"بعد مرور اسبوعين"
كان اليوم هو اليوم الموعود للجميع... قد كان كل شخص في تلك العائلة يشعر بشعور مختلف عن الآخر بدايةً من
ارغد الذي كان في كل ثانية تمر عليه يجلد ذاته بتفكيره في الثانية الف مرة... و يدور في عقله الف سؤال هل هذا نتيجة حبه ، و عشقه لها ..؟! فهي الان ستتزوج من غيره بكل سهولة ...ستتزوج مِن مَن احبته ليس احبته فقط بل فقدت اغلى ما تملك من اجله ...كان يراها كالملاك لكنه صُدِمَ فيها بابشع شئ من ممكن ان يتخيله ، و يصدقه ؟؟..لم يستطع ان يفكر فيها بتلك الطريقة في احلامه حتى.. ليغمض عينيه بقوة مانعًا ذاته من التفكير مزمجرا من بين أسنانه بقسوة محدثا نفسه كانه يتحدث مع شخص اخر امامه
:- بس بقا كفاية اخرحي من عقلي و تفكيري انا اقوى من ان حاجة زي دي تأثر فيا ما هي مش هتتجوز انهاردة و انا قاعد هنا بفكر فيها.... هي انسانة رخيصة متستاهلش انها تاخد ثانية من وقتي ابدا مش
"ارغد العزايزي" اللي تيجي حتة بت زبالة زيها تهزه ماشي يا اشرقت ليقول جملته الاخيرة بتوعد شديد ...
انهي حديثه مع نفسه ...و ارجع راسه الى خلف المقعد الجالس عليه يتنفس عدة مرات بغضب يشعر ان بداخله نيران لو اخرجها حرقت العالم باكمله نيران الغيرة و الغضب تمنى لو انه في حلم و يستيقظ منه يجد نفسه لم يحبها....
تنهد بغضب قبل ان ينهض من مجلسه متجها الى المرحاض ؛ ليأخذ دوش يمكن ان يبرد تلك النيران الذي يشعر بها لكنه واثق ، و متأكد مائة بالمائة ان ماء العالم باكمله لن تطفئ تلك النيران ابدًا ليخرج من المرحاض يتجه الى غرفة الملابس... و يقف امام الخزانة يختار بدلة سوداء انيقة بعد ان انتهى من ارتدائها التقط مفاتيحه قبل ان يتجه خارج الغرفة يخرج متجها الى الشركة لكن استوقفه صوت والده الذي هتف قائلا له متسائلا بدهشة ، و نبرة صارمة قوية كعادته
:- انت رايح فين يا ارغد..؟!سرعان ما التفت اليه ارغد ، و قطب حاجبيه باستغراب شديد قبل ان يجيبه بتعجل
:- هنزل اروح الشركة اخلص كم صفقة ، و كم حاجة متعطلة في الشركةرَدَّ عليه عابد قائلا له برفض ، و جدية تامة
:- لا طبعا مينفعش انت ناسي انهاردة في ايه ...انهاردة كتب كتاب ابن عمك ، و بنت عمك ... و انت جاي تقولي شركة بدل ما تنزل تجهز الدنيا.. ليكمل حديثه بنبرة آمرة ، حادة لن تقبل النقاش قائلا له
:- انزل يا ارغد يلا جهز الدنيا ، و كدة انهاردة يوم مش عادي.كان ارغد يستمع اليه ، و هو يشعر بالغضب الشديد ليضغط على يديه بقوة شديدة حتى ابيضت مفاصله ، و برزت عروقه بغضب ..قبل ان يتحرك متجها الى الاسفل كى يفعل ما قاله والده فهو يعلم بأنه على حق.
""""""""""""""""
في الغرفة حيث عند اشرقت كانت جالسة تضم ساقيها الى صدرها تبكي بحزن ، و تنظر امامها بشرود... تتذكر ما مرت به في تلك الاسبوعين عندما ارسلت يسرية الى ارغد تشرح له الامر ؛ كي ينقذها ..لكنه صدمها عندما قال لها انها لا تعنيه مجرد ما ذكرت اسمها فقط دون ان يستمع لها حتي... تشعر كأن تلك الأسبوعين مروا عليها كسنتين قالت لوالدها فيهم الف مرة انها رافضة تلك الجوازة ، لكنه كعادته وبَّخها غير عابئا بما تقوله ليزداد بكاءها عندما تذكرت تجاهل ارغد لها... فهو قد قال لها صراحةً انه لا يطيقها ، و لا يطيق رؤيتها ابدا و ان اهتمامه بها ليس سوى شفقةً بها " و بحزنها انه كشفها على حقيقتها... ليزداد بكاءها اكثر ، و اكثر شاعرة بألم شديد في قلبها... لتفوق من حالتها تلك على يد تلمس و تتحسس على وجهها ببطء... انتفضت سريعا مبعدة اياه عنها فلم يكن سوى هو ماجد... السبب في تعاستها تلك الايام تعلم انه لم يفعل شي سوى ان يزيد في اوجاعها ، و تعبها ... تشعر بالاستنكار الشديد اليس ما مرت به على يد ابوها و زوجته كافي ..؟؟ لتهتف قائلة له متسائلة بارتباك و خوف و هي تنهض من فوق الفراش مبتعده عنه
:- ا.. انت .. ايه اللي جابك هنا.. و ا.. ازاي تسمح لنفسك ان تحط ايدك على خدي ، و تلمسنى...
لترفع سبابتها في وجهه قائلة له بتهديد ، و قوة مزيفة حيث تبدلت حالتها في ثانية
:- لو كررت اللي عملته دة مش هيحصلك كويس ابدا.
أنت تقرأ
ظُلمات قَلبه (لهدير دودو )
Romanceدخلوا هُمَا الاثنان في دوامة، هو يعشقها حد الجنون لكن كذبة واحدة غيرت مَجْرَى عِشْقُه لها، اسقطت صورتها من نظره اصبح يحتقرها ، لا يطيق رؤيتها... ماذا اذا اضطر الزواج بها ..؟؟! جاءت له الفرصة التي تمناها طوال حياته...... لكن مهلا هي بريئة ، مظلومة ظ...