~5~

225 26 0
                                    

« لم أكُن لأحزن إن علِمت أنكِ تخلَيتِ عني لسيدَةٍ طيَبة، لكن أخفيتِ الحقيقة. أكنتِ مستعدَة لتعودي في المستقبل؟ ربّما توقعتِ أنّني سأعترِف بوالدَتي البيولوجية وأرحبُ بكِ »
لنرى قوة تحمِلها.

سأدفعها لأقصى حدودِها
حتى تغادِر قَبلي ولا تعود إطلاقًا.

« كنتَ عنيدًا دائمًا، لو علمتَ بالحقيقة لبَحثت عني. كما فعلت الآن، أتيتَ على الّرغم من كُرهك لي؛ لأنك علِمت بالحقيقة »

تعرفُني جيدًا...
أكثَر ممَن كبرتُ بجانبها تحتَ سقفٍ واحد.

« أما بشأن المُستقبل فلَم أخطط يومًا للظهور أمامكَ بتاتًا، وبالتأكيد لَم أكن لأطالبَ بعوَدتك إلي. لكِن تأكد أنَه مِن المستحيل أن أكون قَد تخلَيت عنك »

تعابيرُها، وكل حرَكة، تُثبت صدقَ مشاعِرها.
لا أخفيَ دهشَتي، خصوصًا عندَما دمعَت عَيناها.

بصرَي يقَع على ما لا يُطابق فِكري..
أهناكَ قطعةٌ مفقودةٌ مِن الأحجية؟

حينَها الفُضول الذي لَم يزُرني أعوامًا
سّيطر على عقلي في لحظَة.

لَيس حبًا فيها! بل لتنحَل العُقد التي تشابَكت في ذهني، لأستَطيع العَودة إلى حياتي مرتاحَ البال.

فأنا لن أتفهمها مطلقًا..
مهما بكَت وعلّلت.

اعتَدلت في جلوسي، متسعدٌ لسماعِ الكثير.
« وما هو السّبب القاهِر الذي دفعكِ للرحيل؟ أمي أخبرَتني بالفِعل، لكِن أتوقعِ منكِ تفاصيلًا أكثر »

صحيح. أخبَرتني أمي بالفِعل.
لكِن خشيتُ أنّها كذِبت؛ فلَم يكُن سببًا مُقنعًا!

إن اختَلف سبُبها، سأشعرُ بالأحباط لدفاعِ أمي الأعمى عنها.
وإن توافَق، سأشعُر بالإحباطِ كذلك؛ لعدم مسؤوليتها وضُعفها.

غاليَتي ✔️                                              حيث تعيش القصص. اكتشف الآن