Ch.Twelve

223 27 59
                                    





هل تعلم معنى أن يكون عقلك متوقف عن التفكير، كل ماتراه هو صفحات بيضاء باهتة،
أن يتآكل قلبك بالألم كما لو أن هنالك سهم ينهشك من الداخل،
ولكنك لا تستطيع التعبير عما يحدث في داخلك،
تستلقي على سريرك محدقًا بالسقف ودموعك تحفر أنهارًا على خديك آبيةً التوقف.
هذا ماافعله طوال تلك المدة مذ هروبي من جناح هاري فجرًا وحتى الآن،
لقت تركتهُ مستلقًا على سريرهُ، من يراه سيظن بأنهُ يغط في نومٍ عميق، لا يعلمون بعد بأن ملكهم في سبات، سبات طويل.





أنهض ماسحًا دموعي لأشعر بالوهن للحظة، لا يمكنني الأختباء هنا للأبد،
سرعان ما سينتشر خبر غيبوبة ملك الألف، يجب أن أكون حاضرًا حينها،
أغسل وجهي محاولًا أزالة أحمرار عيناي، ولكنها تزداد مع تزايد شهقاتي لأجلس على أرضية الحمام محتضنًا جسدي الملوث بذلك السم بقرف،
مازالت رائحة هاري عالقة به،
أنني أستحق هذا الألم، أستحق أن يتم سجني وتعذيبي، ولكن ليس بعد، يجب أن أحرر والدتي من بين أيدي ذلك اللعين،











أتوجه ناحية جناح ألكسندر بثبات محاولًا السيطرة على نفسي من الانهيار باكيًا مرة أخرى،

يبدو القصر صاخب والجميع يجرون في كل مكان ولكنني أتجاهل الجميع عازمًا على مقابلة الكسندر والان،

"أخبره بأن الامير لويس يود مقابلته لأمر ضروري" أقول للحارس الذي يقف أمام الباب لينظر لصديقه الآخر ثم يفتح الباب دون سؤال الكسندر لأستغرب داخلًا الغرفة بحذر،
ظننت بأنهم سيخبرونني بأنه في غرفة الملك ولكن ها هو ذا،

يقف أمام المدفئة بثبات واضعًا يديهِ خلف ظهره،
أنظف حلقي ليلتفت أخيرًا وقد بانت على ملامحهُ السعادة والأنتصار،
كم تتملكني رغبة بتشويه وجهه الذي يبتسم بخبث كالشياطين القذرة،
"لقد أنتهيت، هل لي بما وعدتني به؟" أراه يأخذ سيجارة كبيرة ليبدأ بأشعالها نافخًا دخانها ببرود،
"لم أعدك بشيء" حسنًا هل هذهِ مزحة، هل يصنع مني أضحوكة في هذا الظرف!
"لقت أثبت أدانتك لي وسأجعل من الحارسان خلفك أخذك للسجن الآن،" يشير للحارسان خلفي ليحاولا الأمساك بي ولكنني أقاوم بيأس، كيف له أن يكون بكل هذهِ القذارة؟!
أنني يائس الآن لدرجة جعلهم يسحبونني وأنا فقط أحدق في الفراغ!
لقد أنهيت الملك، ولم أنقذ والدتي، كما أنني سأتعفن في السجن لقد جعلت من نفسي لعبة بأيدي أفعى ناطقة، كان يجب أن أعلم بذلك! كان يجب عليّ أن أبذل جهدي لقتل الكسندر بدلًا عن هاري ولكنني ساذج، أنني أستحق الموت.




أصل مع الحارسان الى زنزانة موحشة، رطبة، باردة ويعم فيها الظلام،
يدفعني أحد الحرس ثم يغلق الباب خلفي لأجلس في أحد زواياها وأنا أنتحب بيأس، أريد الموت وحسب، لقد فقدتُ رغبتي في كل شيء عداه الآن.



بعد ساعات طويلة من البكاء وحيدًا في هذا المكان الذي لا يسمع بهِ سوى صوت قطرات الماء المتساقطة من أحد الأنابيب،
شعرت بأن رأسي يكاد يسقط من شدة ثقلهُ لأتمدد على الأرض الباردة مغمضًا عيناي متمنيًا عدم فتحهما مجددًا.










SECRETS (L.S.)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن