~9~

145 21 1
                                    

لَم أعرف أن لاِسمي وقعٌ ساحِر، أم السّحر فيها؟
كُل ما يغادِر شفتَيها لهُ إحساس مختَلف..

عَيبها واحدٌ، أنها تعَتذر كثيرًا!

حرّكت رأسي يمينًا وشمالًا، نافيًا اعتِقادها
« لَيس كذلِك؛ لاحظتُ دموعكِ هذا كل مافي الأمر. هل قلتُ شيئًا سيئًا؟ »

لا أريد أن أصبح الطّفل السيئ، خشيتُ إن آذيتُها سترحلُ مجددًا..

باسمةٌ أجابَت هي الأخرى بالنّفي. بعمقٍ نظرَت إليَ وأكمَلت موضِحة
« لا تقلَق، أنا فقَط سعيدةٌ. إنها المرةُ الأولى التي أراكَ فيها منذُ عَقدين؛ مازالَ كُل ما فيكَ جديدٌ علي.. لا يُمكنني إخفاء دهشَتي »

ماذا تعنينَ بالمرةِ الأولى! ألَم تتشوَقي لرؤيَتي ولو مرة؟
« لكنكِ تعرفَتي علي مباشرة.. »

« لدَي صورُك، لكِنني لَم أراكَ شخصيًا مِن قبل. إن فعَلت كنتُ لأرغَب باستِعادتك مجددًا وهذا فعلٌ أنانيٌ جدًا، لذا تمالَكت نفسي واكتفَيت بما يصلُني من أمِك »
قالَت بابتِسامةٍ راضية، سعيدةٌ بإنجازها.

متأكدٌ أن الصّور لَم ولَن تكون كافيَة لها..

فِراقنا كان نعمةٍ لي ولكن عذابٌ لها.
لِماذا كنتُ غاضبًا منها؟

شعرتُ بوصولي لحافة الانهيَار، قلبي وعقلي لَم يصلا لاتفِاق.
كلما أحسستُ بالدّفء لحديثِها أعودُ لواقِع أنَني كبرتُ في كنفٍ شخص آخر وليَست هي! لا علاقة بينَنا فلمَ قلبي يركُض نحوَها؟

الحِرقة في قلبي تُحفز الدّموع لتغادر مخبأها بعد طولِ انتِظار. لكِنني لا أريدها أن ترى هذا الجانِب مني! ماذا لو أزعَجها وفضّلت تَركي مجددًا؟ أو رفضَت مقابلَتي لأنها غَير مرتاحة؟ لا أريد أن أخطئ..

« وكَيف أبدو الآن؟ هل.. هو جيدٌ مظهَري؟ »
سألت متلعثِمًا، يالهُ من سؤالٍ غبي!

تنهَدت مغمِضاً عيَنايَ والإحراج يُحطيني، لَم يكُن هذا ما قصدتُه!
لستُ قادرًا على التّفكير بشكل سليم بعد الآن.

لَم أتوقع أن أسمعَ قهقَتها في المُقابل.. سأُكثر مِن الأسئلة الغبيَة
« بالتأكيد؛ خَشيت كثيرًا أن تتأثر صِحتك ونموك لأنَني لم أقدر أن اعتَني بك، رؤيتكَ كبرتَ جَيدًا أشعرَتني بالارتياح »

نبرةُ صوتِها تُداعبُ مسمَعي، تبدو مختلفة وهيَ سعيدة.
لم أقدِر على مقاطَعتها..

« آنذاك.. كنتَ صغيرَ الحجم بما يكفي لتَنام بين ذراعاي، وها قَد صرتَ طويلًا وقويًا، كيف يُمكنني أن اُحيط هذَين المنكبين؟ »

تجتاحني رغبةُ المحاوَلة..
وإن كان صعبًا سأعكس الأدوار.

ما هذا الثّقل الذي يضغَط على صَدري؟
لمَ لا تخرج الكلِمات من فمي؟

أريد أن أشعرَ بكِ.
بدفءِ جسدكِ بدلًا من الكلِمات.

مازال يونهو الصّغير حبيسًا بداخِلي.

تربطهُ ذكرياتي معكِ، بقوكٍ كسلاسِل من حديد.
متسائلًا ما شعور أن تكونَ بجانب والدتَك، الحقيقية..

دعيهِ يتحَرر، بلمسةٍ واحدةٍ منكِ.
فيونهو الصّغير يريدكِ ولَيس أحدًا غيركِ!

« مِن المُريح رؤيَتك عِشت هانئًا. عليكَ أن تكُون مُمتنًا لأمكَ دومًا، وعامِلها جيدًا؛ فما كُنت لتّنعم بهذهِ الحياةِ دونها. أنا حقًا سعيدة وفخورةٌ بك يونهو-يآه »

« لكِن.. أنتِ هيَ أمي! »
أجَبتها بِغصةٍ في حَلقي

رضَخت أخيرًا لقَلبي.

_

أمي! بمجرد مناداتي لاسمكِ، لمَ يؤلمني قلبي؟اعطيتني كُل شيء ولم تتمكني من تقديم المزيد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أمي! بمجرد مناداتي لاسمكِ، لمَ يؤلمني قلبي؟
اعطيتني كُل شيء ولم تتمكني من تقديم المزيد.
لكِ أنتِ من تشعرين بالأسف، ماذا يمكنني أن أعطيك؟
_

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن