"جعل منى وحشاً"
"وصية أشعلت نيران الحب"بداخل قصر كبير يبدو عليه الفخامة ويدل على ثراء أصحابه
كانت تجلس مرتدية عبائتها السوداء وتضم بيدها ذلك الألبوم التى يجمع جميع ذكرايتهم مع أبناءهم وزوجها الراحل أيضاً فاليوم هو اليوم الثالث على فراقه لا تصدق أنه تركها فى تلك الحياة بمفردها فمنذ أن تقابلا وهما يشاركان الحياة معاً بحلوها ومرها
أخذت تنظر إلى الصور بحزن كبير وتاركه دموعها تسير على وجها ففى الماضي كانت هيا وزوجها حرصين على جمع عائلتهم مع وزرع الحب بداخل قلوبهم واليوم أصبحوا غرباء كل منهم يعيش مع أولاده فى عالمهم الخاص .
حتى الأحفاد بين بعضهم كره كبير لسبب لا أحد يعلمه سواهم .
أغلقت الألبوم ومسحت دموعها وهيا عازمة على تحقيق ما كان يتمناه زوجها قبل وفاته .
نهضت من مكانها ووضعت ذلك الألبوم فى ذلك الصندوق الموضوع به الأشياء ذات القيمة ووضعته بحرص كأنه شئ ثمين تخاف عليه حتى من لمساتها التى يمكن أن تحدث به بعض الخدوش الصغيرة ..
أغلقت الدولاب بإحكام ووقفت أمام المرأة تتفحص نفسها وتنظر لعينيها الحمراوتين من كثرة البكاء على فراق شريك عمرها ..
السيدة منال :سيدة حنونة وطيبة القلب ، تملك من العمر٧٣عام قصيرة القامة وسمينة بعض الشئ و متزوجة من ماهر المنشاوى كبير عائلة المنشاوى والقرية المقيم بها أيضا ويعد من الأثرياء ورغم ذلك ظل هو وزوجته فى القرية التى قضيا عمرهم بها ولكن توفاه الله وتركه لها وصية يجب عليها المجاهدة لتنفيذها
هبطت على درج القصر وأخذت تبحث بعينيها عن شخص ما ولكن لم تجد أحدا
منال بصوت عالى : شهد .. يا شهد..
لتأتى فتاة بيضاء البشرة وعينين عسليتين وبنطال أسود وقميص أبيض
شهد : نعم يا هانم
منال : رنا فين ؟
شهد: فى الجنينة
منال: خلاص روحى إنتى
اتجهت إلى حديقة القصر حيث تجلس حفيدتها لتجدها تجلس أمام ورود حمراء اللون وتتحسسهم بيدها
منال من خلفها : بردو يا رنا
لتنظر لها الفتاة بحزن: مش قادرة يا تيتة
منال وهيا تجلس بجانبها: طب وأخرتها يا بنتى ؟
رنا بحزن : مش عارفه ..هو مش هيجى
منال : كلمته قال هيجى بكرة هو وولاد عمك
رنا بفرحة: بجد
منال : أيوه يا حبيبتي
رنا : تفتكرى فاكرنى
منال : إنشاء الله يا حبيبتي .. اخبار كليتك إيه؟
رنا : الحمد لله يا تيتة
منال : ربنا معاكى يا حبيبتي ويوفقك
رنا : ويخليكى ليا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
منال وهيا تضمها: متقوليش كده يا حبيبتي ده إنت بنت الغالين
رنا بدموع: ربنا يرحمهم
رنا فتاة تملك من العمر ٢٠سنة فى كلية الهندسة توفى والديها وهيا صغيرة وتولى جدها وجدتها تربيتها صاحبة بشرة قمحية وقصيرة القامة ومحجبةفى أرض زراعية من أراضي تلك القرية
نجد ثلاث رجال يقفون مع شاب بيده بعض الملفات
أحد الرجال : ده الورق إلى طلبتو يا إسلام بيه
إسلام: ماشي يا حج حسن سيب الموضوع ده عليا وأنا هخلصو
الحج حسن: منحرمش منك يا بشمهندس
إسلام وهو يغادر: أى خدمة يا حج
ركب سيارته وغادر
الحج حسن: ربنا يرحمك يا حج ماهر عرفت تربي
الرجل الأخر: ألف رحمة ونور عليه فعلا البشمهندس ونعم الهترضاإسلام شاب قصير القامة صاحب بشرة قمحية اللون وشعر أسود قصير يملك من العمر ٢٨ يعمل مهندس زراعى فى أملاك جده ويقيم معهم فى القصر
دخل إسلام إلى القصر وجد جدته تجلس مع إبنة عمه
إسلام بمزاج: يا عينى يا عينى إيه الحب ده كلو
رنا : ملكش دعوه هيا بتحبنى كده لله فى لله
إسلام: الحق عليا كنت بطمن بس
رنا : لا أطمن يا أخويا
إسلام: ماشي يا أختى
منال : كلمت أخوك؟
إسلام : أه يا تيتة كلمتو وقال هيجى انهاردة
منال : يجى بالسلامة يارب
إسلام : هروح أنا بقي أقول لأمى وابويا علشان لسة ميعرفوش
منال : وقولهم ولاد أعمامك وعمتك منه جاين بعد بكرة
إسلام : بجد أخيراً ..وعمى إيهاب مش ناوى يجى
منال : أكيد مراتو مش هترضا
إسلام بتردد: ومرات عمى شريف ورغدة مش جاين
منال: كلمتهم قالو هيحاولو يجوا على الأسبوع الجاى
صعد إسلام إلى غرفة والديه وجد إمرأة ورجل جالسان
إسلام: السلام عليكم
عصام : وعليكم السلام يا بنى
إسلام بإبتسامة: اخبارك ايه يا حج
عصام: الحمد لله يا بنى وأنت أخبارك ايه واخبار الشغل إيه؟
إسلام: الحمد لله كلو تمام
ثم نظر للمرأة:' وإنتٍ يا أمى
زينب : الحمد لله يا حبيبي أخبار أخوك إيه
إسلام : الحمد لله كويس لسة مكلمو وقال جاى بكرة
زينب بفرحة: بجد يا بنى أخيرا هنشوفو السبع شهور إلى غابهم حساهم سبع سنين.
عصام: ربنا يجيبو بالسلامة
إسلام: وولاد أعمامى بردو جاين بكرة وعمتى منه
زينب : ودول ايه إلى جابهم
عصام: إيه الكلام ده يا زينب ده بيتهم زيهم زينا بالضبط
زينب: ومحبكتش يجوا غير دلوقتي تلاقيهم هيطالبو بحقهم فى الورث
إسلام: ورث إيه إلى بتكلمى عليه يا أمى وجدى لسة متوفى
زينب: على أساس إن هما يعرفوا فى الكلام ده دول تربية بلاد بره خد بالك منهم
عصام: زينب إيه الكلام إلى بتقوليه ده
زينب: الحق عليا مش بنصحوا
إسلام: وشكراً على النصيحة أنا رايح أنام
زينب وهو يغادر: كده بردو يا اسلام
عصام: عندو حق إنتٍ بتقلبي الولد على ولاد عمو
زينب: الله مش بوعيه
عصام بغضب : ده على أساس إنو عيل صغير مش عارف مصلحتو فين وخدى بالك لو أمى سمعت الكلام ده مش هتعديها على خير وإنتٍ عارفة كده كويس
ثم تركها وغادر الغرفة هو أيضاً
زينب فى بالها: فعلا عارفه وعارفة كمان قد إيه بتحب صُهيب إبن نهى وعلى وممكن تديلو كل حاجة بس والله ما يحصل طول مانا عايشة لازم كل الأملاك دى تبقي لولادىعصام : الإبن الأكبر لماهر ومنال يملك من العمر55عام لديه ولدين أسر وإسلام يسكن هو وزوجته وإبنه بالقصر مع والدته وإبنة أخيه وهو طيب القلب ولا يهتم بالماديات ولا يكره أحد
زينب : زوجة عصام تبلغ من العمر ٤٢عام قصيرة القامة وسمينة بعض الشئ وقاسية القلب لا تحب أحد سوى أولادها وكل أحلامها فى الحياة أن يصير أولادها المسؤلين عن جميع الأملاك الخاصة بعائلة المنشاوىدخل إلى غرفته وهوا بجسده على الفراش وظل ينظر إلى السقف بحزن فهو كان يتمنى أن تأتى هيا أيضاً فهو يعشقها منذ الصغر ووللأسف منذ أن سافرت لما يتحدث معها أو حتى يرى صورتها ومع ذلك ظل يحبها
#ولاء_محمد_ثابت
أنت تقرأ
جعل منى وحشاً
General Fictionيقولون أن القسوة ليست دائماً عنوان القلوب الميّتة، فبعض القلوب الطيّبة تقسو لأنّها مجروحة ،وأنا أؤكد هذا الكلام فهيا كانت فتاة بريئة لا تعلم شئ عن خبث البشر وعندما جرح قلبها قررت أن تتعلم فنون القسوة وأماتت قلبها ،وبدأت فى ممارسة حياتها كالرجال لكى...