رواية أسرتنى ذات الرداء الأسود
الثالث عشر
الحكم بالإعدا...........لم يستطيع القاضى إكمالها حتى صاح من فى المحكمه بالرفض والإحتجاج لكنى سمعتها وتقينت منها حتى تجلت حقيقه أمامى وكأنى إعدمت بالفعل.. شيئا ما كان بداخلى وإتعدم قد يكون الأمل أوالعدل أو حب الحياه ..أى كان هو فأنا لم أعد عبدالله الذى أعرفه ...أنظر لكل من فى المحكمه وانظر للقاضى ولسان حالى يقول ويلل لقاضى الأرض من قاضى السماء نظرت لعمر الذى كان ينظر لى وترقرقت فى مقلتيه الدموع الذى يحاول جاهدا أن يتماسك أمامى كما هو حال زياد وآدم وأشرف الذى لم أعرفه إلا منذ شهر لكنه يتعاطف معى كالكثيرين هنا ..بصوت واحد أسكت القاضى الجميع ليعلنها كامله وسط إنصات الجميع الحكم بالإعدام .....
سمعتها جيدا هذه المره هزت كيانى وعصفت بجسدى الذى إنتفض يأبى الإستسلام ﻷوامرهم
كيف أصف لكم شعورى فأنا سأعد من الأموات بعد قليل لحكمهم على بالموت اليوم.. ترى كيف يكون حالك وأنت قادم عليه لا محاله؟ أنا لا أخشى الموت ولكن هناك شيئا بداخلى يأبى الخضوع لحكمهم يأبى الموت ظلما بتهمه لم يرتكبها يأبى أن يكون ضحيه لفكر عفن إنتشر فى العقول ..
ها هم بأجسادهم الضخمه يأخدونى مره أخرى ولكن ليس للمشفى كما كنت أتمنى بل لكى إعدم إستسلمت لهم وأيديهم تهم بأخذى ......حتى سمعت صوت أسكت الجميع مجددا وبخطوات ثابته تخطف أنظار الجميع ذهب للقاضى وهمس فى أذنه بكلمات بدا أثرها وضحا على وجه القاضى وكأن ريشة فنان عبرت عن معانى كثيره لا ينطق بها سوا تلك الملامح التى تجمدت مما سمعته وبعد صمت طال للحظات أعلن القاضى ببراءة الدكتور عبدالله من التهمه الموجه إليه..
سمعتها هذه المره وكأنى طير كان حبيس وانطلق خارج القفص ليعلوا صوتى ومن ورائه عمر وزياد وآدم وأشرف الله أكبر الله أكبر الله أكبر ...........................
بعد أسبوع كان جسدى إمتثل للشفاء ولكن ليس تماما ولكنى أستطيع الآن أن أستعد لمغادرة هذه البلاد بلا عوده وعمر تحرر أخيرا من تلك الجبيره التى لفت حول يده لنستعد جميعا للذهاب لأرض الوطن
فى مطار أمريكا جلس الخمسه ينتظرون موعد الطائره تنهد عمر قائلا :
_أخيرا مش مصدق إننا هنرجع مصر
_الحمد الله أنا كمات مش مصدق على آخر لحظه كنت خلاص متأكد إنى ميت ميت
_مين كان يصدق ان ربنا يبعت دليل نجاتك على آخر لحظه
_أه تخيل ياعمر على آخر لحظه يلاقوا أشلاء المتهم الأصلى ومن بينها إيده وفيها جهاز التحكم الى فجر بيه المكان وكمان المفاجأه بعد مايعملوا تحليل عشان يكتشفوا هويته يطلع مواطن أمريكى مش عربى باللحيه السوداء
_ماهى دى المشكله عندهم عربى وباللحيه
قاطعهم آدم قائلا :
_ عبدالله ..عمر إنسوا بقى الموضوع ده أهم حاجه إنكم بخير وزى ما إتفقنا يا عبدالله أنا معرفتش أسماء إننا راجعين عشان نعملهم مفاجأه وعمر كمان عندهم فى البيت محدش يعرف إنهم راجعين إنهارده
_ماشى إطمن دا أنا بعشق المفاجأت تخيل رقيه بقى شكلها إيه دلوقتى
_كلها كام ساعه وتشوفها بنفسك بإذن الله
.................................................
فى الطائره كنت أجلس شاردا أفكر فى ما مر بى وأحمد الله على نجاتى من بطشهم وفجأه وبدون سابق إنذار تجلت أمامى وتجسدت كأنها حقيقه أحلى من أجمل أحلامى رأيتها بالثوب الذى إشتراه عمر لخطبة أخيه فمذ رأيت هذا الثوب ورأيتها فيه وأخترته لعمر وأنا لم أراها إلا به كانت رائعه الجمال بتلك العيون التى أسرتنى بها دائما ... قطع شرودى صوت آدم قائلا:
_عبدالله عبدالله وصلنا وصلنا مصر
_خفق قلبى بشده ها أنا وصلت أخيرا ملاذى الآمن
ترجلوا جميعا من الطائره وفى صالة المطار الذى لم يخلوا من الصحفين زملاء عمر وبعض الأطباء زملاء دكتور زياد ودكتور عبدالله وبعد الحوارات واللقاءات التى لم تدم طويلا تفرقوا كلا إلى منزله
......................................................
وقف عبدالله أمام باب منزله مع آدم يطرق الباب ويدق الجرس فى آن واحد
_حاضر حاضر أنا جايه إصبر يا اللى عالباب لو عبدالله مش موجود فى البلد كنت قلت أكيد هو
وجدت الإجابه عندما فتحت الباب لتجد فلذة كبدها ونور عينها خلف الباب بعد نظرت الدهشه التى غمرتها الدموع إرتمى عبدالله فى حضن والدته
_أمى وحشتينى أنا مكنتش متخيل إنى ممكن أشوفك تانى
_ حمدالله عالسلامه يا قلب أمك الحمد الله إن ربنا رجعك ليا بالسلامه وظهر الحق
من الداخل خرجت أسماء لتجد عبدالله وآدم أمام عينيها لم تصدق وقفت مندهشه حتى وجدت من ضمها بشده وطبع قبله على جبينها
_وحشتينى يا أسماء
_حمدالله عالسلامه يا عبدالله أنتى وحشتنى أكتر
من الخلف دفعه آدم مازحا كفايه بقى يا عم سيبنى أسلم على مراتى
_إتفضل يا سيدى سلم براحتك أنا داخل أشوف رقيه وحشتنى قوى
............................................................
فى منزل الحاج محمد دلف أشرف وعمر بصمت حتى واقفا أمام الباب لكن كان هناك من يراقب المنزل يتلهف لرؤية شخص طال بعده عنه حتى رأته فهبة واقفه لا تصدق أن أشرف أخيرا عاد
أما داخل المنزل فأول من فتح الباب كان أحمد ليرتمى فى حضن والده معلن وصوله بصوته الطفولى المرح
_بابا جه بابا جه ماما بابا جه ياماما
أسرعت إلهام لتجد زوجها عند الباب خفق قلبها لرؤيته إنه حقا هنا
بعد لم شمل العائله من جديد وارتوت تلك القلوب العطشه من بعد الفراق إجتمعوا بعد يومين جميعا ليقول والد عمر :
_إيه رأيكم نعمل خطوبة أشرف وألاء الجمعه الجايه
هذه المره لم تقابل ألاء العرض بالرفض بل جاء من شخص غير متوقع حين هب أشرف واقفا بعد سماعه هذا القرار ليغادر المنزل وخلفه نظرات والداه وعمه فى دهشه لكن ألاء وعمر يعلمون جيدا سر هذا التغير
....................
ليلا جلس عمر مع إلهام ليفاجأها قائلا:
_إلهام أشرف مش عايز يتجوز ألاء وأنا عارف أن ألاء كمان رافضه من البدايه بس فى الآخر إستسلمت لرأى بابا وعمى
_طب والحل يا عمر هنقولهم القرار ده إزاى إنت عارف دول مقرارين كده من صغرنا بس غريبه إيه غير رأى أشرف دا كان هيتجنن عشان ألاء توافق
صمت عمر ولم يدرى أيخبرها بما حدث لكنه قال:
_إما سفرنا المده دى وبعد عن ألاء إتأكد من مشاعره ناحيتها وإنه بيعتبرها ذى أخته
_أنا هقول لماما بكره ونفكر فى حل بس أظن أحسن حل إن أشرف هو الى يعرفهم بنفسه
.......................................................................
فى اليوم التالى كان موعد لقاء عمر مع عبدالله جلسا سويا ليلاحظ عبدالله تغير فى عمر فهو لم يكن مرحا كعادته فسأله قائلا:
_مالك يا عمر
_مفيش يا عبدالله دى مشكله عندنا فى البيت ومش قادر أحلها
_قولى يمكن أقدر أساعدك
قص عمر على عبدالله مشكلة أشرف وألاء ولأول مره يدرى أن محبوبته الذى حلم بها كل هذه السنين ابنة عم عمرهى نفسها أخت زوجته وهى من أختار لها الثوب فى أمريكالتتزوج من شخص آخر
#ذات_الرداء_الاسود