الفصل الثاني و عشرون

33.9K 628 74
                                    

تفاجأ ارغد بـ أشرقت تدلف الغرفة، و وجهها شاحب بشدة شفتيها مرتشعتين يديها باردة كبرود الجليد.. لا يعلم ما بها، و ما الذي وصَّل حالتها الي تلك الحالة.. كانت منظرها كمن رات عفريت امامها فـ انفزعت من رؤيتها له... توجه لها ارغد سريعًا و هو يشعر بالقلق؛ بسبب منظرها هذا... فقد مس اوتار قلبه بشدة، اردف قائلا لها بنبرة خائفة، قلقة، مليئة بالاهتمام... يسأل اياها فمنظرها رعبه عليها، و هو يرفع رأسها الى اعلى يتفحص وجهها بدقة
:- في ايه يا اشرقت مالك..؟!

تنفست اشرقت بصوت مسموع،و هي تحاول باقصي ما لديها من جهد ان تهدئ من ذاتها، تحاول ان تستوعب ما  سمعته الان... فهي بعمرها لن تصدق ان يحدث هذا تمتمت بخفوت مجيبة اياه، و هي تبتلع ريقها بـ توتر، و خوف...تشعر انها كانت كالبلهاء
:- س..سمعت مرام بتكلم ماجد، و كانوا بيتفقوا على..على.. صمتت، و لا تعلم ماذا تتحدث..؟! فَـ هي لا تعلم بالعلاقة الغير الشرعية التي تتم بينهما.... كانت تفهم انها تساعده لانها تكرهها ليس اكثر من ذلك..

ابتسم ارغد، و قد فهم ما استمعت... زفر بارتياح عندما علم سبب خوفها بهذا الشكل... كان يَـخْشى ان يكون قد فعل احد بها شئ، لكنه اردف قائلا لها بهمس، و هو يغمز لها باحدى عينيه، و قد اقترب منها بشدة حتى لفحت انفاسه الساخنة وجهها مما جعلها تغمض عينيها، و هي تشعر برعشة قوية تسير بجسدها كليًا
:- ملكيش دعوة بـ ماجد، و مرام دول ناس و*** حتى علاقتهم مع بعض..

ابتعدت هي عنه خطوة الى الخلف، و هي تؤمأ له برأسها الى الامام.... لا تستطيع تصدق ما استمعت اليه فَـ لو كان شخصًا اخر هو من خبرها بهذا الشئ كانت سَـتُـكذبه... ايعقل انها هي الوحيدة التي كانت مخدوعة في مرام الى هذا الحد، هل طانت ساذجة بطريقة كـ هذة..؟!
كانت ترى مرام كـالملاك دائمًا... صَـدَق من قال ان الشخص يرى الاخرين باعينه هو... وضعت يدها على دماغها بتعب، و هي تشعر ان الدنيا تدور بها الان..اقترب ارغد منها مرة اخرى جاذبا اياها نحو صدره متجها بها الى الفراش... اجلسها فوقه برفق، و بدأ يمرر ييديه على ظهرها بحنو.. و هو يشعر بالفرحة لكونه سيكون ابَّـًا عن قريب... ابتسمت اشرقت على فعلته تلك و على سعادته الواضحة عليه..  ابتسامته التي ظهرت على ثغره كانت ابتسامة صادقة منبعثة بـ الفعل من صميم قلبه... لكنها سرعان ما ذَكَّـرت ذاتها بما حدث، و عدم ثقته الواضحة بها؛ لذلك قامت سريعًا بنفض يده من عليها... قائلة له بجدية، و صرامة، و هي ترفع سبابتها في وجهه
:- لو سمحت من انهارده ملكش دعوة بيا..اياك ثم اياك ثم اياك تلمسني او تحط ايدك عليا... من انهاردة احنا خلاص و هنتطلق فعلا زي ما قولت... انا اللي مش عاوزة اعيش معاك تاني..
اردفت بـ جملتها تلك، و عادت بظهرها نحو الخلف.. نائمة على الفراش، و هي تشعر بالتعب بالفعل.. لكنها تشعر ايضًا بالفرحة لكونها انتقمت لـ كرامتها استردت جزءًا بسيطًا منها... فهي مازالت تتذكر حديثه القاسي عليها، كم كان يجلدها بحديثه هذا.. 

 ظُلمات قَلبه (لهدير دودو ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن