~16~

92 13 2
                                    

بعدَ مغادَرتي منزلَ وويونق، اتَجهت لمنزَلي أستَعد للعَمل.
وبعد ساعاتٍ مضَت سريعَة انتَهت فترةُ عمَلي وغادَرت أتنزهُ خارجًا، طويلًا. ليَنتهي يَومي بلا أهدافٍ تُذكر.

أكنتُ في مزاجِ جَيد؟ أبدًا.
لَم يُغادرني الغَضب والحَيرة طوالَ الأمس، والقَلق كذلِك.

قضَيت اليَوم كاملًا وهاتِفي كما لو أن صمغًا ثبّته في يدي، لَم أكفّ عن إرسال الرّسائل والاتِصال بوالَدتي. لكِنها لَم تقرأ شيئًا.
في الواقِع، كان هاتِفها مغلقًا!

وإن كانَت حياتُها مملةٌ ولا تملكَ أصحابًا لتتحدَث معهُم، مِن الخطأ تركهُ مغلقًا فترةً طويلَة!
هَل سأعطي أمي محاضرةً عن أهميةِ الهاتِف والاتصالاتُ الطارئة؟

لَم يكُن لديّ طارئٌ حقيقي، لكِنني ابنٌ يريدٌ مقابلةَ والدته..
الأمرُ سِيان!

وبمُناسبة هذا الأمر الطّارئ، أخذتُ اليَوم إجازةً لأبحثَ عَنها؛ لَن أصبِر انتَظر مِنها ردًا كما فعلت في الأمس!

لكِنها مهمةٌ أعتَمد فيها على أحداهُن لتُرسل إلي عنوانَ منزِلها.
السّيدة سوك، حتى هيَ لا ترُد..

ما بالهنّ الأمهات؟!

٣:٠٠ مساءً
الأربعاء، ٨يناير

انتظرتُ ساعاتٍ عدة حتى انتهى وقتُ الغداء، تغيَبت عن العملِ بلا فائدة.

غادرَت المطعَم حيثُ كنتُ أتناوَل وجبَتي وعدتُ لمنزلي خائبًا. كنتُ بخيَر لعشرينَ عامًا، ولكِن الآن.. يومان دونَ أخبارِها كثيرٌ جدًا!

ألا تشعُر هي بالمثَل؟

حدقتُ لوقتٍ أجهَله في الشّاشة، رسائلي غيرُ المقروءة تبدو مثيرةً للشفقة. مكالَمات لَم يتِم الرّد علَيها متكدِسةٌ في القائمة.

رُبما هيَ تتهربُ مني.
هيَ بالتأكيد لا ترغَب في أن تعودَ أمي..

تتعَمد وضعَ جدارٍ بينَنا حتى لا أتقرّب منها.
علاقةٌ رسمية بين ابنٍ ووالِدته.

أو رُبما تظُنني سأعرِض عليها العَيش معي، لهذا هي لَيست مرتاحة ولا تريدُ التّواصل معي.

سأفعَل هذا بالطَبع لكِن لَيس بعدَ أولِ لقاء!
لتُعطِني فرصةً على الأقل.

ضغطتُ على زرِ الاتِصال بلا تفكير، رُبما المحاوَلة الأخيرة.
استَلقيتُ متنهدًا بينما تلكَ النغمةُ المُزعجة تضايقني، توَقفي..

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن