الفصل الرابع

35.6K 647 78
                                    

كان ارغد داخل الى غرفته ، و في يده الملف... لكن قبل ان يدلف الغرفة... استوقفه صوت ماجد الذي كان ينادي عليه نظر له ارغد بعدما عقد حاجبيه بدهشة ، و استغراب... فمنذ ان أتى من السفر و هو لم يحتك بماجد سوى في الشركة هتف ارغد قائلا له بتساؤل و جدية تامة
:- نعم يا ماجد في حاجة..؟؟

حرك ماجد رأسه الى الامام  بتأكيد ، و خبث ...و يرتسم على صغره ابتسامة خبيثة  ..فهو قد قرر بأن ينفذ ما خطط له منذ اول يوم آتى فيه ارغد الان.. ليهتف قائلا له بتأكيد ، و هو يمثل القلق ، و التوتر
:- تعالي بس ندخل اوضتك لان اللي هيتقال مينفعش حد يسمعه نهائي.

تنهد ارغد بضيق ، و نفاذ صبر ،  ليدخلا سويا غرفة ارغد الذي كانت ملامحه تدل على الملل من افعال هذا الذي امامه... فماذا سوف يقول له..؟! مقررا باذا كان هذا الشي الذي سوف يقوله شي تافه ، لن يعني شئ بأنه سوف يوبخه.. ليهتف قائلا له بحنق ، و نفاذ صبر ..و هو يضع يديه  فوق يديه الاخري.. دليلا على ملله
:- اهه اديني دخلت الاوضة اتفضل قول اللي انت عاوز تقوله ...ايه هي الحاجة المهمة اللي عاوز تقولها ، و مينفعش تتقال برة الاوضة و لا حد يسمعها..؟!

ليرد عليه ماجد بخبث ، و توتر كاذب
:- ا.. اصل بصراحة يا ارغد ... بص انا هحكيلك كل حاجة حرك ارغد راسه مشجعا اياه ، كي يواصل و يكمل حديثه فأكمل حديثه بالفعل ليقول لارغد
:- بص انا ، و اشرقت بنت عمنا ..انتبه ارغد بشدة خاصة عندما ذكر اسم اشرقت..ليتابع ماجد  في ما بينا كانت علاقة حب ، و بنحب بعض ، و للاسف ضعفنا ، و غلطنا مع بعض ... و مش مرة... لا اكتر من مرة ...ليكمل حديثه ممثلا الندم و المسؤولية انا مبقتش عارف اعمل ايه بس عاوز اصلح غلطي .. انا عارف ان انا غلطان ، و عاوز اصلح غلطي.

شعر ارغد بأن قدميه لم تعد تتحمله، الدنيا تلف به ... خاصة بعدما سمع حديثه ماجد عن معشوقته ، و ملاكه اشرقت حرك رأسه عدة مرات بالنفي... عقله رافض ان يصدق تلك الفكرة نهائيا ..ليهتف قائلا له برفض ، و عدم تصديق..  يدافع عنها و هو يتنهد بصوت مسموع محاولا كبت غضبه ..لينهره بصوت عالى
:- اخرس انت بتقول ايه اشرقت محترمة ، و استحالة تعمل حاجة انت اللي كداب ..اتفضل اطلع برة برة ليكمل حديثه بوعيد جاد لو شوفتك و انت بتقول الكلام دة تاني لاي مخلوق مش هرحمك يا ماجد ...يلا برة لينهي حديثه و يرفع احدى يديه مشيرا على باب الغرفة ؛ كي يخرج.

وقف ماجد يراقب رد فعل ارغد ، و هو يبتسم فرحا بداخله.. ظل يرمقه بنظرات شامتة قبل ان يهتف قائلا له بتمثيل ، و كذب ؛ كي  يصدقه فكلما صدقه أكثر كلما شعر هو انه نجح في مخططه ، و وصل لغايته
:-  في ايه يا ارغد براحة.. انت ليه محسسني اني جاي بقولك اتجوزها انت ، و صلح غلطى مكاني..ليتابع بسخرية  او مثلا بتحبها ، و صدمتك فيها  انا جاي اخد نصيحتك ؛ لاني بجد مشتت ، و مش عارف اعمل ايه ليهتف مكملا حديثه بمكر خايف اسيبها ، و اقول عادي ما هو كله كان بمزاجها انا مغصبتهاش على حاجة.. و اقول بعدين لا دي مهما كانت بنت عمي ..استحالة اوافق اني اعمل فيها كدة هاتجوزها ، و استر عليها لو انت مكاني هتعمل ايه يا ارغد..؟؟

 ظُلمات قَلبه (لهدير دودو ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن