رواية جعل مني وحشاً
البارت واحد وثلاثون
كاد صُهيب أن يتحرك من مكانه ولكن منعته رنا وهي تمسكه من كتفه : متتعبش نفسك يا بشمهندس ملوش لازمة
صُهيب بإستغراب : هو اي إلي ملوش لازمة ؟
رنا : إنك تتعب نفسك وتروح لأن مفيش كتب كتاب هيكتب
منال : إيه معنى الكلام دا يا رنا ؟
رنا : معناه إني مش هتجوز يا جدتي والجوازة دي مش هتم ومش هاممني وصية ولا حتى ورث
صُهيب بغضب : ودا من أمته ؟
المأذون : سيبها براحتها يابني بدل هي عاوزة كدا
رنا : عن إذنكو
ثم غادرت وتركت صُهيب يقف يشتعل منها ..
أخذ الجميع ينظرون لبعضهم البعض بصمت حتى قطع هذا الصمت إسلام ..
إسلام وهو يجلس بجانب المأذون : يالا أكتب يا شيخنا
المأذون : قبل ما أعمل أي حاجة هل العروسة موافقة ؟
رغدة بفرحة : ايوه
أنهى المأذون عقد القران وكان أنس يقف بإرتباك يتمنى أن تحدث معجزة تنجيه من تلك الزيجة
عاصم : يالا يا بني تعالى
كان سيجيب أنس ولكن سبقته مسك
مسك بحزم : كدا خلصنا يا شيخنا تقدر تتفضل
منه : يتفضل فين ؟ لسة إنتي!
مسك : لا ماهو أنا وأنس متفقين إن مش هنتجوز
منه : متفقين !
مسك : ايوه
المأذون وهو يقف : أستأذن أنا بقى
عاصم : تعال يا شيخنا اتفضل اوصلك
ذهب عاصم مع المأذون أما مسك فصعدت إلي غرفة رنا باكية
أخذ الجميع ينظرون لبعضهم البعض بصمت
شهد : عن إذنكو
رحلت شهد تحت نظرات أسر الحزينة وذهبت إلى غرفتها و لحقتها تالا إلى هناك
منال وهي تجلس بحزن :رنا مالها؟
أسر بغضب لصُهيب : المفروض السؤال دا يتسأل للبيه دا ..
صُهيب وهو يخفي غضبه من فعلتها : وأنا إيه عرفني ؟
أسر بعصبية : مش كانت معاك إنت ؟ يبقى أكيد دايقتها ولا جرحتها بكلام زي عادتك
صُهيب بغضب : زي عادتي وإنت إيه عرفك ؟
أسر وهو يسحبه من قميصه إلى خارج القصر وقد لحق به أنس وعُدي وإسلام
عندما وصل أسر إلى منتصف الحديقة قام بإلقاءه ولكنه لم يسقط بس إستند على الشجرة
أسر بغضب : إخلص وقول عملت إيه خلتها ترفض؟
صُهيب بعصبية : معملتلهاش حاجة هي رفضت من نفسها براحتها
أسر وهو يمسكه بقوة من ياقة قميصه : إستحالة ترفض من نفسها ..إستحالة ..
صُهيب بعصبية : إيه عرفك ؟
أسر بعصبية مماثلة : علشان بتحبك يا غبي ..غبي بقالها اكتر من ١٦سنة وهي بتحبك برغم إنك مش فاكرها أصلا عايشة حياتها مش شايفة غيرك وإنت ولا إنت هنا لاء وكمان راجع وجايبلنا واحدة معاك إنت ايه حجر ؟؟
صُهيب بصدمة : مش صح هي بتحب يحيي زميلها!
أسر بغضب : كذب رنا بتحبك إنت وكلنا عارفين كدا كويس عرفت بقى ليه كان استحالة ترفض ؟بس وحيات إلي خلقي وخلقك لو عرفت إنك عملتلها حاجة ولا جرحتها حتى بمجرد كلمة والنعمة لأندمك ..
غادر أسر بغضب أما صُهيب فظل مكانه يشعر بالصدمة مما سمعه وجاء في ذاكرته مشهد خوفها عليه وقت إصابته بالرغم من إهانته لها وأيضاً إهتمامها الواضح به.
عُدي لتهدئته: صُهيب ..
صُهيب : إنت كنت تعرف ؟
عُدي بخذى: أيوه
صُهيب بعتاب : لي ؟لي مقولتليش من زمان أو حتى من ساعة ما وصلنا ؟
عُدي بحزن : مكنتش هتحس بيها لأنك مكنتش شايف غير تالا ..
صُهيب : دا مش مبرر إنك تسيبني على عمايا كل الوقت دا ؟
إسلام : عُدي معذور يا صُهيب لو كان قالك كنت هتجرحها
صُهيب : دا على أساس إني مجرحتهاش !
عُدي : إنت عملتلها إيه ؟
صُهيب بحزن : أنا أهانتها أوي وقولتلها كلام ميتقالش ..
عُدي بلوم : ليه يا صُهيب كدا بس ؟ليه ؟
صُهيب : أنا كنت فكرها حاجة تانية ..
إسلام بخوف على إبنه عمه : أنا هطلع أطمن عليها
أنس وقد خرج من صمته أخيراً : خليك يا إسلام صُهيب إلي المفروض يروح ..
صُهيب بحزن : أنا متأكد بعد إلي قولتهولها دا مش طايقة تشوف وشي
إسلام : لاء يا صُهيب رنا طيبة وبتسامح دا غير إنها بتحبك روح إنت ..
صُهيب وهو يجاهد ليخرج صوته : ح ..حاضر ..
عُدي : خليك لبكرة يا صُهيب إنت باين عليك تعبان
صُهيب : لا .. أنا..
قطعه إسلام : لا يا صُهيب خليك لبكرة والوقت أصلا أتأخر
صُهيب وهو يرحل : أنا طالع أوضتي
كانت سيلا في غرفة رنا ومسك تحتضنها وتبكي أما رنا فكانت صامته لا تصدر أي رد فعل ورغدة تنظر لهم بحزن على حالهم
دخلت منه الغرفة وسحبت مسك من ذراعها وأخذت تتشاجر معها ..
منه بغضب : إنتي إزاي يحيوانة إنتي تلغي الجوازة دي ؟ إزاي ؟ ضيعتي الورث..
مسك بعصبية : مش عوزاه الورث دا مش عوزاه في داهية الفلوس وفي داهية كل حاجة هتحسسني إني رخيصة ومستهلش ..في داهية أي حاجة تجبرني اتجوز واحد مش عاوزني ..
منه بغضب: مين قالك مش عاوز يتجوزك ها ؟مين اهانك ولا قالك إنك رخيصة ؟
مسك ببكاء : هو هو كل كلمة إهانة وكسرة خاطر أنا عمري ما هذا نفسي علشان حب حتى لو روحي فيه عمرو ما هسمحلو يكسرني وأخذت تبكي بكثرة حتى إحتضنتها سيلا مرة أخرى
منه بصدمة : لحظة واحدة ..لحظة بتحبيه ؟
لم تستطع مسك أن تجيب فأخذت منه تنظر لباقي البنات بصدمة : ما حد فيكو يفهمني !
أخذت رنا تنظر للأرضية هي ورغدة أما سيلا فقالت : ايوه وكفاية أرجوكي دلوقتي .
منه بحزن : مع إني مش فاهمة حاجة بس ماشي نكمل كلامنا مرة تانية
في غرفة أمجد كان يفكر في شهد فلقد أخبرته الخادمة وهي تحضر له الطعام أنهم قاموا بعقد قرانها على أسر فأخذ يفكر بها ولم يستطع التحمل أكثر فخرج من غرفته وذهب إلى غرفتها ولكن لم يجدها ووجد أسر وهو يدخل القصر وكان يبدو عليه الغضب الشديد
أمجد بغضب : أسر
أسر وهو يحاول أن يهدأ من نفسه : أهلا بالبطل العقل المدبر لكل شيء
أمجد : بطل إيه؟وعقل مدبر ايه ؟
أسر : مش إنت بردو إلي مخطط للعبة دي وخليت شهد تهرب ؟
أمجد : أه إنت عرفت بقى مين إلي قالك ؟
أسر: مش مهم مين إلي قالي جاوبني إلي قولتو صح ولا غلط ؟
أمجد : أولا كل الي قولتو دا غلط أنا كنت مسافر لما هي قررت تهرب ولما رجعت مكنش في أيدي غير أني أساعدها
أسر : طبعا ماانت الصديق المخلص بدل ما تعقلها وتخليها ترجع لأهلها تقوم تساعدها لاء وترفع لها قضية كمان لاء برافووو
أمجد : لاء أرجعها وأسيبهم يغصبوها على الجواز من واحد متعرفوش ولا عمرها شافتو وعقليتو غير عقليتها صح دا إلي كنت عاوزني أأسر : لا بس كان ممكن تساعدها بأي طرئقة تانية
أمجد : للأسف مكنش فيه حتى القضية لو مكنتش أنا ساعدها فيها كانت هتشوف أي حد من أصحابها في أمريكا وكنت هخسرها ..
أسر بحده خفيفة : وهو أي بقى إلي بينكو علشان مش عاوز تخسرها ؟
كان أمجد سيجيب ولكن قطعه صوت رنين هاتفه ..
أمجد : هكلم والدتي وأرجعلك تاني
ذهب أمجد ليحادث والدته أما أسر فظل في مكانه يحادث نفسه
أسر لنفسه : إيه الحظ دا كل ما أحاول أعرف إيه إلي بينهم حاجة تحصل دي إشارة دي ولا أي؟
أجاب أمجد على والدتها ولكن وجدها تحادثه بحده
أمجد : في إيه بس يا ماما فهميني ؟
والدته بغضب : جاوبني يا أمجد
أمجد: مش لما اعرف ليه ؟
والدته بنفاذ صبر : لأخر مرة أسألك يا أمجد إنت تعرف عيلة المنشاوي منين ؟؟؟
أمجد : دول إلي أنا قاعد عندهم
والدته بفزع : إيهههه؟؟؟
أمجد : إهدي يا ماما مالك إتحسرتي كدا لي ؟
والدته بعصبية : امشي يا أمجد من عندك فورا ..
أمجد: مش هينفع غير بكرة لما الفرح إلي عندهم يخلص
والدته : سلام يا أمجد سلام
ثم أغلقت الهاتف في وجهه وجلست على الأريكة بخوف
وقالت لنفسها : ياه عيلة المنشاوي معقولة ،ياترى إلي خبيتو عليك يا أمجد تعرفوا بعد السنين دي كلها ..
كان أنس يقف في شرفته يحاول إستيعاب ما قاله أسر هل حقا رنا تحب صُهيب ظل هذا السؤال يراوده ولكن لم يجد أحد يسأله ولكن خطر في باله شخصا ما ..
فذهب إلى حاسوبه وبدأ في محادثة تلك الفتاة ،في ذلك الوقت كانت مسك قد عادت إلى غرفتها وعندما رأت رسالته وجدت صراع كبير بداخلها ولكن قررت أن تكمل ما بدأته ،فأجابت عليه وأخذو يتحدثون فترة طويلة وفي النهاية سرد لها ما حدث بين أسر وصُهيب وقام بسؤالها :هل حقا يمكن لشخص ما أن يحب أحدهم دون أن يراه ؟
لم تعلم بماذا تجيبه فهي أيضاً أحبته من قبل أن تراه ؛ولكن صدمت عندما وجدته يكمل حديثه بأنه يصدق ذلك لأنه أحبها دون أن يراها ..
أخذت مسك تشعر بالحيرة والحزن والتشتت فذلك الموقف لا تحدث عليه ولا تعلم ماذا تفعل :هل تفرح لأنه أحبها أو تحزن لأنه لا يعرف أنها هي وفي الواقع هو لا يطيقها ؟
أخذت رنا تفكر لمنتصف الليل حتى عزمت على إخباره الحقيقة فقامت بإرسال اليه رسالة تحتوي على :
"نتكلم فون ؟"
رأى أنس تلك الرسالة وبدأت الطبول تطرق بداخله وهلهلت أساريره من الفرح فأجاب فورا
"ياريت "
لم تفت ثواني كثيرة حتى إتصل رقم مجهول بأنس
أنس مستفهماً : نيمو ؟
ظلت مسك دقائق صامته تشاور نفسها حتى حسمت الأمر : أيوه
أنس فلقد سمع صوت أنفاسها الغير منتظمة : مالك خايفة كدا لي ؟
مسك: عادي يا أنس متخدش في بالك
أنس بزهول: نعم !
مسك : في أي؟
أنس : إنتي قولتي إيه دلوقتي؟
مسك : قولت متخدش في بالك
أنس: ايوه يا إيه بقى
مسك : يا أنس ..
أنس : إنتي عرفتي منين إن اسمي أنس أنا مقولتلكيش قبل كدا ؟إنتي مين بالظبط ؟لي مقولتليش اسمك قبل كدا ؟؟
مسك : بتحبني؟
أنس: جاوبيني أول
مسك : جاوبني الأول وأنا اجاوبك
أنس بإستسلام: ايوه
مسك : بس إنت متعرفنيش شكلا؟
أنس: حبيت أسلوبك وطريقة تفكيرك وروحك
مسك : مش يمكن لما تشوفني معجبكش ؟
أنس : إنتي عارفة أنا طول عمري بهتم بالمظاهر لكن معاكي لاء عارفة ليه ؟
مسك : ليه؟
أنس: علشان مرتاح ليكي وبحب اتكلم معاكي وبفرح لما بتفتحي وبفضل قاعد جمب الشات لحد ما تردي واليوم إلي مش بكلمك فيه بحس إن فيه حاجة نقصاني ولما بحس إنك زعلانة بزعل ومبحبش أعرف إنك متضايقة ببقى مستعد أعمل أي حاجة علشان أفرحك ،أنا عارف إن كلامي مش مترتب مع إني قولتو كتير بس أول مرة أحسو..أول مرة يطلع من قلبي بجد ،شعور جديد عليا أول مرة أجربو بس شعور حلو علشان كدا مش هاممني شكلك أيًا كان لأني في كل الأحوال مش مستعد أخسرك ..
كانت مسك تستمع لكلماته وهي تبكي في صمت حتى علت صوت شهقاتها حتى سمعها أنس ليشعر بنغزة في قلبه
أنس بخوف : نيمو مالك ..أنا ضايقتك ؟
أنس بصوت باكي : لاء ..قبل أي حاجة أنا عاوزة أقولك إني بجد حبيتك ومحبتش غيرك خليك واثق من دا ..
أنس : ب..
قطعته مسك : أرجوك إسمعني أنا قولتلك الجملة دي لأني مش عارفة إيه إلي هيحصل لما تشوفني بس أنا كان نفسي أعترفلك بمشاعري ولو لمرة واحدة لأني عارفة إن عمري ما هقدر أعترفلك وش لوش
إبتسم أنس رغماً عنه ثم قال : نتقابل فين وأنا مستعد أجيلك من دلوقتي؟
مسك : أنا إلي هجيلك
أنس: تعرفي عنواني كمان ؟
مسك : لما أشوفك هتفهم كل حاجة ،بكرة الساعة ٣العصر تكون في جنينة القصر عند الشجرة الكبيرة هتلاقيني هناك .
أنس : إتفقنا ..عارفة مع إني مش فاهم حاجة والمفروض إن بعد كل إلي إنتي عارفاه دا حتى الشجرة الكبيرة كمان إني اشك فيكي بس لاء عارفة ليه ؟
مسك بدموع: ليه ؟
أنس : لأني حابب الشعور دا بصراحه إنك عارفة كل حاجة عني وبدل لسة بتحبيني يعني متقبلاني كدا .
تنهدت مسك بوجع ولم تجب ..
مسك : باي
أنس: هتقفلي؟
مسك : أيوه
أنس بحزن : خليكي شوية ..
مسك : غصب عني ..تصبح على خير
ثم أغلقت الهاتف دون أن تنتظر رده
أما أنس فأجاب: وإنتي من أهل الخير يا كل خير ..
كانت سيلا في غرفتها حتى طرق الباب
سيلا : إدخل
#يتبع
گ: ولاء محمد ثابت"لولي "
أنت تقرأ
جعل منى وحشاً
General Fictionيقولون أن القسوة ليست دائماً عنوان القلوب الميّتة، فبعض القلوب الطيّبة تقسو لأنّها مجروحة ،وأنا أؤكد هذا الكلام فهيا كانت فتاة بريئة لا تعلم شئ عن خبث البشر وعندما جرح قلبها قررت أن تتعلم فنون القسوة وأماتت قلبها ،وبدأت فى ممارسة حياتها كالرجال لكى...