الفصل الثالث عشر

30 9 14
                                    

لا احد يبقى مثلما ما كان الجميع يتغيرون بتغير الايام ......

************************
الان وبعد كل ماحدث معها قررت الذهاب البدأ بحياتها الجديدة بعيدا عن والدها ونفوذه ، بعيدا عن كل مافعلته في ماضيها ، بعيدا عن اذيتها لرنا ، واخيرا بعيدا عنه فهي قد احست تجاهه ببعض المشاعر الخائنة لكنها نهرت نفسها بقوة فلا يحق لها ان تحب احد بعد كل ماحصل معها ابدا ...
نظرت له ولملامحه الجذابة حين ابتسم لها ببشاشة ليقول : انا اسف بجد على كلامي ليكي اول مرة شوفتك فيها بصراحة كنت متعصب من حاجات كتيرة ومكنتش في وعيي ، يعني عارف اني غلطت في حقك بس بجد كنت مضغوط اسف بجد مش عارف اقول ايه بس ، ابتلع ريقه ليتلعثم مكملا: وبصراحة انا كنت عايز انك تقبلي عزومتي عشان في موضوع مهم شوية وارجوكي مترفضيش ....

نظرت له بتوتر خائفة ان يراها احد من معارف والدها : انا اسفة بس مش عايزة حد يعرفني ، انت عارف ان معظم الناس بيعرفوني بحكم وجودي الدائم مع بابي

- لقد اصابت بما قالته لكنه يريد ان يحدثها بما يدور داخل عقله : طب ... عايز اتكلم معاكي اعمل ايه .

-نتكلم في مكتبك او في الفون مفيش مشكلة ..

-لا لن ينفع الحديث في الهاتف يريد ان يوصل لها كل مابداخله سيحدثها دون اية مقدمات ، دون اية حواجز ، فقط كل مايتحكم به هو مشاعره تجاهها او كما يصح القول شفقته تجاهها وتجاه نفيه ايضا : اوك هنتكلم في مكتبي ، بس هتسمعيني للاخر ومش هتقاطعيني ..

-شعرت انها قد تقع له بعد تلك النظرات التي شابهت الجرو اللطيف لذا قالت:انا معنديش غير عشر دقايق اسمعك عشان ميعاد طيارتي بعد ساعة ..

-لا لن يسمح لها ان تتركه وتسافر لقد تعلق بنظرات عينيها ،نهر نفسه ماالذي يهذي به لا هو لم يحبها هو فقط اراد ان يعيش معها حياة هادئة بعيدا عن ضغوط العمل ،وذلك الحادث المروع الذي اسفر عنه وفاة والديه ،وهذا ماجعله في حزن دائم  : طب هما كلمتين بس مش اكتر ارجوكي

-هزت رأسها موافقة اياه لتسبقه سريعا الى مكتبه ..

-مشى بخطوات متهادية يحاول جمع افكاره التي بقي لايام يستجمعها وينتقي اجمل العبارات التي قد تسلب قلبها لتوافق  لكنه يشعر انه قد نسي كل كلمة كانت في رأسه 🤦‍♂️، فتح الباب الذي يفصل بينه وبينها ليقابلها بابتسامة متوترة ردتها له بأخرى مرحة قائلة: ايه ياحضرة الظابط انت مش دقيق بمواعيدك ليه دا عيب في حقك كدا

-اسف بس كنت مشغول مش هعطلك انا هتكلم معاكي كلمتين بس ، ثم نظر لها يريد ان يستشف رد فعلها على ماسيقوله الان: انا بصراحة زي ماانتي عارفة انا عندي ٢٩ سنة وبشتغل ظابط ، كان حلم امي انها تشوفني عريس لكن ربنا ماردش انها تشوفني وماتت من فترة هي وابويا بحادث أليم كان فظيع بالنسبة ليا عشان انتي عارفة مكانة الاهل وكدا ، عشان كدا اول ماشوفتك قلت انك كويسة وجميلة من عيلة محترمة وميهمنيش حصلك ايه ابدا وتأكدي من دا ، اراد ان يظهر لها عدم اهتمامه بتلك الحادثة ليركز محور اهتمامها عليه شخصيا دون التطرق لاي شيء حصل لكلاهما لذا اكمل بحذر: وبعد اللي حصل من والدك وكدا انا تجرأت وقلت ليه لا ، انا محتاج حد اعيش عشانه وانتي زيي محتاجة حد جنبك يقويكي ويمد ايده في سبيل مساعدتك ، فقلت ليه لا انا لازم اعيش حياتي وانتي برضه لازم تعيشي حياتك ميصحش بنت زيك زي الفل تعيش مكتئبة وبعيدا عن كل اللي حواليها...

وانني في هواك هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن