نظره من تلك الفتحه التى تسمح بمرور ضوء وهواء يبقنى حيا لحين يأمرون بموتى بأنفسهم ما هذا كل هذه التجمعات من أجلى كل هذه الهتافات من أجلى كلهم إجتمعوا من أجل نصرتى للحظه بث الأمل فى قلبى لكن ليس كثيرا
أخرجونى من السياره للمحكمه معلينين بدء الجلسه سمعت أصوات كثيره مره إتهام وأخرى دفاع لكن الدفاع شبيه بصوت ضعيف يشق جدران صلبه تأبى مروره من خلالها إنهت المحكمه وإستعد القاضى للنطق بالحكم
أنظارنا كلها متجه لشفاه تكاد تخترقها لتعرف الحكم وأنا أنظر إليه وكأن الحروف تخرج ببطئ ربما واحدا فى الساعه مرت هذه الثوانى كالسنين العجاف خرجت حروفه للتجتمع فى أذنى بالحكم بالإع..................................#ذات_الرداء_الاسود