الثانى والعشرين

129 10 0
                                    

رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الثانيه والعشرون
لأول مره أنتظر موعد درس بسمه بلهفه هكذا لست أدرى لما .لكنى أشعر برغبه فى داخلى لرؤيه هدى وها أنا أنتظر من قبل الموعد بساعه وأكثر حتى دلفت بإبتسامتها المزيفه وعيونها الدامعه الحالمه التى خطفت قلبى وشغلت عقلى وجلست هى مع إلهام وجلست أنا مع بسمه وبين الحين والأخر تسرق عيناى نظره لها سريعه وتعود لتكمل الدرس أهذا إعجاب أم فضول فى كشف هذا الغموض لما هى حزينه دائما وتخفى حزنها وراء تلك الإبتسامه الزائفه ولما أنا من شعرت بها؟ ربما لأنى مثلها أتصنع دور السعيد أمام كل من حولى ولا أحد يدرى بما يختبئ وراء تلك السعاده الزائفه
إنتهى الدرس اليوم وذهبا سريعا كما ذهب قلبى معاها وهرول عقلى خلفها أيقنت أنى قد وقعت بحبها... ذهبت أبحث عن ملاذى الآمن الذى أبث فيه كل مشاعرى دوما وجلست معاها قائلا وبدون أى مقدمات لأنها لاتحتاج لذلك قد تكون فهمت وشعرت بطلبى هذا من قبل:
_ماما أنا عايز أخطب هدى إيه رأيك
إبتسمت ام إلهام قائله:
_موافقه طبعا يازين ما أخترت يا ابنى بس متأكد من اختيار قلبك المره دى وواثق فى اختيارك
_اه يا ماما واثق جدا أنا حساس إنى وهدى شبه بعض فى حاجات كتير
_خلاص عرف أبوك وعمك وشوف رأيهم إيه
وبالفعل ذهب أشرف سريعا لأباه  وجلس معه وأخبره بما يريد فرحب أباه بإختياره وأخبرا من فى المنزل جميعا ولم يتبقى إلا أن تخبر أم إلهام أم هدى لتأخذ منها القبول
(هدى)
بعد إنتهاء الدرس اليوم لم أعد مع بسمه للمنزل ذهبت لأتمشى قليلا وأفكر مع نفسى لأضع حلا لما أنا فيه فحبك فى قلبى قد بلغ أقصاه ولم أعد أتحمل ذلك الجفاء فيا ربى فرج عليا ما أنا فيه ...عدت لمنزلى ودلفت لغرفتى لا أريد التحدث مع أحد حتى دلفت والدتى خلفى مسرعه بتلك الإبتسامه التى تبث فى الأمل دائما لكنها اليوم كانت أكثر إشراقا وكأن الأمل أصبح واقع وتحقق حتى قالت:
_هدى جالك عريس
تنهدت بحزن واخفيت دمعه فى عينى وقلت:
_إما أخلص الجامعه يا ماما
_طيب مش هتعرفى هو مين
_هيكون مين أكيد ذى اللى قبله
_يعنى مش موافقه
_اه
_ماشى أروح أتصل بأم إلهام بقى وأقولها تقول لأشرف إنك رفضتيه
لم تصدق أذناى ما سمعته أشرف طلب يدى للزواج! أحقا ما أسمعه أم هذا حلم هرولت لأمى وأمسكت بيدها قائله:
_بجد يا ماما أشرف إتقدملى
_أيوه يا حبيبة ماما
_يعنى هو اللى طلب كده لوحده محدش قاله عليا
_اه
_طب خلاص  أقوليلهم إنى موافقه
_يا بنت إصبرى إتقلى شويه أنا قولتلها لسه هقول لأبوكى وأخد رأى هدى وهرد عليكى
_اه صح أنا برده لسه هفكر
_تفكرى ماشى فكرى على راحتك جنب الشباك
وخرجت أمى بتلك الإبتسامه التى تحمل الكثير
*************************************
_فينك يا عبدالله بقالك يومين مختفى
_سامحنى ياعمر بس رقيه تعبانه جدا وهتعمل عمليه ومحجوزه فى المستشفى وانا معاها
_ربنا يشفيها لأ أنا كده هجيلك أطمن عليها
_ ماشى هنتظرك
_لأمش تنتظرى لوحدى أنا هاجى ومعايا إلهام
_ماشى أسماء وأمى هنا مع رقيه
(عمر)إلهام رقيه بنت أسماء أخت عبدالله تعبانه جدا ومحجوزه فى  المستشفى هتعمل عمليه ولازم نروح نطمن عليها عبدالله ذى أخويا وكمان هو متعلق برقيه وبيحبها جدا وصوته فى التليفون مش يطمن
_اه طبعا يا عمر هنروح وناخد ألاء معانا كمان لأن أسماء خلاص بقت مننا ولازم نقف جنبها أنا هروح أقول لألاء
_بس مظنش ألاء هتوافق
_ليه يا عمر مش أسماء وأم عبدالله هناك وكمان إحنا هنروح عشان خاطر أسماء
(عبدالله)
كنت أجلس بجانب رقيه تاره أمسح على رأسها وأمسك خصلات شعرها الحريريه وأمرر يدى على وجنتيها وأداعب ذلك الأنف الصغير وتارة أخرى أهدأ من روع أسماء وأبث الطمأنيه لها وأنا من يحتاج لذلك أنظر لرقيه وأقوام البكاء أتظاهر بالتماسك من أجل أسماء لكنى خائف شئ ما بداخلى يخبرنى بأن أضمكى يا طفلتى لصدرى ونذهب من هنا  أنظر فى عينك ولا أقوام تلك المخاوف حتى أتانى إتصال من عمر يخبرنى بأنه خارج الغرفه مع زوجته وألاء إنتفضت من مكانى حينما سمعت إسمها محبوتى هنا لقد إشتاقت عيناى لرؤياكى يا روح فؤادى أخبرت أسماء وأمى بقدومهم وفتحت باب الغرفه كان عمر أمامى وخلفه زوجته وبجوارها محبوبتى التى خطفت قلبى وعينى حين رأيتها ترتدى النقاب لم أصدق عينى ها قد آتى القمر ملكتى ذات الرداء الأسود أجمل من رأت عينى لؤلؤتى الغاليه ها قد حافظت عليكى لأحمى ذلك الجمال وتلك العيون التى تأسرنى دوما خلف رداء العفاف
إبتسمت وقلت لها مبارك النقاب
_ربنا يبارك فيك وجزاك الله خيرا
دلفوا للغرفه وإستأذنت أنا وعمر وذهبنا خارجا وأغلقت الغرفه
إنتهى اليوم وتعطرت عيونى برؤيا محبوبتى ذات الرداء الأسود ليأتى يوم غد أصعب يوم مر على بل أصعب من ذلك اليوم الذى حكم على فيه بالإعدام يوم العمليه فقد حان الوقت وبكاء أسماء يقطع قلبى ولم يعد هناك مجال للتأخير جاء الدكتور محمد وأخبرنا بأن نستعد وذهبت معه وتركت رقيه مع أسماء وذهبت أمى للمنزل لتأتى ببعض الملابس للرقيه وفى غرفة العمليات كان كل شئ جاهز والدكتور جلال مستعد لإجراء العمليه ذهبت لغرفة رقيه لأحضرها ولكنى لم أجدها ولم أجد إلا أسماء ساجده تصلى وصوت بكائها يصل لمن بخارج الغرفه لم أنتظرها لتنهى صلاتها
_أسماء فين رقيه

#ذات_الرداء_الاسود

أسرتنى ذات الرداء الأسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن