بعد أن خرج الفتيات من بوابة القصر عاتبة رنا سيلا كثيراً.
رنا بعتاب : إيه إلى إنتى قولتيه لأسر ده يا ليو ؟
سيلا : الحقيقة أنا مقولتش حاجة غلط !
رنا : لاء غلط يا ليو أسر زى أخويا .
سيلا : بالنسبة ليكى إنتى.
رنا : لاء وبالنسبة ليه كمان ..أسر مش زى ما إنتى فاكرة يا ليو إنسي إلى فات ..
كانت سيلا ستجيبها ولكن كانت مسك قد إقتربت منهم فصمتوا
مسك وهيا تنظر لصور التى إلتقطتها بالكاميرا الخاصة بها : البيوت هنا طلع فى الصور جميلة أوى
رنا : ولسة الباقى إحنا لسة فى أول البلد
مسك : بجد لسة فى غير كل ده ؟
رنا :طبعاً البلد كبيرة ..
سار الفتيات فى القرية و أعجبت مِسك بها كثيراً ،أما بالنسبة لأهل القرية فكانوا يتحدثون فيما بينهم على ملابس سيلا وبعضهم ينظر إليها بإستنكار ..
فى مطار القاهرة الدولي
علا صوت مضيفة تعلن عن وصول الطائرة الأتية من لندن
هبط من الطائرة الكثير من الأشخاص ومن ضمنهم ثلاث شباب
الأول :صُهيب إبراهيم المنشاوى يملك من العمر ٢٨عاماً متوسط الطول وصاحب بشرة بيضاء وعينين عسليتين متخرج من كلية الهندسة سافر لندن لمتابعة أملاك عائلته التى خارج مصر ويساعده فى ذلك أولاد عمه عدى و أنس وهو حاد الطباع بعض الشئ يأخذ الأشخاص بمناظرهم .
الشاب الثانى : عدى إيهاب المنشاوى فى نفس عمر سيلا متخرج من كلية إدارة الأعمال وهو طويل القامة وضخم الحجم صاحب بشرة قمحية وشعر أسود طويل وهو الإبن الأكبر لإيهاب المنشاوى وهو الصديق الأقرب لأسر ويعتبره هو وصهيب كأخواته وهو طيب القلب ومرح يحب الضحك ويعامل الجميع بطيبة .
الشاب الثالث : أنس إيهاب المنشاوى الأخ الوحيد لعُدى يملك من العمر ٢٤عاماً متخرج من كلية الهندسة كصُهيب فهو ينخدع مثله الأعلى ويحب كثيراً وهو صغير الحجم وأبيض البشرة صاحب شعر بنى طويل منسدل على وجهه كالفتيات ،متكبر ومغرور ومتعجرف ومستهتر وطائش أيضاً يعمل مع أخيه وإبن عمه ويرتدى دائماً سلسلة عليها حرف j
هبط الثلاثة من الطائرة وبيد كل واحد منهم حقيبة الخاصة به .
أنس وهو يبحث بعينه عن أحد من العائلة : إيه دا معقولة محدش مستنينا؟
صُهيب وهو يخلع نظارته السوداء : مش عارف ثم نظر لعُدى : كلمهم كدا يا عُدى لو كدا نروح إحنا
عُدى وهو يخرج هاتفه : تمام هخرج أكلم أسر بره أصل مفيش هنا تغطيه .
غادر عُدى أما صِهيب فجلس على مقعد وبجانبه أنس .
أنس بتعب : أسر ده إلى الواد الغتت إلى كنت بتتخانق معاه على طول ؟
صُهيب ببرود : أيوه هوا
أنس : نفسي أعرف يا أخى الواد ده مكانش بيحبك لي؟
لم يجب صُهيب وإكتفى بتحريك رأسه لأنه هو أيضاً لا يعلم ما سبب كرهه له منذ صغرهم فكان دائماً يتجادل معه على أصغر الأسباب حتى منذ أن سافر لم يتحدث معه أبدا ويكتفى بإرسال السلام له مع عُدى فقط ..
بعد دقائق دخل عُدى وجلس بجانبهم بتعب : جاين فى الطريق
أنس : مين ومين ؟
عُدى : أسر وإسلام
أنس: مين إسلام ؟
عُدى : أخو أسر الصغير
أنس: أه لسة فى غيرهم معرفوش فى العيلة دى ؟
عُدى بتريقة : دا على أساس إنك تعرف حد منها غيرنا ده كويس إنك عارف أبوك أصلاً
أنس : ما الواحد ماعدش فاكر حاجة .
عُدى: يا أخى إتلهى إنتَ واعى حتى لنفسك ؟
كان صُهيب مستند برأسه للخلف على المقعد وشارد بعيداً
Flashback:
كان هناك طفلاً صغيراً يلعب بألعابه فى غرفته حتى دخل عليه رجل
إبراهيم بإبتسامة : حبيب بابى بيعمل إيه؟
صُهيب بفرحة وهو يضمه : بابى إنت جيت أمته؟
إبراهيم : لسة من شوية يا حبيب بابى .. أخبارك ايه؟
صُهيب : كويس
إبراهيم : مامى فين ؟
صُهيب : مش عارف
إبراهيم وهو يدارى غضبه ماشي يا حبيبي كمل إنتَ لعب وشويه وراجع ليك تانى ..
خرج إبراهيم وترك ذلك الطفل بمفرده مرة أخرى بدون أى شخص يواسيه فى وحدته فكل منهم منشغل فى حياته ولا يشعرون بذلك الطفل الذى لا يملك إخوه أو حتى أصدقاء
Back
فاق صُهيب على صوت أنس
أنس : إيه يا برنس سرحت فى إيه ؟
صُهيب وهو يدارى حزنه بداخله : مفيش ..كلمت باباك ولا لسة ؟
أنس بيأس: كلمتو وكالعادة
عُدى بغضب : وتكلموا ليه أصلا أنا مش قولتلك ملكش دعوة بيه
صُهيب : كان لازم بكلمة علشان يبقي عمل إلى عليه يا عُدى
عُدى : ده على أساس إن هو كان بيسأل على جدك يعنى علشان يفرق معاه عاش ولا مات!
صمت الاثنين وبعد فترة جاء إتصال لعدى
عُدى : أيوه يا أسر ..إنتو بره تمام
أغلق عُدى الهاتف وهو يقف : إجو بره
خرج الثلاثة من المطار
أسر وهو يضم عُدى : حمدالله على السلامه يا صحبي
عُدى بإبتسامة : الله يسلمك يا بن عمى ثم ضم إسلام: أخبارك ايه يا إسلام عاش مين شافك ياراجل..
إسلام بإبتسامة : موجود إنت إلى مكنتش راضي تنزل
عُدى وهو ينظر لصُهيب وأنس: منهم لله مش بيرضوا ننزل .
أنس : مش تعرفنا يا عُدى !
عُدى : آه ده أسر وده إسلام إبن عمكو عاصم
إسلام بإبتسامة: حمدالله على سلامتكو
أنس : الله يسلمك
صُهيب : أهلا بيك
عُدى : إنتو معاكو عربيتين ؟
أسر : أيوه
عُدى : أنا هركب معاك
إسلام: وصهيب وأنس معايا
أنس : أوكى
ركب عُدى بجانب أسر وصُهيب بجانب إسلام وفى الخلف أنس
بعد ما يقارب الساعة ونصف كانت سيارة أسر تسير خلف سيارة إسلام ولكن..
كان أسر وعُدى يتحدثون مع بعضهم وقطع حديثهم سيارة تسير بجانبهم وصدمت سيارتهم عدت مرات وتحاول أن توقفهم
عُدى : هو فى إيه؟
أسر : أنا عارف هو مالو ده ؟
عُدى : أقف خلينا نشوف فى إيه ؟
أوقف أسر السيارة وهبط منها بغضب ومعه عُدى فوقفت السيارة الأخرى وهبط منها أربعة شباب من ضمنهم رامز
أسر : ممكن أعرف فى إيه ؟
رامز: إيه يا برنس إنتَ إلى فى إيه؟
عُدى :ده على أساس إنك كنت ماشي فى حالك واحنا إلى وقفناك ؟
رامز: حصل
أسر بعصبية : هو إيه إلى حصل يالا إنت ماشي تخبط فى خلق ليه
عمر (أحد أصدقاء رامز): إيه يالا دى ما تحترم نفسك يا جدع إنتَ
أسر : أنا محترم غصبن عنك
عُدى : يالا يا أسر سيبك منهم دول شكلهم شوية عيال فاضية
زياد (صديق رامز) : عيال لاء دا انتو عايزين تتربوا بقي
عامر (صديق رامز):معلش أصلهم شكل فى الفاضي
عُدى بغضب وهو يخلع جاكته : لاء داانتو إلى هتتشهدو على روحكم دلوقتي
قال عُدى جملته وبدأ عُدى بلكمهم ومعه أسر
كان الشباب الأربعة ماهرون فى الملاكمة ولكن عُدى كان أقوى منهم بكثير
بعد دقائق كان عُدى يلتقط جاكته من جانب هؤلاءالأربعة الملقون على الأرض
أسر وهو يركل زياد بقدمه : علشان بعد كدا متبقاش تقول كلام مش قدو
ركب أسر وبجانبه وعُدى ولكن عُدى هو من تولى القيادة هذه المرة
أسر: العيال دى شكلهم قصدنها
عُدى : قصدنها بقي مش قصدنها أدينا ربناهم
فى سيارة إسلام
صُهيب وهو ينظر فى المرآه الجانبيه لسيارة : أمال عُدى وأسر مش ورانا ليه؟
إسلام: هتلاقيهم بيلفو شوية ثم أكملو الحديث سوياً ..
بعد وقت طويل وقفت سيارة إسلام أمام القصر
إسلام: وصلنا
أنس وهو يضع يده على ظهره : أخيراً..ده الطريق طويل أوى
صُهيب بتعب : آه جداً
هبط الثلاثة ولم يجدوا سيارة أسر خلفهم
صُهيب : لسة موصلوش
أنس : أنا تعبت تعالو ندخل إحنا
إسلام: تمام يالا بينا
دخل الثلاثة إلى القصر وجدو زينب ومنه وعاصم ومنال جالسون معاً
إسلام: السلام عليكم
عاصم : وعليكم السلام يا بنى
منال وهيا تنهض بفرحة: إنتو جيتو
ثم عانقت صُهيب بفرحة : حمدالله على السلامه يا حبيبي
صُهيب : الله يسلمك يا جدتى ثم قبل يداها
منال وهي تنظر لأنس : إنت أنس صح
أنس : أيوه
منال وهيا تضمها : مشاء الله كبرت عن الأول خالص ..أمال عُدى فين ؟
صُهيب : مع أسر
قام صُهيب وأنس بالتعرف على باقى الجالسين وفي ذلك الوقت دخل الثلاث فتيات
كانو يسيرون بإتجاه الدرج ولم يلاحظو وجود أحد
رنا بضحك : المفروض بعد كل الصور دى متصوريش لمدت سنتين قدام
سيلا : الصراحة عندك الصور كتير أوى بجد
مِسك : كتير فى عينكم ده أنا هروح بكرة أكمل
رنا : كل دول مش مكفينك يا مفترية ؟
كادت مِسك أن تجيب ولكن قطعها صوت منال : يا بنات
رنا : نعم يا ..صعقت رنا مما رأت فلقد نست تماماً أنه سيعود اليوم ها هو أمامها بعد فراق دام لسنوات .
منال : إتأخرتو ليه ؟
رنا وهيا تتمالك نفسها : مِسك إلى أخرتنا
مِسك بصدمة: أنا لاء طبعاً
سيلا : لاء حصل صدعتنا من ساعة ما روحنا وهيا نازلة تصوير وتعبتنا لف معاها
مِسك : وهكمل بكرة كمان وهتيجوا معايا بردو
عاصم : طبعاً يا حبيبتي خدى راحتك
سيلا : مع نفسها بقي
مٍسك وهيا تضم رنا من ظهرها : رنوش حبيبتى هتيجي معايا..صح يا رنوش
رنا وهيا تحاول أن تتماسك : بإذن الله
منه : مش هتسلموا على ولاد عمكو
مِسك : هاى .. أنا مِسك
أنس : هاى .. وأنا أنس ودا صُهيب
سيلا : أهلا بيكو.. أنا سيلا
رنا : نورتونا ..ونا رنا
مِسك وهيا تجلس بجانب رنا : إنتو إخوات
صُهيب : لاء أنس وعُدى إلى إخوات
أخذ أنس وصُهيب يتحدثون مع مِسك وسيلا أما رنا فكانت فى عالم أخر وهو عالم الخذلان لا تستطيع الحديث أو التفكير تشعر كأن حركتها شُلت فقد بالغت فى العشم كثيرا والخذلان كان وجعه الضعف فكانت تأمل أن يتذكرها ولكن لم يعرفها حتى ولكن لِما؟ لِما ظل هو فى تفكيرها وقلبها طوال تلك السنوات بينما هو لا يكترث ..
شعرت رنا بدوار فى رأسها وبالإختناق كان هموم العالم أجمع وضعت على أكتافها وعندما سمعت صوت هاتف سيلا ووجدتها تقول : عن إذنكو
رنا بتعلثم وهيا تجاهد لكى تقف : ونا كمان ثم غادرت ولم تنتظر أن يجيبوا
دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب وسقطت على الأرض بضعف وصدمة فما أصعب شعور الخذلان !
أخذت تبكى بقوة كبيرة على غباءها طوال هذه السنوات فماذا تظن ؟هل كانت تظن أنه يحبها؟
خرجت سيلا إلى الحديقة وأجابت على الهاتف
سيلا : ها عملتو إيه؟#رواية"جعل_منى_وحشاً"
#گ:ولاء_محمد_ثابت
أنت تقرأ
جعل منى وحشاً
General Fictionيقولون أن القسوة ليست دائماً عنوان القلوب الميّتة، فبعض القلوب الطيّبة تقسو لأنّها مجروحة ،وأنا أؤكد هذا الكلام فهيا كانت فتاة بريئة لا تعلم شئ عن خبث البشر وعندما جرح قلبها قررت أن تتعلم فنون القسوة وأماتت قلبها ،وبدأت فى ممارسة حياتها كالرجال لكى...