الفصل التاسع عشر

30K 590 74
                                    

دفع ارغد باب المنزل الذي لم يوجد سواه في هذا المكان المهجور... سرعان ما فتحه.. وجد المنزل لم يوجد به سوى غرفة واحدة.. تمنى لوهلة ان يتراجع و بترك هذا المكان... فاذا ما كان مكتوب في الرسالة صحيحًا لا بعلم ماذا سيفعل... لكنه خطى خطواته نحو الغرفة ببطء حاسمًا امره.... سرعان ما قبض على مقبض الباب فاتحا اياها... ليرى ما جعله بتصنم في مكانه يتمنى ان يموت قبل ان يرى هذا المنظر... راي اشرقت نائمة على الفراش، و ماجد يخرج من المرحاض واضعا حول خصره منشفة... ابتسم ماجد ما ان رآه و وضع سبابته على فمه باستفزاز قائلا له بخبث، و فرحة لم يستطع اخفائها، و قد شعر انه وصل الى هدفه
:- هشس اوعي تتكلم يا ارغد سيب أشرقت حبيبة قلبي نايمة اصلها بذلت مجهود جامد، و جامد اوى كمان...
انهي جملته غامزًا له بـ احدى عينيه بوقاحة، و استفزاز..

شعر ارغد بالدماء تغلي في عروقه، نبضات قلبه تزداد بعنف شديد.. ظل يوجه بصره نحو اشرقت تارة، و ماجد تارة اخرى... تمنى ان يموت قبل ان يرى هذا المنظر في حياته قط... لم يشعر بنفسه سوى، و هو يتوجه نحوه قاطعا تلك المسافة التي كانت بينهما، و هجم عليه يضرب اياه بقوة، و غل، ظل يلكمه عدة مرات متتالية خلف بعض يلكمه بكل غل، و غضب.... حاول ماجد الدفاع عن نفسه هو الاخر لكنه لم يستطع... استيقظت اشرقت في هذا الوقت بدأت تفتح كلتا عينيها ببطء، و هي تحاول ان تتذكر ما حدث لها، لتشهق بصدمة واضعة يديها على فمها بعدم تصديق عندما رأت نفسها في هذا الوضع، و رات ارغد الذي كان يضرب ماجد بقوة، و هو يسبه
بـ افظع، و اسوأ الالفاظ، جاءت تنهض؛ كى تبعد ارغد عنه حتى و هي تخشى ان يموت في يديه.. لكنها تذكرت وضعها، وضعت يديها على وجهها و دموعها تسيل على وحنتيها بغزارة ، و هي تدعي ربها الا يكون ماجد قد فعل بها شئ، لا تعلم كيف، و متى وصل ارغد امامها..؟! كان يطالعها بنظرات غاضبة محتقرة تشعر ان نظراته كـ جمرات من النار تحرقها جعلتها تحرك راسها يمينًا، و يسارًا بنفي... تحاول ان تشرح له الامر لكن قطعها هو، و هو يقوم بإلقاء ملابسها في وجهها؛ كي ترتديها، و هو يتمنى ان يقتلها في تلك اللحظة... القت بصرها على ماجد لتجده ساقطا في الارض من الواضح عليه انه فاقد الوعي، التقطت ملابسها التي قد كان متساقطة على الفراش اثر القاء ارغد لها، و بدأت ترتديهم بيدين مرتعشيتن... تتمنى ان ارغد يفهم انها ليس لها دخل فيما حدث، بالفعل ما ان انتهت من ارتداء ملابسها  قامت بالخروج اليه، وجدته واقفا واضع يديه داخل سترته، و هو يتطلع امامه بغضب عينيه تشتعل كالنار...اتجه نحوها جاذبًا اياها من زراعها يقربها له، و هو ينظر لها باشمئزاز، و احتقار قائلا لها بغضب، و قسوة
:- من انهاردة انت بالنسبالي ميتة... انت مش مراتي و لا حتى بنت عمي، زيك زي اي واحدة رخيصة و*** باعت نفسها، و باعت كل حاجة... سامحتك و قولت انك بريئة فعلا، و اني هجيبلك حقك بس لا طلعتي كدابة قذرة، مخادعة.. انا  هطلقك يا اشرقت قدام الكل حقيقي انا بكرة نفسي، و بكرهك، و قرفان من نفسي اني لمست انسانة قذرة زيك، انت وصمة عار على الكل و العيلة كلها.. كانت تشعر ان حديثه كالسوط يجلدها و بقوة..قوة شديدة، كم تشعر بالتعب، و الاهانة
لكن هو الاخر على حق... فهو يشعر بالضعف، و الانكسار... يشعر كأن احد قام باخراج قلبه من صدره، و ضربه بقوة ظل يكرر فعلته حتى تفتت قلبه متحولًا من قلب الى اشلاء...

 ظُلمات قَلبه (لهدير دودو ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن