وفجأة حدث كل شيء وكأن صاعقة اصابتها لتصرخ بانهيار واضح : لاااااااااااااا وتسقط مغمى عليها.
فيهب فازعا من مكانه راكضا اليهاحاملا اياها سريعا الى الداخل ويحاول ايقاظها بشتى الطرق وعندما استيقظت لم تكف عن الصراخ وترديد: بابا ماما لاماتسبونيش انا هعيش لمين بعديكم يارب وتبكي بكاء حار يمزق نياط القلب ،دخل لها آمرا الممرضة ان تعطيها مهددأ علها تنسى مامر بها ،والحقيقة ان احدى جاراتها قد اوصلت لهاخبر وفاة والديها بحريق في شقتهما ولم يستطع احد مساعدتهما .
نظر لها بحزن وخرج .
يالها من حزينة قد قُتلت فرحتها قبل ان تولد ،قُتل اعز الاشخاص الى قلبها والجدير بالذكر انها الان اصبحت وحيدة كما انها لاتعرف احدا من عائلة والديها لذا ستكون فتاة ضائعة تاركة امرها لربها عله يتدبره.
**************
مرت ايام وايام ولاتزال الى الان لاتريد الحدديث الى احد فقط تريد النوم والنوم
اشفق عليها بحق لم يرد ان يحصل هذذا معها لكن ماعساه ييفعل هذه مشيئة الله سبحانه وتعالى ،،تنهد بتعب ودخل غرفتها ليجدها مثل كل يوم شاردة حزينة فقال: ازيك يارنا
-لم تنطق بحرف واحد بل اومأت برأسها
-كنت عايز اتكلم معاكي بحاجة ومش عارف ابدأ منين
-جذب تلعثمه انتباهها فتنظر له قائلة: اتفضل انا سامعاك
-بصراحة انتي عارفة ان المستشفى دي بتاعتي وانها مجانية بس انتي بقالك كتير هنا وفي مرضى بحاجة الاوضة دي انا اسف بس انت لازم تروحي من هنا او انك تشتغلي زي اي حد هنا يعني انتي عارفة بقا
-ذهلت من كلامه لتقول: بس انا مش هعرف اعمل حاجة يعني دا شيء صعب عليا والله.
-صاح بها بغضب لتنتفض من مكانها: اسمعي انا فهمتك بالادب ومعاكي لحد بكرى فكري كويس فاهمة دا مستشفى مش اوتيل ،وخرج صافعا الباب خلفه بقوة .
اما عنها فقد شعرت انها اصبحت ضائعة أنى لها الذهاب الى اي مكان وهي لاتستطيع التحرك خطوتين فهي لاتعرف اي شيء هنا ،ضمت نفسها بحماية وقالت باصرار: هو صحيح ان اهلي اتوفو وانا مش قادرة اعمل حاجة غير العياط بس لا لازم اشتغل اي حاجة عشان ارجع مصر ومن دلوقتي هنزل ادور على شغل وهدفع لطارق خلاص يارب ساعدني يارب.
ارتدت ملابسها وانطلقت كي تبحث عن عمل لتتلقى الرفض لعدم حصولها على اية شهادات ،لتمضي اليوم بأكمله ولم تجد عملا بعد فتعود الى المشفى حزينة لكنها لم تيأس وقررت البحث عن عمل مرة اخرى
في اليوم التالي ذهبت لتبحث ايضا حتى وجدت عملا في احد محلات بيع الالبسة فتدخل الى البائع قائلة: السلام عليكم
-وعليكم السلام والرحمة والاكرام اهلا يابنيتي جوليلي طلببك
-شكرا لحضرتك بس انا كنت عايزة اشتغل وشوفت انك كاتب عايز حد تشغله
-ايوه يابنتي وصلتي اني بدي حد يشتغل عندي عشان زي ماانت شايفة المحل مليان واني كبير بالعمر ومش بجدر اعمل كل شي لوحدي
- لا ياعمو ماشاء الله حضرتك زي الفل ربنا يخليك وانا كنت عايزة اشتغل هتشغلني
-والله يابنتي انتي تشرفي وتآنسين بس شنو السبب اللي يخليكي تشتغلي وانتي طفلة عاد
-غصة ابتلعتها حتى لاتنهار قائلة بمرارة: مفيش ياعمو بس الصراحة اهلي متوفيين وانا قاعدة في مستشفى وصاحب المستشفى عاوز فلوس وانا معيش
-واه واه يابنتي الله يرحمهم ،خلاص انا هشغلك عندي من دلوجيت والفلوس اللي عايزاها تاخديها
-شكرا لحضرتك بجد، ممكن تعرفنيي هبدأ من الساعة كام وهخلص ايمتا
-من الساعة اتنين حتى الساعة عشرة المسا
-بس دا مش كتير
-لا مش كتير احنا عندنا الناس بتنزل تتسوج باليل
-طب اوك ماشي شكرا لحضرتك انا هبدأ من دلوقتي.
جلست معه حتى علمها كافة الامور الكبيرة والصغيرة ، لتكمل العمل حتى جاء احد الزبائن قائلا: السلام عليكم
-ردت بابتسامة تعذبت لاخراجها: وعليكم السلام اتفضل حضرتك
-كنت عايز كدا حاجة لخطيبتي على عيد ميلادها ومش عارف هي ايه ممكن تساعديني
-طبعا حضرتك، وبدأت اعطاءه مجموعة من الامور التي نالت اعجابه حتى ذهب واتى اخرين كثر .
عادت ليلا منهكة متتعبة لاتقوى على رفع قدمها عن الارض لتنام بعمق شديد.
________________
بينما لدى وليد كان يجلس في احد الفنادق يخطط لماسيفعل في الايام القادمة لكنه الى الان لم يجد حل واضح يمكنه من السير عليه ،والغريب في الامر ان جدته لم ترسل احد يطارده كالعادة ولكن لماذا ؟؟ ايعقل انها تخطط لشيء ضده ياترى
تنهد وقال: مش عارف هعمل ايه معقول يعني افضل كدا وفلوسي هتخلص كمان شوية بس مش عايز اطلب من جدتي لتلمع فكرة برأسه : احسن حل اني ادور على شغل صغير استر فيه نفسي وبعدها ربنا يفرجها من عندو .
************
استيقظت رنا على صوت المنبه لتقوم بكسره بانزعاج شديد فلم تكتفيي بعد من النوم لكن عليها الذهاب للعمل .
دخل طارق لها بعد ان شعر بخطأه تجاهها واراد ان يصلحه ليقول بينما هي ترمقه بغضب: انا مش عارف اقول ايه بس بصراحة مكنتش عارف بقول ايه كنت متعصب جامد وانتي منهارة فجأة مش عارف حصلي ايه اسف بجد
-نظرت له ننظرة تقيمية وهي تستشعر كذبه عليها لتتقول: لا خلاص مفيش مشكلة انا كنت عارفة انك متعصب عشان كدا مزعلتش منك
-ابتسم لها قائلا بتردد: كنت عايز اتكلم معاكي في موضوع صغير
-اتفضل
-بصراحة انا عايز اتجوزك
-قالت بصدمة: نعم ....
-اعاد ماقال: عايز اتجوزك
- قالت وكأن عقلها قد توقف عن التفكير :يعني ايه الكلام دا
-اعاد بمنتهى البساطة: عايز اتجوزك ايه الغريب في كلامي
-انت اكيد مش فاهم معنى كلامك ازاي يعني عايز تتجوزني واصير مراتك كدا
-ايه مالك عايز اتجوزك هو انا قولت حاجة مش مفهومة او غلط
-ليه عايز تتجوزني مثلا
-اولا انا بقيت تلاتين سنة وبدور على عروسة وملاقيتش حد مناسب اكتر منك تانيا بحب البنات اللي زيك وكدا
-قالت برفض:انا اسفة مش هضيع مستقبلي عشان جوازة
-بس دا مش تضييع مستقبل انتي هتعيشي معايا وتكملي دراستك عادي
-شكرا بس مش هقدر اوفق بين البيت والدراسة سوري
-غضب منها فمن هي لترفضه ليقول : اسمعي انا مابيتقاليش لا فهمتي
- قالت بتهكم :ايه وليه بقا
-انا الدكتور طارق ومفيش بنت رفضتني ومش هتيجي وحدة زيك ترفضني
-من شوية كنت احسن بنت ودلوقتي بقيت مسواش يعني
-لا مش كدا بس مش ترفضيني وانا بحياتي مااترفضتش
-عادي يعني فيها ايه
-خلاص مفيش بس كنت هقولكك حاجة تانية ،
-اتفضل
-الاوضة دي عايزينها يعني بعد يومين من دلوقتي هتكون مرتبة ونضيفة ومفيهاش اثر ليكي فهمتي بقا
-قالت باستنكار وقد تعجبت للغته الفظة بعد ان كان رقيقا يحادثها بهدوء: نعم قولت ايه بس انا بدفعلك كل شهر ليه عاوز تطردني
-الدفع بتاعك قليل جدا مش بيكفي ابدا عايز كمان
-طب هجيب منين وانت عارف شغلي ايه
-مش عارف ودا شيء ميخصنيش ابدا
استدار ليذهب رامقا اياها بنفور شديد تعجبت له.
_________
ذهبت الى عملها ليقول لها البائع: انا مش مشغلك عشان تجي بوقتك المناسب انتي هني بشغل فهمتي
-حاضر انا اسفة بس كنا بلم هدومي
-هدوم ايه يعني هدوم
-يعني الملابس بتاعتي
-ايوا هسا فهمت يابنيتي بس اش صاير معاكي
-مفيش بس كنت هسأل حضرتك على ي فندق صغير كدا على قد فلوسي
-لاااا انا مش بسمح بكلام كدا اتي هتقعدي مع حرمتي والولاد
-لا ياعمو انا هقعد في فندق عقبال ماارجع مصر
-لا مايصحش ابدا يابنتي افهمي بجا اتي هني مش عارفة حاجة فهمتي وبعدين نسيت كنت عايز اقولك حاحة بس ايه هي مش عارف ليفول فجأة : اه فتكرت بجا هو في شخص هيشتغل معم
-مين الشخص دا
-في شخص محترم هيشتغل امعاكي
-اوك تمام
-قدم وليد ليتعرف عليها قائلا: اهلا ياانسة انا وليد
-ابتسمت مجاملة لتقول: وانا رنا
وبدأ الاثنان بالعمل وسط صمت خيم عليهما ، لكن فجأة يقع كوب الماء على وليد فينتفض من مكانه صارخا بها: هو انتي عامية ولا ايه هاتي مناديل بسرعة
-اعطته مناديل لتقول له: اسمع انا مسمحلكش تهزأني عشان انا هنفخك فهمت
-هتعملي ايه مثلا
-قالت بتحدي: لما تعمل حاجة تانية هوريك نجوم الضهر
-لا خوفت جدا منك
-والله كدا ولا مش عاجبك
كاد ان يرد لولا ذلك الصوت لذي قال: انت تخرس خالص دي اللي تتكلم فهمت.
_______________
هاي ياحلوين
اشتقتولي متل مااشتقت لكم بصراحة مخي كان واقف ووكنت مكتئبة لهيك اسفة عالتأخير بس والله هيك طلع معي وانشالله الخميش الجاي احلى فصل لعيونكم
ادعولي الله يريحني الهي💔🥺 يارب ❤
أنت تقرأ
وانني في هواك هائمة
Ficción Generalغازلتها فتبسمت، فرمى الفؤاد بحبها يبغي وصالاً، لا يريد سواها، هلّا عرفتم من تكون حبيبتي؟ ومن التي لبس الفؤاد رِداها، قال هذه الكلمات ناظرا للسماء ويشتكي منها . اما انت قيدتني بك حتّى وإن لم تكن موجوداً، أستشعر طيفك معي مهما كنت بعيداً تضيق بي الدنيا...
