البارت الثالث والعشرون

983 40 4
                                    

بعد ما يقارب لنصف ساعة كان يقف بجانب سيارته يتوعد لتلك الفتاة التي جعلته ينتظرها كل ذلك
وعندما رفع رأسه صدم مما رأى
فلقد رآها تتقدم ببنطالها الجينز والقميص الأحمر الذي كان بحمالات وضيق كثيراً وذلك الكعب العالي وبعض مساحيق التجميل كعادتها
لا ينكر أنه تضايق كثيراً من ذلك المنظر فعلى الرغم من أنه كان مقيم في الخارج وكان على علاقة أيضاً بالكثير من الفتيات ومع ذلك لا يحب الثياب القصيرة أو الضيقة ولكن لم يسمح لنفسه بالتدخل أو الحديث معها في ذلك الأمر
ركبت مسك بجانبه ولم تتحدث
إنطلق أنس وهو غاضب بداخله من فكرة أن التي سيتزوجها تخرج بتلك الهيئة ولكن كان يضحك على نفسه بأن تلك الزيجة لن تتم .
كان إسلام في مكتبه حينما دخلت عليه هي
إسلام بصدمة : إنتي!
رغدة : مالك مصدوم كدا لي ؟
إسلام: لاء عادي بس جيتي هنا إزاي ؟
رغدة : إلي يسأل ميتوهش
إسلام: اه، ممكن اعرف سبب الزيارة دي إيه؟
رغدة بحزن بداخلها : عاوزني امشي؟
إسلام: لا بس ممكن أعرف  ؟
رغدة : بصراحة يعني عاوزة أسألك على حاجة
إسلام باستغراب : حاجة ايه؟
رغدة : هو إنت ليه بتحاول تتجنبني ؟
أخذ إسلام ينظر لها بصمت ولم يجب فأكملت هي :
يعني الأول لما جيت الأوضة وكنت  بتسأل على رغدة شفت في عينك لهفة واهتمام بس لما عرفت انها أنا بدأت تتجنبني وتبعد مش عارفه ليه ، أنا عارفة إن طريقة لبسي مش زيكو هنا و..و..مش محترمة بالنسبالكو وأسلوبي وحش بس مش لدرجاتي لأني بدأت اتغير بجد على قد ما أقدر ، حتى يوم ما قولت إني اخترتك لقيتك زعلت ومعدش طايقني، ف..
صمتت ونظرت له وجدته مازال على صمته فأكملت : لو مش موافق قولي وأنا هلغي الجوازة دي
إسلام .. إنت لسة ساكت ..رد عليا وريحني
إسلام: أرد أقول ايه؟
رغدة : تقول إيه؟ يعني كل إلي قولتو دا ملوش عندك رد ؟
إسلام: ليه ؟.
رغدة: هو إيه؟
إسلام: بتسالي ليه ؟ تفرق معاكي أوى كدا ؟
رغدة : آه تفرق ..فممكن ترد موافق ولا لاء
إسلام وهو يتجاهل تلك النيران التي بداخله : موافق يارغدة ..موافق وعايزك لأخر يوم في عمري
صدمت رغدة من حديثة ولكن فرحت كثيرا بداخلها
رغدة بإبتسامة : عن إذنك بقى ثم خرجت ولم تسمح له بالرد
أما هو فوقف في شرفت مكتبة الموجود في وسط تلك الأراضي الزراعية وأخذ ينظر لها وهي ترحل
فلقد قرر أن يبدأ معها حياته جديدة وينسا ماكانت عليه فكل شخص يستحق فرصة أخرى مهما كانت فعلته وفي النهاية ستظل هي حُب حياته .
ذهبت شهد إلى منال واخبرتها أنها ستؤجل تلك الزيجة لحين وصول والدتها ورحبت منال كثيراً لأنها ستلقى تلك المرأة..
كانت رنا تجلس في كافتريا الجامعة وكانت تشعر بالفرح بداخلها فلقد تحدثت معه في الهاتف وطلبت منه أن يأتي ويجلس معها ظننا منها أنه قد يتحدثون معا في شتى المواضيع كما أخبرها أسر .
يحيي بإبتسامة: صباح الخير
رنا بارتباك: صباح النور اذيك يا يحيي
يحيي: بخير الحمد لله ونتي
رنا بخوف من أن يراها صُهيب مثل المرة السابقة : الحمد لله ..في حاجة ولا إيه ؟
يحيي بإستغراب : في إيه إنتي بتدوري على حد ولا إيه ؟
رنا : ها ..لا ..يعني
يحيي : يعني إيه؟
صُهيب : بدور على خطيبها
لينظر يحيي لمصدر الصوت بإستغراب : نعم .. حضرتك مين ؟
صُهيب وهو يقترب منهم : أنا خطيبها
يحيي لرنا : إنتي اتخطبتي أمته ؟
رنا : من فترة ثم نظرت ليحيي
: دا صُهيب خطيبي ودا يحيي يا صُهيب زميلي في الجامعة
صُهيب وهو يصافحه بقوة : أهلا
نظر يحيي بيدها التي ضغط عليها بقوة : عن اذنكم
ثم رحل مسرعاً ..
أدار صُهيب وجهه لتلك التي تقف خلفه تنظر له بخوف
صُهيب وهو يشدها من يدها : تعالي ورايا
ركبت رنا بجانبه وهي تشعر تبكي في صمت وإنطلق بسيارته لمكان مجهول لا تعلمه ولكن
كان طريقا مختلفاً عن طريق القصر فظنت أنه سيأخذها إلي ذلك المكان السابق ولكن وحدات أنهم
قد مرو على ذلك المكان ولم يقف بعد ..!
رنا بدموع : إحنا راحين فين ؟
صُهيب بعصبية : اخرسي خالصصصص
شعرت رنا بالرعب من صوته ومن القادم مع ذلك الغريب التي أصبحت لا تعلم عنه شيئاً ..
بعد دقائق وقف أمام فيلا أول مرة تراها ولكن يبدو عليها أنها غير مسكونة منذ فترة
صُهيب بعصبية : انزلييييييييي
رنا وهي تجاهد لتخرج الكلام : ح..حاضر
هبطت رنا ببدأ وبدأت تسير وجدته يسحبها من يدها بقوة يلقيها داخل تلك الفيلا حتى صدمت رأسها بتلك المنضدة
تأوهت بوجع ونظرت وجده يغلق الباب بالمفتاح
رنا وهي تحاول الوقوف على قدمها : صُهيب .. أنا
لم تكمل كلامها حتى وجدته يمسكها من خصلات شعرها حتى انتزع حجابها بيده
: بقى أنا تستغفليني يا روح امك ..اهههه
رنا بدموع : لا والله أنا..
صُهيب : انتي إيه.. بقى عيلة زيك تستغباني أنا
كانت رنا تبكي بدموع وهي تحاول أن تحرر خصلاتها من بين يده
صُهيب : أنا مش حذرتك قبل كدا ..؟جاوبيني؟
رنا بركاء: حذرتني
صُهيب وهو يسحبها لأحد الغرف ويلقيها على السرير ويتجه إلى الدولاب ويخرج مجموعة من
الصور ويمسكها بيد واليد الأخرى يمسكها بها خصلات شعرها مرة أخرى
صُهيب بعصبية : شايفة دي ؟ كانت شبهك كدا ..الظاهر إن كلكو صنف واحد ، بس وحيات أبويا لأكون دافنك بإيدي
قبل ما تبقي ربعها حتى ..
فاهمة ..مش على الآخر الزمن عيلة زيك تستغفلني مع حتة عيل زبالة زي دا ..فاهمة ..رودي ؟
رنا بدموع : ح..حاضرر
القها مرة أخرى على السرير واتجه ناحية باب الغرفة : مش هتخرجي من هنا غير يوم الفرح
ثم أغلق الباب خلفه بقوة
جلست رنا ضامة بيدها ركبتيها وتبكي بقوة وبعد ثواني مسكت تلك الصور بيدها وجدت بها امرأة يبدو عليها أنها في أوائل العقد الثلاثون وجميلة بعض الشيء
رنا بدموع: ياتري إنتي مين إنتي التانية ..
أما هو كان يجلس أمام غرفتها يهدئه نفسه بصوت شهقاتها
صُهيب لصورة الموضوعة على المنضدة التي بها صورة طفل صغير ووالده
: عمري ما هبقى زيك ولا بطيبتك إلي ضيعتك ..غلطت غلطة عمرك يوم ما سلمتها قلبك وسمحتلها تكسرك وتذلك ، لكن أنا لو فيها موتي عمري ما هسلم قلبي لحد حتى لو هدفنو بإيدي .
وصل أنس ومسك إلى إسكندرية ولكن كان الظلام قد حل
فذهب إلي منزل مسك الذي كانو يقيمون به مثلما طلبت منهم جدتهم
دخلت مسك وخلفها أنس وأخذ ينظر للمنزل بإعجاب واضح فكل شىء به كان على التراث الحديث
مسك : أوضة الضيوف أهي
امأ أنس برأسه وذهب إلي الغرفة ولم يجب عليها أو بغيرها إهتمام
شعرت مسك بالحرج لتجاهله هذا لها
دخل أنس الغرفة وخلع قميصه والقاه على الأرضية بإهمال وفتح شرفة الغرفة وأخذ يستنشق الهواء بأريحية وهو يفكر في تلك التي أخذت عقله وقلبه منذ أول مرة تحدث معها بها .
أنهى أمجد حديثه مع والدتها في حديقة القصر وعندما أدار وجهه لمح طيفها من بعيد فبدأ يقترب وهو لا يشعر بقدمه حتى وقف أمامها مباشرة وتأكد من ملامحها ..نعم إنها هي من سحرته من المرة الأولى .
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"

جعل منى وحشاًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن