رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الحلقه العاشره
توقفوا عن الكلام عجزت الشفاه عن النطق كما يتوقف القلم عاجزا عن الكتابه ولا يستطيع أن يكمل فكيف يكمل كلام يعجزالعقل عن تصديقه لحظات إندهاش وصدمه مرت كالدهر....
(آدم)
أحاول أن ألمم شتات عقلى كيف ذلك عبدالله متهم بإنفجار بقتل مئات الأرواح البريئه بسفك الدماء بقتل علماء تمنى طيلة حياته الجلوس معهم.. وبتعدى على منشئات عامه.. أيهذى هذا الرجل؟ ألا يعرف عن من يتحدث ألا يعرف عبدالله
ظلت نظراتهم تتقلب مابين الظابط ومابين عبدالله المسجى على فراشه بين حياة وموت كأنه فى عالم آخر فلا تطمئن على تنفسه إلا من ذلك الجهاز الذى كلما صعد وهبط ترى صدره يعلو ويهبط ليعبأ رئته بالهواء الذى ربما رفضه جسده وجهاز آخر ترى من خلال شاشته نبضات القلب سريعه أحيانا وبطيئه أخرى كأنها تشعر بما يدور حولها تحاول النطق للدفاع عن صاحبها تحاول أن تروى واقع أسوء من أشد كوابيسك ظلمه ويستمر الكابوس ليضع صاحبه بداخل قضبان سجنه مرتين سجن الظلم وسجن الغربه
خارت أقدامنا أمام الغرفه لتهوى أجسادنا أرضا من هول الصدمه ..
قطع صمتنا صوت رنين الهاتف تبادلنا النظرات إنها هى والدته ماذا أقول لها؟ ... وأخيرا إستجمعت قواى ولم أخبرها إلا أن عبد الله حى وفى العنايه المركزه وطمئنتها عليه
.................................................
_بجد يا أمى عبدالله عايش
_أه يا أسماء الحمد الله بس أنا قلقانه صوت جوزك بيقول إن فى حاجه مخبيها علينا
_إطمنى يا أمى أنا هكلمه وأعرف فى إيه
ليلا هاتفت أسماء آدم قائله:
_آدم أنا عارفاك كويس صوتك بيقول إن فى حاجه
_يا أسماء مفيش كل الحكايه إنى خايف على عبدالله عشان تعبان أوى
_لأ يا آدم فى حاجه تانيه إنت مخبيها
_هقول وتوعدينى تتماسكى ومتقوليش حاجه لأمى
_أوعدك ....قول يا آدم قلقتنى
_عبدالله هو المتهم بالتفجيرات
توقف الكلام وماذا يقال إلا إن لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا فى مصيبتنا هذه
.............................................
_هى فاقت دلوقتى تقدروا تدخلوا
قالها الطبيب عندما خرج من غرفة إلهام
دلفوا جميعا للغرفه بعد أن أذن لهم الطبيب
_حمدلله على السلامه يا بنتى
_الله يسلمك يا عمى
وبنظره تبادلتها مع عمها فطن أنها تريد أن تطمئن على عمر وكأن لسان حالها يقول هل زوجى حى أم ميت؟
مسك الهاتف ليكلم الطرف الأخر قائلا :
_إدينى عمر يا أشرف
أحقا ما تسمعه أذناى عمر زوجى........ بلهفة عيونها تمنت لو أن هذا الهاتف يأخدها إليه تسافر عبره تقطع المسافات قطعا لترى زوجها لتروى عطش روحها منه
أخذت الهاتف وضعته على أذنها لتسمع الطرف الأخر قائلا:
_إلهام حبيبتى أنا كويس متخفيش عليا يا قلبى
لم تستطيع الكلام إلا بإسمه يتخلله البكاء
_عمر عمر
_نعم يا قلب عمر وكل حياة عمر يا حبيبتى أنا بخير وهجيلك قريب إجمدى عشان خاطر أحمد متخفيش عليا
هكذا.. بعض القلوب إرتوت بعد عطش البعد وربما البعد الأبدى
.................................................
_أشرف أشرف .....أشرف
_إنت سرحت فين يا ابنى
_ لا ما فيش دا موضوع هكلمك فيه بعدين بس أنت تقوم بالسلامه
_طب ممكن أطلب منك طلب أنا كان معايا دكتور مصرى إسمه عبدالله معرفش حصله إيه عايزك تسأل عليه
قطع كلامهم صوت الممرضه قائله:
_الدكتور المصرى الى بلحيه سوداء دا فوق فى العنايه محجوز من الأمن متهم بالتفجيرات بس حالته صعبه قوى
_إيه... أنتى بتقولى إيه إستحاله عبدالله يعمل كده دا كان معايا طول الوقت
_متشغلش بالك بيه هو كده كده ميت دا حالته صعبه أوى
..................................................
مرت الأيام سريعا حتى أصبحت أسابيع إنقضت لتتحسن حالة عمر وتشفى كل جروحه إلا من كسر بيده اليسرى يلتف بجبيره حولها لم يحن الأوان لتخلص منها بعد
_قولى بقى يا أشرف فى إيه أنت مبتخبيش عنى حاجه
أحيانا بعد اللحظات نتمنى أن تزال من حياتنا ربما بعد الفصول تمحى يكون هذا أفضل ..كان هذا لسان حال أشرف عندما قص ماذا حدث لعمر
_أنا مش عارف أنا عملت كده إزاى بس وقتها مش كنت شايفها ألاء بنت عمى الى بحبها كنت شايفها أختى كانت هتموت من القلق والخوف على إلهام وعليك ..كنت عايز أطبط عليها وأطمنها
عارف بعد نظرة الإستحقار منها وهى بتقولى إنت إزاى تعمل كده بعدها قررت إنى خلاص مش هتجوز ألاء ولما نرجع أنا هقول لبابا كده أنا مستحيل أبص فى وشها تانى أنا حاسس إنى إتكسرت إقدمها تعرف بعدها لما قعدت أفكر مع نفسى إتأكدت إنى مش بحبها فعلا لأنها وقتها كده شايفها ذى أختى بالظبط وفعلا أنا بحبها زى أختى وبس يمكن من كتر كلام بابا قدامى إنى أتجوزها هو وعمى ورسموا كده من وإحنا صغيرين معرفتش حقيقة شعورى تجاها
_دا أنا جبت البدله والفستان وكنت مستنى لما نرجع مصر أعملهالكم مفاجأه
_خلاص يا عمر مستحيل أتجوز ألاء
_ المهم دلوقتى أنا لازم أشوف عبدالله
صعدا سويا للطابق الأخير بعد المرور من الحراسه وتساؤلات وإستفسارات لم يسمح لهم إلا بعشر دقائق لرؤيته
_عمر أنت عايش
قالها عبدالله فى ذهول لرؤيته عمر حى يرزق أمامه بعد أن تأكد من الممرضه بوفاته
_ أنا سألت عليك بس قالوا إنك ....الحمدالله إنك بخير
_إنت اللى عامل إيه
_أنا حاسس إنى فى كابوس مش مصدق اللى بيحصل هفضل هنا لحد ما أفك الجبس والحروق تخف وبعدها الله أعلم هيحصل إيه وهيعملوا فيا إيه
_أنا مش هسيبك كلنا هنا جنبك ومش هنسكت على كده هو من الواضح إنهم عايزين حد يثبتوا عليه التهمه وإنت مناسب أوى لكده خصوصا فى الفتره اللى إحنا فيها دى أنا هقلب الرأى العام كله ضدهم
......................................................................
#ذات_الرداء_الاسود