رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
السابع والعشرين
تتقلب الأيام كما تتقلب الصفحات كل يوم بأحداث جديده ليصبح ما مر بينا مجرد ذكرى فى عقولنا نتذكرها كل حين.. بعد مرور شهر على رحيل رقيه استمرت الحياه فحياتنا لن تتوقف على موت شخص ما وإنما تتستمر لننسى فى خضامها أسوء ما مر بنا وتلك من نعمة النسيان التى أكرمنا الله بها فلولا النسيان لتقوقع كل منا فى ظلام أحزانه للأبد يبكى ما مر بيه ..
كنت أجلس فى شرفتى أراكى محبوبتى فى نور شمس نهارى الذى أعلن عن موعد ارتباطنا بميثاق غليظ لنحيا بيه معا وللأبد
دلفت أمى من خلفى قائله:
_بتفكر فى مين
ابتسمت لها تلك الإبتسامه التى أحيانا تبوح بما لا نستطيع التعبير عنه فتتحدث هى لتصف شعورنا بأرق التعبيرات حتى قالت أمى :
_فى مفاجأه مستنياك جوه تعالى شوف مين
وقفت من مكانى وهرولت للداخل فوجدت أمامى أسماء تقدمت منها بلهفه وضممتها لصدرى وكأنها استنشقت إشتياقها لرقيه بداخلى فتركت لدموعها العنان وبكت وأبكتنى معاها ربت على كتفها ورفعت وجهها ونظرت فى عينيها لأطمئنها بأن الأتى خير وسيعوضكى الله نظرت لى وكفكفت دموعها وقالت:
_خلاص يا عريس بطل عياط الليله ليلتك بقى وعايزين نفرح قولى بقى هتعملوا إيه أنا كان نفسى آجى من كام يوم بس مقدرتش آجى
_ولا يهمك يا حبيبتى المهم إنى شوفتك أنتى وحشتينى قوى ..بصى بقى كتب الكتاب هيكون فى المسجد بعد صلاة المغرب وهنطلع منه على القاعه بإذن الله
_وده منظر عريس هيتجوز كمان كام ساعه روح يا ابنى جهز نفسك وسيبك من قاعدة البكونه دى ووفر الرومانسيات دى للعروسه
_ماشى يا سمكه واجهزوا انتم كمان عشان تروحوا لألاء الأول.. أمال آدم فين؟
_آدم وصلنى هنا وارح مشوار كده نصف ساعه وهيكون هنا بس متقلقش جهز نفسك إنت وإحنا هنجهز عالطول
لحظات سعاده غمرت العائلتين من أسعد أيام حياتهما تلك التى يفتح فيها صفحه ترسم بها حياة جديده ...
فها هى ألاء للمره الثاتيه تقف أمام المرأه تجهز نفسها وتضع اللمسات الأخيره بتاج براق وضعته على رأسها ولكن اليوم الشعور مختلف تماما فاليوم سأكون زوجة فارس أحلامى الذى انتظرته كثيرا نظرت لنفسها فى المرأه وابتسمت إبتسامة رضى عن مظهرها النهائى
هدى/ماشاء الله يا لولو قمر
هند/عسل يا أخواتى يلا يا هدى قومى نقرصها فى ركبتها عشان نحصلها ونكتب كتبنا احنا كمان
وقاما بالفعل فاستوقفتهم ألاء
لأ إهدوا كده وبلاش هبل إلحقينى يا إلهام
دلفت إلهام على صوت ألاء بمرحها المعتاد قائله:
_إيه يالولو سبيهم يقرصوكى البنات عايزه تتجوز
قطع مرحهم صوت أم ألاء قائله ام عبدالله وأسماء وصلوا
دلفا معا لغرفة الاء وتقدمت أم عبدالله ووضعت قبله على جبهة ألاء قائله:
_مبارك يابنتى ماشاء الله ذى القمر
اسماء/ذى القمر بس دى أحلى من القمر يا بختك يا واد يا عبدالله
يلا العربيات جاهزه تحت عشان نروح المسجد كان هذا صوت أم ألاء التى عندما قالت كلمتها الأخيره إضطربت ألاء واحمرت وجنتها فاقتربت اسماء منها وامسكت يدها قائله:
_ إيه يا لولو يلا تعالى انا هنزل معاكى
ارتدت ألاء الكاب والنقاب ونزل الجميع لركوب السيارات وكان فى المقدمه أمام المنزل عبدالله بحلته السوداء التى زادته جمالا ووقارا يقف بجوار سيارته نزلت ألاء مع والدته وأسماء
وقف ينظر لها وزينت ثغره إبتسامه تحكى شوقه ولهفته لرؤيتها ها هى محبوبتى ذات الرداء الأسود قد ظهر القمر فى أحلى حله ليلة إكتماله بدرا يا حبيبتى ها قد جاءت تلك اللحظه التى ستجمعنا معا وركبا معا السياره مع والدته ووالدة ألاء وركب الجميع باقى السيارات وانطلقوا للمسجد وهناك دلف الرجال لمسجد الرجال والنساء فى مصلى النساء وتم عقد الزواج وبعدها سجد عبدالله سجدة شكر يحمد الله فيها الحمد الله يا ربى محبوبتى التى حلمت بها طول عمرى أصبحت زوجتى ورفيقتى للجنه
هاتفا عبدالله أسماء قائلا:
_أسماء ممكن تقولى لألاء تنزل انا مستنيها تحت فى ساحة المسجد
وقف عبدالله ينتظر ألاء وعندما رأها أمامه تقدم منها ووقف أمامها قائلا:
_مبارك يا حبيبتى
_الله يبارك فيك
_كده بس من غير حبيبى
أخفضت ألاء نظرها على إستحياء فامسك عبدالله يدها ووضع قبله عليها واخرج من جيبه علبه اخرج منها خاتم وألبسه لها
نظرت للخاتم ولمعت فى عينها الدموع حينما رأيت الكلمات المحفوره على الخاتم معا للجنه ..
عبدالله/ هنفضل مع بعض يا زوجتى ولؤلؤة حياتى لحد الجنه
يلا بقى عشان نسبقهم عالقاعه
وصلوا القاعه ومن بعدهم باقى العائله جلس النساء فى القاعه المخصصه للنساء وإلتفوا حول ألاء يباركون لها حتى سمعا صوت عمر يعلن عن مفأجأه يقدمها عبدالله لألاء
أمسك عبدالله الميكرفون وسط إنتظار الجميع ولهفة ألاء حتى سمعته ينشد لها
أحبك حقا بحجم السماء فأنتى لقلبى كهطل المطر
أحبك جدا بلا إرتواء فلستى كطيف بدربى عبر
أنا إن شدوت بلحن البكاء فذا هو شوقى ليكى يستعر
قريبا قريبا سننسى العناء فأنتى لدربى كذاك الضياء وفى جوف ليلى فأنتى القمر وأنت لعمرى كدفء الشتاء وفصل الربيع وروض عطر
أحبك حقا وبلا إكتفاء فحبك ليس كباقى البشر
(ألاء)
فى تلك اللحظه تمنيت لو رأيته أمامى وشدوت له أحلى كلمات الحب والشوق بداخلى يا أحلى من أحلام عمرى انت حقا من تمنيه بل وأفضل فكلمات العالم لن أستطيع ان أصف لك بها سعادتى بك وحبى لك
إنتهى الحفل فى القاعه وذهب عبدالله مع ألاء لمنزلها ولأول مره تجلس معه بمفردها أقترب
ورفع النقاب قائلا:
_ما شاء الله إيه القمر ده
إبتسمت ألاء على إستحياء
أمسك عبدالله بيدهاوقال:
_تعرفى إنى حلمت بيكى قبل كده وأنتى لبسه نفس الفستان ده ونفس التاج والنقاب كنتى ذى القمر اللى نور ليلى الحلم ده حلمته بعد أول مره شوفتك فيها فى العياده ساعة ما شوفتك مكنتش مصدق إن شوفتك وإنى أخيرا لقيتك
ألاء بتعجب لقيتنى
_إنت كنت بتدور عليا أنا
_يااااااا أنا عشت سنين ادور عليكى
ممكن أسألك سؤال فاكر لما سألتك أنت تقدمتلى ليه وقولتى هقولك بعد كتب الكتاب ممكن تقولى
بصى يا لؤلؤتى أنا من زمان حلمت بيكى من غير ما أشوفك
نظرت له غير مصدقه لما تسمعه وأومأت برأسها تحثه على الإسترسال بالكلام
فقال
حلمت بيكى وحبيتك سنين طويله كنت كل يوم بحلم بيكى بشوفك مع كل شمس نهار جديد كنت بدور عليكى دايما كنت بدعى ربنا فى كل سجود أن اوصل ليكى حفظت على قلبى ليكى انتى بس ومع كل حلم جديد ويوم جديد شوقى وحبى ليكى بيكبر دايما كنتى معايا وعايشه جوايا وشايفك فى كل حاجه حواليا كنت بستنى الحلم اللى يتحقق ويجمعنى بيكى واحقق حلم حياتى أنى اكمل حياتى معاكى ونبنى بيت يكون سبب فى دخولنا الجنه فأنتى يا لؤلؤتى حب حياتى وعشقى ونبضات قلبى ولهيب فؤادى حبيبتى ها قد جمعنى الله بكى أخيرا واليوم تتحقق حلمى ومنا روحى ووجدانى
#ذاات_الرداء_الاسود