رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الخامس والعشرون
نظرت لعبدالله وشفتاى لا تستطيع البوح بما رأته عيناى كيف أخبره وما عساى أن أقول فما رأيته لا يأكد إلا أمر واحد رقيه ماتت لكنى لم أستطيع إلا بث الأمل فى قلبه فهذا ما تطلبه عيناه منى فربت على كتفه قائلا:
_بإذن الله هنعرف إتخطفت فين ياعبدالله اصبر
(عبدالله)
أكملنا طريقنا للخارج ومن خلف المكتبه نظرنا برويه وخوف داخل المكتب خشية أن يكون أحد جاء إلى المكتب فلم نجد إلا الظلام خرجنا وأغلقنا المكتبه خلفنا وخرجنا من الغرفه وكأن شيئا لم يكن كاد نور الصباح أن يشق طريقه عبر ظلمة الليل ليضئ الدنيا بنوره كما أضاءت قلوبنا بكشف حقيقة ذلك المجرم الذى تخفى وسط الأخيار لكن هيهات هيهات أن يظن أن الله سيتركه هكذا إن الله يملى للظالم حتى إذا أخذه لا يتركه.. فما أخبرنى عمر حقا الدكتور جلال لم يشارك الدكتور محمد إلا لأخده ستار يختبأ وراءها ليفعل ما يشاء وسط ثقة الناس فى المشفى وأصحابها لينهل منهم كيفما يشاء دون رقيب...كاد رأسى أن ينفجر من كثرت التفكير والظنون ماذا لو كان الدكتور محمد على علم بما يحدث وقد يكون شريك له فى الجريمه كما شاركه فى المشفى ؟ كلا لا وألف لا أتنهار القيم والمبادئ إلى هذا الحد تركت عمر يذهب لصديقه من الشرطه ليخبره بما توصلنا إليه ويطلعه على الأدله التى معه فعمر كاد يطير من الفرحه أرى تلك السعاده والفرحه فى عينه تكاد تقفز منها فمنذ سنوات ويعمل جاهدا على كشف حقيقة الدكتور جلال لكن إتهامات بلا أدله تصبح هباءا منثورا لكنه اليوم معه أقوى دليل ... ذهبت أنا لغرفة رقيه التى سكنتها أسماء تستلقى على سريرها تأبى النهوض ترفض عيناها أن تبصر العالم بدون فلذة كبدها دلفت للغرفه وجلست بجوارها ومسحت بيدى على رأسها ودنوت بالقرب من رأسها أنادى عليها أسماء أختى وصديقتى صغيرتى أجيبينى أرجوكى يافرحة عمرى ورفيقة حياتى أفيقى.. أسماء حبيبتى لا أتحمل فقدكما معا وبكيت وأطلقت لدموعى الحريه فى أن تكمل هى كلمات قطعت قلبى وظنون فجرت رأسى حتى وجدت آدم دلف للغرفه وربت على كتفى نظرت له ورأيت عيناه لا تختلف كثيرا عن عينى باتت الحقيقه واضحه بداخل كلا منا وكأننا ننتظر فقط سماع خبر يؤكد ذلك
*************************************
_دكتور جلال لازم تيجى المستشفى حالا
_ليه فى إيه إحنا لسه بدرى
_الموضوع ميتأجلش ثانيه واحده يا كبير
لم تنقضى نصف ساعه حتى وصل الدكتور جلال المشفى ودلف سريعا لغرفته ليجد الدكتور وائل فى إنتظاره فتحدث إليه بغضب قائلا:
_إيه الموضوع اللى ميتأجلش يا وائل
_مصيبه يا كبير مصيبه
_إنطق يا زفت إنت هتنقط الكلام
_أنا جيت الصبح هنا ورايح عشان أفتح باب المكتبه وانزل اجهز للعمليه الجديده لقيت الصوره مش موجوده على الحيطه
_يعنى إيه
_يعنى إكشفنا يا كبير أكيد فى حد دخل هنا واكتشف ال
لم يكمل جملته ليدلف للغرفه فجأه مجموعه من رجال الشرطه يتقدمهم عمر مع صديقه الذى تحدث بقوه قائلا:
_دكتور جلال أخيرا وقعت فى إيدى انا مستنى اللحظه دى من سنين
_إيه اللى بتقوله ده ومين أذنلك تدخل هنا كده
_أنا معايا أذن من النيابه والدليل أهو
وألقى أمامه على المكتب بعض صور لغرفة عملياته السريه وبعض الجثث فنظر الدكتور جلال لها مدهوشا وأمسكها بيده ونظر لها ليتأكد لتسقط من يده أرضا ويهوى بجسده على المقعد خلفه
وتقدم منه رجلان من رجال الشرطه وأخذانه ومعه الدكتور وائل وقبل خروجه من الباب كان عبدالله واقفا يسد الباب بجسده ونظر للدكتور جلال فى عينه سألا إياه أين رقيه ليرفع الدكتور جلال رأسه ويجيبه بسخريه:
_ انزل دور فى التلاجه
رفع عبدالله قبضة يده لتهوى بجسد الدكتور جلال أرضا من قوة اللكمه التى تلقاها فى وجه فتقدم منه عمر وأمسك بيده قائلا:
_البوليس هيتصرف معاه
وخرج الدكتور جلال مكبلا بالأصفاد تحت أنظار المشفى جميعا ليزجوا بيه فى سيارة الشرطه
**************************************
_أنا فرحانه اوى يا ماما مش مصدقه انهارده خطوبتى على أشرف أخيرا
_الحمد الله يا حبيبتى
ووضعت قبله على جبهتها وغادرت الغرفه لتتركها لتستعد ودلف وراءها ألاء وإلهام
_مبروك يا هدى ذى القمر
_الله يبارك فيكى يا ألاء بجد شكلى حلو
_ماشاء الله عليكى يا حبيبتى جميله جدا
_طيب إنت إيه رأيك يا إلهام الفستان حلو تفتكرى هعجب أشرف
_هو يطول أصلا يابنتى أنتى بسكوته
_هو انا الى مش هطول يا إلهام إنتى شايفه انا لبسه كعب قد إيه ويا ريتنى هطوله
طيب يلا العربيات تحت مستنيه والعريس واقف يلا يا عروسه
(أشرف)
للمره الثانيه ها أنا أقف فى نفس المكان وبجوار نفس السياره أنتظر خطيبتى لكنى هذه المره بشعور مختلف ربما شخص مختلف فقد عثرت على أشرف أخيرا ووجدت مايريده أشرف فعلا لنفسه لا لشخص آخر لم تسع الدنيا فرحتى أتلهف شوقا لرؤيتها تبحث عيناى عنها حتى وجدتها أمامى كالقمر فى ليلة إكتماله ترتدى فستان يشع بريقا كنجمة أحلامى التى تحققت لا أظن ان الفستان زادها جمالا بل هى من زادت الفستان جمالا إقتربت منها ومسكت يدها وتقدمنا سويا للسياره وفتحت لها الباب لتجلس بجوارى وركضت سريعا حول السياره لأذهب للباب الآخر فتحته وجلست بجوارها وانطلقت بالسياره ومن خلفنا عمر مع إلهام ومعهم بسمه وألاء ومن بعدهم باقى العائلتين لنذهب للقاعه التى سيقام فيها حفل الخطبه
وصلنا القاعه ودلفنا جميعا للداخل ولم يمر خمس دقائق حتى وجدت ألاء قادمه بإتجهنا وباركت لى ولهدى ورأيتها تغادر القاعه علمت بداخلى انها لن تجلس هنا فى مكان مختلط وسط الأغانى وأيقنت أنها جالسه الآن على أحد الكراسى بجوار النيل فالقاعه كانت على النيل للحظه بداخلى تمنيت أن نصبح كلنا مثلك يا زهره تفتحت بيننا لم يعلم قيمتها إلا عبدالله فعلا
*********************************************
(عبدالله)
كنت اجلس بجوار أسماء مع آدم وأمى والصمت سيد الموقف حتى قطع صمتنا صوت لطالما إفتقدناه الأيام السابقه لم تكتمل سعادتنا بسماع صوتها أكثر مما تقطع قلبنا حينما سمعنا صوتها تبكى وتنادى على رقيه
#ذات_الرداء_الاسود