الخاتمة ٢

71 6 16
                                    

النضج مؤلم ..
والتغيير مؤلم..
ولكن ليس هنالك مااشد ايلاما من بقاءك عالقا في مكان لاتنتمي له..

***********************
مد يده يحاول تلمس وجهها بخفة كي لا يفزعها ، لكنه حقيقي فعلا شهق بعنف ووجهه تحول لالوان الطيف السبعة كيف اتت الى هنا او لما اصلا قد تأتي ، من المؤكد انني في حلم جميل ..

اقتربت خطوة بعد خطوة نحوه ليبتعد من فوره الى الخلف قاصدا ان يريها عدم رغبته في قربها ذاك ، ارجعت يدها بقليل من الاحراج وقد بدأ وجهها بأخذ الوان متعددة ..
قاطعها قبل ان تبدا قائلا بحدة : ايه اللي جابك هنا ياانسة ، انتي عارفة ان هنا مكان عمل وغير مسموح بالزيارات الشخصية عشان كدا لو سمحتي انا مش فاضي..

-تبا لك ايها الحقير اتظن انك بهذه الكلمات ستبعدني ام ماذا ؟! تنهدت بقلة حيلة لتقول بكبرياء: انا عارفة كويس ان هنا مكان عمل عشان كدا انا جيت وعايزاك تسمعني للاخر مش انا اللي اتطرد ، لو سمحت خليني اكمل للاخر وبلاش مقاطعة ومش هاخد من وقتك الا شوية بس ..

-هز رأسه مرفقا اياه بإيماءة باردة لتبدأ حديثها بينما تتنحنح : انا عارفة ان اسفي مش هينفع وهيكون ع الارض عشان كدا انا كنت عايزة اقولك اني بجد ندمانة على كل حاجة قولتها بحقك ، بس انت هتعذرني لو عرفت اني كنت بروح لدكتور نفسي وكنت بتعالج في الفترة نفسها اللي قولت فيها الكلام دا ، ثم اكملت بخجل لتشابك اصابعها مع بعضها بتوتر : انا اعجبت فيك بصراحة وكنت خايفة اقولك دا خفت بجد من رفضك ليا وخاصة ان سبق وفي حد اغتصبني يعني انا مش قادرة اتقبل دا لانك انت انسان ناجح ومهم لكن انا مليش لازمة بس بعمل مشاكل واهلي بيطلعوني منها زيي زي اي بنت مدللة ووالديها عندهم نفوذ وكدا ، بس انا فوقت على حقيقة مرة بعد ما رموني في المصحة واتبرو مني تخيل يعني اقرب الناس ليك تسيبك لوحدك وهما عارفين انك ضعيف وملكش حد و الكل بيكرهك علشان انت بتعمل حاجات مش كويسة ، امتلأت عينيها بالدموع اكثر واكثر : انا مكنتش حاسة بوقع كلامي عليك وانه جارح بجد بس للاسف قولته من خوفي انك تسيبني لكني طلعت متعلقة بيك ومقدرتش انساك ، ساعتها قررت اني لازم اتكلم مع حد وفعلا حجزت عند دكتور جديد عرفنيي اني كنت بنكر كل احساس تجاههك وكله من خوفي انك تسيبني زي الكل ، انا... قاطعها حينما اندفع لها يعانقها بقوة ضاما اياها اليه وكأنه يريد ادخالها في ضلوعه ، شهقت بعنف بينما هو لم يتركها ولو للحظة شاعرا بقلبه ييتمزق اثر تلك الدموع التي تنزلق من عينيها لتطبع اثرها على بدلته ، قاربت على الهستيريا من كثرة بكائها وانتفاضاتها بين يديه..
حاول مرارا ابعادها عنه حيث انه كان يهدئها بكلمات رقيقة بين الحين والاخر حتى واخيرا هدأت قليلا وغفت بين احضانه بسلام ..

**********************
انها اللحظة التي انتظرها لايام عديدة حيث انها واخيرا ستصحو💃💃 اخيرا سيرى عينيها تلك التي تشع براءة لكن مايقلقه حقا هو ان تبغضه او ان تكرهه ، ايعقل هذا ياترى ...
اخذ في التفكير بكل شي قرأه وكل ماسمعه من الاطباء جعله محتارا فيما سيحصل بعد كل هذا ..
اقترب رويدا رويدا من سريرها لقد كانت تنظر الى السقف بشرود بينما هناك ابتسامة بلهاء تعتلي شفتيها ، تنهد بقوة واقترب منها  بخفة ، حولت نظرها فجأة نحوه واشارت له بالاقتراب وماان اقترب منها حتى جذبته في عناق قوي لا يعلم من اين اتت بهذه القوة 🤷‍♀️

وانني في هواك هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن