~17~

104 13 4
                                    

بخطواتٍ غير مستقرة كنبضات قلبي، أتحركُ في أرجاء الدّور حيثُ غرفةٍ أمي.

القلقُ والخَوف يدّبان داخلي.

لا وقتَ للتفكير في دموعي المنسابة أمامَ حشودِ النّاس؛ محياها المُبتهج يملأ ذهني، يِذكرني كُم كنتُ أحمقًا يومَها.

« كانت في وضعٍ مستقر حتى بعد أن اشتد الرّبو عليها قبل ثلاثِ سنوات. لم نتوَقع أن تنتَكس لهذا الحد وفي فترة قصيرة! »
كلِمات المُمرضة المختَصرة تترددُ كالصدى في أذني.

مرضٌ يشتَد، وجسَد صارَ أضعَف. تتحدثُ تلكَ المُمرضة وكأنني عالِم بما والِدتي فيهِ من حَال، مثل أيّ ابن..

لماذا لم تبحث عني وقتها؟
هل ترى المعاناةَ وحدَها مظهرًا من مظاهِر الاستقلاليَة؟

كانَت بخير لفترةٍ طويلَة، ولَم ترغب برؤيتي حتى تدهورت صحَتها!
وحين ظهَرت، جلَست أمامي مخفيةً أمرًا بهذهِ الأهمية.

لا يمكنني حتى الجَزم إن كانَت بخَير أم تحملَت الألم.

أنانيةٌ وكاذِبة!

كذبَت بعَينيها المشرقتيَن وابتسامَتها الدّافئة.
كُل شيءٍ كان زائفًا ولم تعطِ تلميحًا!

أي أمٍ تخدعُ ابنها لهذا القَدر؟

« سيد جونق يونهو، يُمكنك الدّخول الآن »

بعدَ ساعاتٍ اختَطفت تلكَ العبارة انتباهي.
وكأنَ الثّوانِ تتمددُ لأيام! انَتظرتُ دهرًا حتى موعِد الزّياراتِ المسائية.

وضَعت الممرِضة بطاقَتها أمامَ الماسِح الضّوئي ففُتح الباب، ليظهَر أمامي مباشرةً السريرُ الأبيض حيثُ تستَلقي هي في سباتٍ عميق.

أصواتٌ مختلفة من عدةِ أجهزة امتَزجت معًا، الهالة المحيطَة بالمكانِ مخيفة؛ والسّبب هو تلكَ الأصوات!

كأنها تختَبر صَبري.

أعلَم أنكِ بخَير.. هذهِ الأجهزَة لن تُخيفني.

في الوقتِ المُناسب، كان الطّبيب المسؤول عنها قد وصلَ؛ لَن أستَحمل البقاء هُنا وحيدًا..

تحرَكت ببطءٍ إلى الكرسي الجِلدي بجانِب السّرير، قلقٌ مِما سأسمعه.
« أخبرني بهذا أولًا، هل حالَتها خطيرة؟ »

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن