~11~

125 17 0
                                    

عُدت إلى الدّاخل بعدَ دقائق؛ خشيَة أن ترحَل دونَ عِلمي.
« هَل أنتَ بخيَر؟ لتشرَب قليلًا حتى تهدأ »
سألت بينما تسكُب الماء في أحد الكؤوس وتمدهُ إلي، بنظراتٍ ثابتَة انتَظرت حتى فرِغ ذلكَ الكأس

« هذا جَيد، أحسنَت »
مرّ طَيف يُعيدني لذكرى سابِقة.. كلماتٌ مألوفة

أيقَنت بأنَني لَن أقدر على كبتِ دموعي بعد الآن فتجاهَلت انهمارَها مجددًا

« اعتَذر لانفِعالي ورَفع صوتي عليكِ. لكِنني عنَيت كل ما قُلته، أدرَكت متأخرًا أنَني مخطئ.. مخطئ في كُل شيء. لتَنسي كُل ما حصَل في البِداية؛ لأن- لأنهُ لَم ينبَع من ذاتٍ تعرفُ الحقيقَة، لو علِمت بكلِ شيءٍ لما كنتُ قاسيًا اتجاهكِ.. أنا آس- آسفٌ جدًا »

سحَبت منديلًا قماشيًا  مِن حقيبَتها ووضعَته بالقرب مني، كنتُ لأحبُ أن تسمحَ دموعي بأنامِلها..

كان ذلكَ المنديل مطرزٌ بعلامات مميزة، فهمتُ أنه ملكُها..
لن أعيدهُ لها!

في خضمِ تحديقي بالكنزِ في قبضَتي
لاحَظت يدَها المشغولَة، مترددَة في حركِتها.

تقتَرب مِن خاصتي وترجِع مكانَها.
لتُمسكي بيدَي وحسَب!

« سعيدةٌ أنك تُفكر بي بهذا النّحو. أنا حقًا ممتنة، لكِنني لَم آتي لأراكَ حزينًا، لذا أرجوك لا تبكي يونهو-يآه. بالتأكيد كُل ما يحصُل صعبٌ علَيك فجأةً فلا تحتاج أن تعتَذر، أنا متفهِمةٌ موقفَك تمامًا. لا تقلَق، كُل شيء سيَكون بخيَر »

في تلكَ اللحظة استقرَت يدَها حيثُ أردت، بينما تربُت بخفة على ظَهر يَدي واسَتني مُبتسمة. لَم أعُد أسمع سوى صوتِها، ولا أشعر إلا بتلك الحرَكة الدّافئة تذيبُ الاستياءَ داخِلي.

كانَت تُكرر جملَتها الأخيرة بنبرةٍ هامِسة، شيئًا فشيئًا هدأتُ وأخيرًا..
ارتَكز بصرَي على يدَها، طمعتُ بأكثر فعكسَت اتجاهَ يدي لتقعَ خاصتَها في راحَتي.

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن