#قصص_الأنبياء(٢)
#السيرة_النبوية
#الحلقة_مائة_وستة_وسبعون
#أحداث_السنة_الثامنة_من_الهجرة
#فك_الحصار_عن_الطائف_والرجوع_إلى_الجُعرانةاتكلمنا المرة إللي فاتت عن فرض رسول الله ﷺ الحصار على الطائف، وشوفنا بعض محاولاته لفتح الحصن لكن الحصن كان منيع وأهل الطائف عندهم أكلهم وشربهم إالي يكفيهم سنة وأكثر،
ورسول الله ﷺ مش هينفع يفضل في الحصار ده إلى أجل غير مسمى للأسباب إللي قلناها المرة إللي فاتت،
وفترة الحصار طالت جدا يعني رسول الله ﷺ قعد أربعين ليلة محاصر لحصن الطائف من غير أي فايدة🤷♂️
فاستشار رسول الله ﷺ واحد من أصحابه من أصحاب الخبرة العسكرية والرأي السديد،
لما تعرفوا اسم الصحابي إللي رسول الله ﷺ استشاره ده هتستغربوا جدا😅
الصحابي ده اسمه : 《نوفل بن معاوية الدَّيْلِي》
نسيتوه صح🤭
خلوني أفكركم بيه كده😁
نوفل بن معاوية ده هو زعيم بني بكر، القبيلة إللي دخلت مع قريش في صلح الحديبية،
وهو إللي قاد قومه لقتل خزاعة، وإللي كان سبب في نقض صلح الحديبية، وإللي دخل الحرم المكي واستمر في عملية قتل رجال خزاعة،
وإللي رد بالرد الكفري على قومه لما قالوا له: يانوفل إلهك إلهك، فقال لهم: يا بني بكر! لا إله لكم اليوم،
وإللي كان سبب في خروج رسول الله ﷺ إلى فتح مكة المكرمة وبعدين حنين، وبعدين الطائف،
سبحان مقلب المقلوب والله،
من شهرين ثلاثة بس نوفل بن معاوية الديلي عمل الجرائم دي كلها وبعدها أسلم وحَسُن إسلامه وانضم إلى الجيش المسلم وبقى مستشار أمين من المستشارين العسكريين لرسول الله ﷺ👌
واحنا وإن كنا نعجب من تحوّله من الكفر إلى الإيمان، ومن الغدر إلى الأمانة، ومن حِلفه لقريش إلى دخوله في الإسلام،
فالعَجَب كل العجب في موقف رسول الله ﷺ معاه،
رسول الله ﷺ معملش زي إللي القادة بيعملوه مع قادة الجيش المعادي بالقتل والإبادة والسجن والتعذيب، زي بنشوف في كل مكان،
لكنه وظّف طاقته في خدمة الإسلام، وده كان من عادته في كل حياته ﷺ،
ولو تفتكروا في سرية ذات السلاسل لما جعل عمرو بن العاص قائد السرية دي بعد ما أسلم بوقت بسيط،
فرسول الله ﷺ بلغ قمة الحكمة في التعامل مع الناس، وقمة الحكمة في إِنزال الناس منازلهم، وقمة الحكمة في احترام أرائهم واستغلال قدراتهم،
وهو يعلم ﷺ إن القوّاد إذا هُمّشوا وأُهملوا مش بس هتضيع قواتهم، لأ، ده ممكن يكونوا وبال على الأمة👌فلما استشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي يعملوا إيه في الحصار إللي طال ده، قال له معاوية:
"هم ثعلبٌ في جُحر، إن أقمتَ عليه أخذْتَه، وإن تركته لم يَضُرك"
يعني هو بيشبه أهل ثقيف بالثعالب، وده حقيقي ومشتهر عنهم وسط العرب، حتى إن عيينة بن حصن قال عنهم:
"إنهم قوم مناكير" يعني قوم أصحاب دهاء وفطنة،
ومعاوية بن نوفل بيؤكد إنهم ملهمش مهرب من الحصون دي لما قال:《إن أقمتَ عليه أخذته》
لكنه في نفس الوقت بيشير لأمر مهم جدا لما قال:
《وإن تركته لم يضرك》
الكلمة دي معناها إن شوكة ثقيف وهوازن خلاص اتكسرت ومعنوياتهم هبطت للحضيض، ومش هتقوم لهم قائمة بعد إللي حصلهم في حنين، فهزيمتهم في حنين انتشرت وسط العرب،
فهو بيقول لرسول الله ﷺ إنه لو صبر على الحصار هيوصل لمراده وغايته من فتح الحصن، لكن تضييع الوقت في حصارهم هيكون ضار بالجيش الإسلامي أكثر من ضرره بثقيف👌
فهنا قرر رسول الله ﷺ فك الحصار عن الطائف والانسحاب والرجوع لوادي الجعرانة إللي فيه الغنائم بعد ما شاف إن فعلا مفيش فايدة الحصار،
فأرسل رسول الله ﷺ إلى عمر بن الخطاب إنه ينادي في الناس ويقول: "إنا قافلون غداً إن شاء الله"
يعني احنا خلاص هننسحب وهنرجع بكرة لوادي الجعرانة،
لكن بعض الصحابة من المتحمسين اتضايقوا من قرار العودة وترك الطائف من غير ما يفتحوها، فقالوا:
نذهب ولا نفتح حصون الطائف؟!
يعني إزاي نمشي من غير نفتح حصون الطائف، فلما رسول الله ﷺ شاف كثرتهم ورغبتهم، احترم رأيهم وكان عايزهم يتعلموا الدرس بصورة عملية، فقال لهم:
اغدوا على القتال👌
يعني ما دام انتم عايزين تقاتلوا خلاص روحوا قاتلوا، فسمح لهم بالقتال في اليوم الثاني،
وخرج المسلمون للقتال، وفي اليوم ده بالذات أُصيب المسلمون بإصابات شديدة😅
ومع ذلك رسول الله ﷺ مقعدش يلوم عليهم ويقول لهم مثلا مش قلت لكم، ما كنتم تسمعوا الكلام من الأول بدل الإصابات إللي أصابتكم دي،
لأ، قال لهم بس:
《إنا قافلون غداً إن شاء الله》
والمرة دي محدش اعترض وقبلوا أمر رسول الله ﷺ واقتنعوا إن مفيش فايدة من القتال، وبدأوا في جمع حاجاتهم والاستعداد للرحيل بسرعة،
فلما رسول الله ﷺ شاف سرعتهم في جمع رحالهم قعد يضحك ﷺ😁
خلاص اتعلموا الدرس وعرفوا إن رأي رسول الله ﷺ هو الأصلح والأصوب👌
أنت تقرأ
❤السيرة النبوية❤
Historical Fictionإن شاء الله هنبدأ النهاردة السيرة النبوية، بقلم( إيمان شلبي) السلسلة دي تكملة لقصص الأنبياء، لأن السيرة النبوية طويلة وفيها تفصيل كتير فخليتها سلسلة لوحدها😉 وطبعا هيدخل معانا قصص القرآن يعني هنحكي قصص القرآن واحنا بنحكي السيرة، لأن القصص...