~20~

90 15 6
                                    

خرجتُ غير مقتنِع بحجةِ المُمرضة، بالطّبع لا يُمكن تفسير ما شعرتُ به طبيًا.

رأيتُ الطّبيب المسؤول عن حالَتها يقف بالقُرب من الغُرفة، فأخذت الاتجاه المعاكس مخرجًا؛ لا أريد مقابَلته أعلمُ أنه لَن يُطمئنني بتاتًا.

« لكِن السّيدة يونها أخبَرتني من قَبل أن هذا المُسكّن لَم يُجدي نفعًا »

استدرتُ بكامُل جسدي متفاجِئًا؛ لسماع اسمها.
لم يُكن الطّبيب مَن يتحدث، بل الشّاب أمامه.

لا أرى مِن زاويَتي سوى ظَهره.
له جسدٌ نحيلٌ وطويلُ القامة، يرتدي الأسود في كُل قِطعة.

حذاءٌ مرتَفع العُنق، بنطال ضيّق، سترةٌ مطرّزة بنمط المربَعات.
ومقبَض حقيبةٍ جلدية تمسكُ به أصابِع تحيطُها خواتِم فضيّة.

أنيقٌ كعارِض
من أين تعرفهُ والدتي؟

نظَر إلي الطَبيب مبتسِمًا، حين رآني اقتَرب
« ها هوَ ذا، ابن السَيدة جونق يونها »

كانَت حركتهُ سريعة، وابتسامتهُ اتسعَت حينَ التَقى بعَيناي.
أكانَ متشوقًا لمقابلَتي؟

وقفت أواجِهه، ينتقل نظرَي منهُ إلى الطّبيب، على أحدهما أن يشرَح لي مالذي يحدث..

« سعيدٌ جدًا بمقابَلتك، أدعى بارك سونقهوا »
مدّ يده طالبًا مصافحتي.

« كنتُ أشارِك السّيد سونقهوا آخر مستجدات حالةِ والدَتك. يبدو أنه لقاؤكما الأول لذا سأتركُكما على انفراد الآن، سأكون في مكتبي إن احتجتُم إلي »

انحَنى لنا مودِعًا ثمَ رحَل، وبقيتُ وحدي مع هذا السّونقهوا الغامِض..
لستُ في مزاجٍ للدردَشة مع أحد، خصوصًا مع غريبٍ وعن والدَتي.

لكِنني أشعرُ بالفضول، لم هو يهتم لأمرِها؟

« تبدو وسيمًا كما في الصّور »
قال يمُد إليَ كوب قهوةٍ ساخِن، ثم ارتَشف من خاصَته حينَ جلس.

يبدو أنه مقرّب من أمي كثيرًا حتى تشاركهُ صوَري..
ابتَسمت شاكرًا وكلّي ريبة.

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن