~8~

150 19 2
                                    

« حسنًا- هَل تعرِفين شيئًا عن.. عن دراستي، أجل.. الجامعة. أتعلمين ماهو تخصصي الجامعي؟ »
سألت محرجًا، تلفظتُ بأول كلمة التقطتها بين كل تلك الأفكار العائمة.

عسى أن يُساعد تغيير المُحادثة في تهدئتَها.
أي شيء سيكون أفضَل.

نظرتُ إليها متشوقًا لسَماع ردّها.
أرجوكِ كوني بخير!

لِحسن الحَظ عادَ شبحُ ابتسامةٍ رفعَ طرفَي شفتيها، ضحكَت بخفة.
هل اكتشَفت خُطتي؟

سحقًا.
لمَ هي جيدةٌ في اكتِشاف الإمور!

« بالطّبع! تم قبولهُ كطالبِ هندسةٍ معمارية في جامعِة سيؤول.. عبارةٌ لا تُنسى »
قالَت فخورَة، اتسعَت ابتِسامتها هذهِ المرة.. وأخيرًا.

شعرتُ بالرّضا؛ حقيقةٌ أنها كانَت تسأل عني.

همهَمت تفكِر بشيءٍ ثم أضافَت بِحماسة:
« أتذكَر أنكَ من المفترض أن تَكون خريجًا مِن الدّفعة السّبعون لكِنك تأخرت فصلًا دراسيًا بسببِ إصابةِ ظهرك. لَم يعُد يؤلِمك، صحيح؟ »

حتى التّفاصيل الصّغيرة.. هي تعرفُ كلّ شيء!

أومأت مترددًا، لم أعُد أملك ما أحكيهِ لها..
محيطةٌ حتى بمؤهلي التعليمي، فبماذا أتفاخر أمامها؟

تجوَلتُ بنظري في المَكان أفكِر.
هُل هناك شيء لا تعرفِه؟

علمتُ أنها شعَرت بحيرَتي، حينَ بادرَت بالسؤال هيَ عن ما لا تعرِفه:

« لابُد أنك استَمتعت في نادي الرّقص. هَل يُمكنك أن تُخبرني المَزيد عنه؟ كثيرًا ما سألتُ المديرة سوك، لكِن يبدو أنها لا تعرف سوى أنكّ عضو فيه لا أكثَر »

بدأت بالشّك إن كانَت تملكُ دفترًا تسجّل فيه كُل شيء..
أم أن ذاكِرة الأم هي الأقوى؟

أراهِن بأن أمي لا تتذَكر عضويَتي، فلَم تعلَم بِها إلا حينما آذيت ظَهري.
بعد شفائي.. بالتأكيد ليس شيئًا يهُمها.

في بادئ الأمر كان مِن الغَريب إخبارُها؛ الرّقص هو منطِقتي الآمنة التي لَم أشارِكها من قَبل.

لكِنها تملِك ذلك السّحر، يخرِج الكلِمات مني بِسهولةٍ كما لَم أفعَل مِن قبل!

شيئًا فشيئًا شاركتها أسماء رفاقي، ورحلاتُنا سويًا للأداء في المسابقات وعروض المواهب، تفاخَرت أيضًا بشُهرتنا في الجامِعة وما حصدناهُ من جوائز.

وبينما تنظرُ وأخيرًا لأعيُني مباشرة، كانتَ تستَمع بتَركيز لكل قصةٍ أحكيها.
لَم يكُن هجومًا، كنا نتحدثُ معًا.

تظهُر القلَق إن أخبرتُها بإصاباتي وتضحَك بنعومةٍ حينَ أسردُ سلسِلة مقالِبي.

لها صوتٌ دافئ، ضحكةٌ داوَت جراحي..

تطَرقت لكلّ المواضيع حتى تبتَسم أكثر، وأستمِع لصوتِها تُخاطبني أكثر.
عدتُ طفلًا أمامَها، أحاول لفت انتباهِها وإثارة إعجابِها، ولَم أكرَه ذلك.

جرفَتني الحماسة فلَم أنتبه لمرور الوَقت، كنتُ سعيدًا.

لَم أنتَبه كذلِك أنَني تحدَثت عن نفسي فقَط طوالَ الوَقت، هيَ تعرف عني الكَثير بالفِعل ولكِنَني لَم أسمَع منها سوى الأعذار وماضيها المؤسِف.

ألا تملِك قصصًا لترويها؟ هَل فعلًا عاشت لأجلي فقط؟
لِماذا لَم تستَمتع في حياتُها؟!

همَمت بسؤالِها لتخبَرني عن نفسِها أكثر فوَجدتها تحدِق بي..
عَيناها بنيةُ اللّون كاَنت لامِعة، بابتِسامةٌ غامضة.

شاردةٌ تمامًا
« هل أنتِ بخَير؟ »

سألتُ قلقًا.. بماذا أخطأت لتتجمع الدّموع مجددًا؟!
بدَت متفاجئة مِن ذاتها أيضًا، مسحَت دموعَها بِحرج وأجابَت:

« يا إلهي ما خطبي! لَم أنتبِه أنني أطَلت التّحديق بكَ، لابد أنَني بدوتُ مخيفة، آسفة يونهو-يآه »
ضحكَت مازِحة.

كَيف أصارِحها بأنها بدَت جميلة للغايَة؟

_

_

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن