~7~

177 21 0
                                    

جفلتُ لانقباضِ يدَيها النّحيلتَين المفاجئ، قطبّت حاجبَيها بينما ترمِش مرارًا.
تتفسُها المضطَرب صار واضحًا ومسموعًا!

أنزَلت بصرَها على الطّاولة، تحدِق بكأس الماء الذي تحاوِل يدَها المُرتجفة الوصول إليه.

بضعُ رشفاتٍ لَم تساعِد في تهدِئتها كثيرًا، أدرَكت أنَني اخطأت!

« لنتَحدث عن شيءٍ آخر، أي شيءٍ تُريده.. عدا هذا »
طلَبت وصوَتها لا يكادُ يُسمع. بدَت خائفة من ذكرهِ فقط.

لكِن هذا أكثَر ما رغبت بمعرفته؛ لَم أعرف قَط ما حدث بينهما، وما واجهتهُ برفقته.

كل ما أخبرتني بهِ أمي هو إنها استطاعَت النجاةَ مِنه قبلَ عِلمها بي، وأنني محظوظٌ لذلك.. لكِن لماذا؟

« أتفهَم استيائك مني، لكِن أرجو ألا تسَخدم الحديثَ عنهُ وسيلةً لإيذائي »
أكملت مغمضةً عَينيها، وانتهت بشهيقٍ وزفير تعيدُ بهما هدوءها.

كلُ ردّ فعلٍ مني محتمَل.
لكِن لمَ استعدت لمواجهة انتقامٍ مني؟

« تجَعلينَني أبدو كشخصٍ سيئ.. أردتِ مقابلَتي وأنا أسألكِ عمّا أريدُ معرفَته قبل أن تختَفي مجددًا. لستُ طفلًا لأنتقم، فاتَ آوان ذلِك »

« أمِن المُمكن أن يدورَ الحّديث حَولنا الاثنَين فقط؟ لا أريد استرجاع ذلكَ الماضي، خصوصًا في هذهِ اللّحظة.. برفقَتك »
عادَت الدّموع تتشكَل داخُل عَينيها، احمرارُها صار واضحًا.

لَم تُمانع في أن تتوَسل، أدركُ أنها تتألم..
ما بالُ فؤادي ينقَبض؟

لكن ألَيس هذا الغَرض من اللقاء؟ ما أريده لَيس صلحًا بل إحابات مقنعة. يمكنها تحمُل بضع أسئلة!

هذا لَيس انتقامًا؛ فلست أشعر بالحُزن لِما فعلت.
أو هذا ما أحاولُ أن أقنع نفسيَ به.. حتى يغادرني تأنيبُ الضّمير؟

« اعتَذر لكِن لا ُيُمكنني ذلِك؛ أمي لن تُخبرني شيئًا دون علمكِ لذا أنا مضطر لسماعه منكِ »

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن