~15~

112 18 1
                                    

بثقلٍ شديدٍ أشعر بهِ داخِل رأسي، فتحتُ عَيناي.
لم أتماسَك حتى النّهاية.. لا بأس؛ فلَم يتماسَك أحَد.

هَل عاد البَقية لمنازِلهم يا ترى؟ لَم أستَطع الرؤية بسببِ الظّلام، لكِنني متأكِد أن هناكَ ما يستَقر على صَدري، وهو رأس شخصٍ ما
أرجوك يا إلهي، ليكُن بشرًا...

هززتُ ذلكَ الجَسد بخِفة علّني أكتشف صاحِبه.
لكنه تشبثَ بي أكثر!

« مُحال.. يونهو لَيس وحيدًا »
تَمتم سان ناسيًا عدةَ أحرُف، أفترَض أنهُ يشير لحديثِنا قبلَ ساعات.

استَبدلت جسَدي بينَ ذراعَيه بوسادةٍ لأقف مغادرًا؛ ربما التّعرض للهواء يوقِظني مِن ثمالَتي، ويُخفف أثر الصّداع علي.

لا حاجةَ لمغادرَة منزِل وويونق؛ فلديه شرفةٌ واسعة بحُكم موقِع شقتهِ في المبنى.

سماءُ الفِجر مظلمة، الطّرقات فارِغة.

لا يُسمع سوى صوتُ تراقِص أوراقِ الشّجر على ألحانِ الرّياح.

لا شيءَ يُهلي عقلي عن استِعادة أحداثِ الأمس.

دقائق تمُر لَم أشعُر بِها، ولَم ألقي بالًا لبرودَة الجَو. مع كُل رمشَة أرى محياها المُبتسم، ولَم أعُد أسمع ألا صَوتها، هل اشتقتُ لها بهذهُ السّرعة؟

بضعُ ساعات حتمًا لَم تكُن كافية.
ألومُ نفسي على تأخري عَن المَوعد أم على وقاحَتي معها بدايةَ اللّقاء؟
هي غلطَتي مهما كان العُذر..

« والآن ماذا؟ أتفكِر بالتّجمد بدًلا مِن مواجهةِ الأمر؟ »
تحدَث بصوتٍ أكثَر عمقًا لاستيقاظه مِن النّوم.

« مينقي-ياه، هَل أيقَظتك؟ »
سألت مِن اقتَحم المنطِقة الهادئة، في ذِهني.
حيثُ ذلكَ الحَل لَم يكُن ضيفًا مُرحبًا به.

تنهَد بخيَبة بينما يمُد إلي غطاءً؛ ليُعطي جسَدي الدّفء.
« انظروا هُنا، مستغُل تأثير الكُحول ليُنفس عن حزنه. أيها الوَغد هَل ستتَحمل مسؤولية عيناي المتورَمة؟ سحقًا لَم أبكي بهذا القَدر منذُ زمَن! »

ضحكتُ مسترجعًا هيئاتهم الثّملة.
لا أعلمُ إن كانَ ذلك البُكاء الهيستيري بسبب الكحول أم طبيعَتهم!

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن