~10~

139 17 1
                                    

لتَذهب العقلانية إلى الجَحيم.
أنا أجلسُ أمامَ أمي الحقيقيَة.

أمي لَم تَتخلى عني
بل تخلَت عن كُل شيءٍ من أجلي!

تجَمعت الدموع في عينَي.
أتَكفي كلماتٌ لتعويضِها الآن؟

« بضعُ سنواتٍ لن تُغير حقيقَة كونكِ والدَتي! أنتِ الموجودَة في ذاكِرتي »
انفَعلت معاتِبًا إياها.

بأنانيَة أردتُ العَودة بجانِبها وإن فات الأوان.

« لكِنك عشتَ جيدًا. أكمَلت تعليمَك بنجاح وتمارس هوايتَك، تعمَل وتستَعد لوظيفةٍ رسمية. كيف ستَصل لجامِعة سيؤول لَو بقيتَ برفَقتي؟ كيف ستَعرف ما تُحب وتحلُم بِه في محيطي؟ »

ترتيبُ أولوياتُها كانَ مُختلفًا
لَم تضَع نفسَها عاليَا كما فعلَت بي.

لكن، وجودُها في حياتي أهم مِن كُل ما أملُك..

« عشتُ جيدًا لأنني جهلتُ كل شيء! لا يُهمني ما هو محطيكِ؛ فأنتِ موجودةٌ فيه. لو واجهتُ الحقيقة واستطَعت تذكُر وجهكِ لما بقيتُ لحظةً بعيدًا عنكِ "

لِم تتساقَط دموعي بهذا الشّكل؟
أحاوِل الحفاظَ على ربطةِ جأشي لكِنها لا تتوقَف عن الانهِمار.

كرهتُ أن يكونَ هذا اللقاء طويلًا، تمنَيت أني ينتَهي سريعًا.

لكن الآن أحتاجُ معَها وقتًا أكثر؛ ومازالت لديّ الكثيرُ مِن الأسئلة..

أنا حتى لا أتذكَر اسمَها!

« لَم أشأ أن أخبركَ إلا لأنكَ كبِرت وستفهم جَيدًا حقيقةَ الأمر، لكِن يبدو أنّك مازلتَ تملكُ هذا الجانِب العاطفي »

أمن الخطأ أن أكونَ عاطفيًا اتجاه والَدتي؟

« لا علاقةَ لعُمري بكِ! الجميعُ لديهم أمهاتهم بقربِهم. كنتُ مفتقرًا لما يملكُه مَن حَولي! أنا كذلِك أطمَع في أن تكونَ أمي بجانبِي »

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن