البارت السادس

1.7K 63 2
                                    

كان عُدى نائم على سرير حينما وصلته رسالة من مجهول مضمونها "متفكرش إنك كده فوزت إنت يادوب عديت مرحلة لسة المشوار طويل ونهايتك على إيدى "
شعر عُدى بالغضب من ذلك المجهول الذى يرسل إليه رسالة تهديد منذ فترة وعزم على معرفة ذلك الشخص
خرج أسر من غرفته لكى يخبر أسر عن ذلك الشخص ولكن وجدا شخصاً يقف أمام الباب ويضع يده بجيبه
عُدى بإستغراب : إنتَ مين ؟ وواقف هنا ليه ؟
ظل ينتظر رداً لدقائق وعندما لم يجد رداً وضع يده على كتف ذلك الشخص ولكنه فوجأ بذلك الشخص يشده ويلقيه على الأرض
عُدى وهو ينهض بغضب : إحنا فينا من الحركات دى ..ما ترد يا بنى أدم
رفعت سيلا وجهها ونظرت إليه بإستهزاء : ما إنت طلعت ضعيف أهو آمال إيه إلى قوى !
عُدى بإستغراب : الصوت ده مش غريب عليا ..و..الشكل ده إنت مين ؟
سيلا بإستهزاء: إنتى مش إنت يا ..إبن خالى
عُدى بصدمة : سيلا..!
سيلا بصرامة : ليو ..اسمى ليو لكن سيلا ده للقريبين منى بس
ثم أدرات وجهها لتغادر وهيا تقول : لقيتك يعنى مسألتش قولت أجى أسأل أنا
ثم وقفت وقالت بتريقة :إحنا بردو بينا عشرة يا..إبن خالى ثم أكملت طريقها مسرعة
أما هو فظل واقف مكانه بصدمة من تلك التى أمامها فمن يعرفها لا يصدق أنها هيا..هل الحياة تستطيع تغير الأشخاص بهذه الطريقة؟
ذهب لأسر لكى يتحدث معه عن ما حدث ووحده خارج من غرفته
عُدى : إنت رايح فين ؟ وراك حاجة؟
أسر : لاء جدتك بعتتلى علشان العشا جهز وقالتلى اجيبك بس كويس انى لقيتك يلا ننزل
عُدى : أنا مليش نفس دلوقتي بالهنا إنت ولما تخلص إبقي تعالالى عايزك
أسر بتصميم: لاء ملكش نفس ايه جدتك معندهاش الكلام ده يلا ننزل بالذوق احسنلنا
لما يكن لدى عُدى القدرة لكى يقاوم لذلك ذهب معه وجد الجميع جالس من ضمنهم "سيلا"
أسر وهو يجلس وعُدى بجانبه : السلام عليكم
عاصم : وعليكم السلام إتأخرتم ليه ؟
أسر : عُدى مكنش راضي يجي
منال : هو إيه إلى مكنش راضي يجى وده ينفع بردو يعدى دا إنتو حتى تعبتو من السفر
ظل عُدى ينظر إلي سيلا فى صمت ولم يتحدث أبدا
أنس بإستغراب : غريبة عُدى ساكت دى معجزة
منه : إزاى؟
أنس بضحك : أصلو فى العادة مبيبطلش كلام وهزار مش عارف إيه إلى غيرو انهاردة ؟
سيلا بشبه إبتسامة : مش غريبة ولا حاجة ياما الدنيا بتغير
لم يجب عُدى أيضاً فنهضت واقفة
منه : راحة فين؟
سيلا : طالعة لرنا
منال : هخلى الخدم يطلعولكو الاكل
سيلا : ماشي
راحلت بإنتصار ولم تبالى بذالك التى إحتلت الصدمة عقله ويمكن قلبه أيضاً؟
دخلت غرفتها وجدتها نائمة على السرير ويبدو عليها الحزن الشديد
سيلا بخوف : رنا مالك ؟
رنا بحزن : مفيش
سيلا بإنفعال: هو إيه إلى مفيش إنتٍ مش شايفة شكلك عامل إزاى ؟فى إيه جاوبينى ؟
رنا بحزن : صُهيب
سيلا بإنفعال : مالو قالك حاجة زعلتك؟
رنا : لاء بس سمعتو بيكلم واحدة وباين عليها حبيبتو
سيلا بإستغراب : ده إلى مزعلك ؟ بس صُهيب معندوش حبيبه ..ممكن شغاله معاه
رنا : بقولك سمعاه بيكلمها ومش باين عليه شغل خالص
سيلا : ونا بقولك هو مبيحبش حد
رنا : وإنتى إيه إلى خلاكى متأكدة كده
سيلا بإرتباك : ها لاء ماهو شكلو يعنى ملوش فى الكلام ده 
رنا : مين فينا يعنى إلى كان ليه ، بس نعمل ايه قلبنا مش بإدينا هو بردو إنسان وقلب دق
سيلا : طب متزعليش نفسك الله أعلم الحقيقة إيه
رنا : لاء عادى أنا هنام وانشاء الله بكرة الصبح هيبقي كويسة
سيلا بحزن وهي تضع الغطاء عليها : ماشي يا حبيبتى تصبحى على خير
اغلقت سيلا أنوار الغرفة وأغلقت الباب خلفها ووقفت فى رُكن بعيد فى الممر حتى لا يسمعها أحد
سيلا وهيا تحاول الإتصال بأحد بعد دقائق أتها الرد
سيلا بإنفعال : إنتى يا زفتة مقولتليش ليه إن إبن عمو عندو حبيبه
سيلا : بقولك بيحب واحدة
سيلا: يعنى ايه الكلام ده ؟
سيلا : متأكدة يعنى
سيلا : تمام..
أغلقت سيلا الهاتف وقالت لنفسها أمال إيه بقي
ذهبت إلى غرفتها ولم تبالى بذلك الذى كان يقف بعيداً يتابع خطواتها وحركاتها بصدمة كبيرة لا يصدق أنها هي فلقد غيرها الزمن كثيراً وقسي قلبها أيضاً ..هل يعقل أنها هي ؟
أخرجه من شرود صوت أسر : أسر
عُدى : ها
أسر : إيه يا بنى سرحان في إيه ؟
عُدى بحزن : مفيش
أسر : طب كنت عاوزني فى إيه ؟
عُدى : بكرة بقي علشان تعبان شوية ..عن إذنك ،ثم تركه ورحل ولم يسمح له بالرد
أسر بحزن فهو يعلم سبب حزنه : مش هاين عليا زعلك يصحبي بس  ياريت  كان بإيدى  ثم أدار وجهه لكى يغادر ولكن صدم بشخص
شهد بتأوه: أه
أسر : معلش مأخدش بالى ثم صمت لفترة ثم قال : أنا شفتك فين قبل كدا
شهد بتوتر : ها ..لا مشفتنيش ثم ركضت لغرفتها ..
أسر : الملامح دى مش غريبة عليا شفتها فين ؟؟
خلد الجميع إلى النوم ورحل المساء وحَل الصباح
كان الجميع جالس على طاولة الإفطار ماعدا سيلا ورنا ومسك ذلك لرغبة فى عدم النزول فقررا الإثنين الافطار معها فى غرفتها
على الطاولة كانو جالسين كالأتى: منال فى المنتصف وبجانبها عاصم وزوجته وأولاده وفى الجهة الأخرى منه وبجانبها عُدى وصُهيب وأنس
منال : البنات فين ؟
منه : هيفطرو سوى فى أوضة رنا
أماءت منال برأسها ثم قالت بفرحة ..
منال بفرحة بداخلها: ياريت جدكو كان عايش كان نفسو يشوفكو أوى
عُدى : وإحنا كمان ربنا يرحمه
منال: يارب الحمد لله إتلمينا كلنا تانى
أسر بفرحة : الحمد لله المرة دى معدوش مسافرين هتفضلو معانا
صُهيب : ها
إسلام: إيه يا عم مالك كدا إنتو عايزين تمشوا وتسبونا تانى ولا إيه ؟
أخذ عُدى وأنس وصُهيب يتبادلون النظرات
منه : إيه مالكم ساكتين كدا ليه؟
زينب : شكلنا مش قد المقام علشان كده مش عايزين يقعدوا معانا ..
عُدى  :لا والله يا طنط الموضوع مش كدا
زينب بلؤم: آمال إيه؟
منال : بس يا زينب ثم نظرت لعُدى : آمال إيه الحكايه يا عُدى مش عايزين تفضلوا ليه؟
عُدى : أصل صهيب ..
أنس بسرعة: بصراحة كدا صُهيب خطيبتو فى لندن
أسر بصدمة : خطيبتو؟؟
صُهيب : أيوه
منال : إنتَ خاطب يا صُهيب؟
صُهيب : ايوه بس لسة هنعمل الخطوبة لما أرجع
نظر الجميع لبعضهم بصدمة ..
منال : كده بردو يا صُهيب ومتقولناش؟
صُهيب بتبرير: كل حاجة إجت فى ساعتها والله يا جدتى
زينب : وإلى خاطبها دى مصرية؟ 
صُهيب : أيوه بس عايشة فى لندن
منال : وعلى كده بتحبها يا إبنى ؟
صُهيب : أيوه يا جدتى
منه: طب ما تخليها تيجى هنا
صُهيب : تيجى فين؟
منه : تيجى هنا تقعد معانا شوية
زينب بمكر: والله فكرة أهو نتعرف عليها
أنس : عندكو حق أى رأيك يا صهيب؟
صُهيب بتفكير: هساألها كدا واقولكو
نهض أسر بغضب : عن إذنكو
منه بإستغراب : مالو متعصب كدا ليه؟
عُدى : عن إذنكو ثم ركض خلفه بسرعة
منه: ليه إنت..
لم تكمل كلامها حتى وجدت إسلام : أنا رايحلهم
أنس : الله هو فى إيه؟
منال : كملو أكل متشغلوش بالكو
كان أسر يشعر بالغضب بداخله كيف لهم أن يحضروها ويزيدو أوجاعها ؟
#يتبع
#"جعل_مني_وحشاً"
#ولاء_محمد_ثابت

جعل منى وحشاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن