الفصل الخامس عشر

71 15 2
                                    

وقفة
هو ايه الاسوء أننا نعرف أننا في خطر و مش عارفين هنعمل ايه ولا أننا نبقى يعيشن عادى ومستنين القدر وحكمته . زى الإنسان اللى عارف أنه هيموت بس مش عارف امتى لان الموضوع بيد الخالق - سبحانه وتعالى.
فالسؤال هنا هتختار تعرف ولا تفضل عايش حياتك عادى . بس اللى متاكده منه انك فى الحالتين هتبقى بتتمنى العكس . انت مخير ما بين المعرفه والجهل ، بس انت مسير فى مواجهة العواقب .

امل وسهام نزلوا من العربية ودخلوا البيت وهما مش عارفين هيعملوا ايه ؟؟ وهل ده خطر عليهم ولا لاء؟! الأسئلة كتير بس فين الاجابات .
امل : هنعمل ايه دلوقتى؟ أنا حقيقى تعبت .
سهام : مفيش مفر لازم نجيب السلاح والفلوس اللى فى المخزن و نخلص بقى .
امل : صح ، طب بالنسبة لعم خالد ايه اللى هيحصلوه؟
سهام : مش لازم كل حاجة نشيل همها سيبيها لوقتها .
امل : طيب ، بس بكرا احنا هنروح عند سهى باى طريقة .
سهام : طيب ، بس أن مش فاهمة انتى عايزه تروحلها ليه ؟
امل : اصل الكل طلع عارف عن حياتى اكتر منى !
سهام : مش فاهمة قصدك ايه فاهمينى ؟!
امل : سهام مش مهم .
سهام بصت باستغراب بس سكت وعدت الموضوع كده كده هتعرف .
تانى يوم .
امل : أنا وصلت لعنوان سهى أنا ماشية .
سهام : ماشية مش قولتى اننا هنروح مع بعض !
امل : أنا قولت كده ! يبقى نسيت، لا هروح لوحدى ، خلى بالك من نفسك .
سهام : والله طيب ، سلام .
امل : سلام .
امل وصلت لبيت سهى .
دقت الباب لحد ما فتحت الباب .
سهى : ايه ده امل ! ازيك يا أمل .
امل : الحمد لله بخير . عامل ايه يا طنط ؟
سهى : الحمد لله بخير . تعالى ادخلى .
امل : شكرا . أنا جاية علشان كنت هسأل عن ماما .
سهى : خير ، ايه اللى عايزة تعرفيه ؟
امل : هى وعادل .
سهى اصدمت و اتوترت .
امل : ايه يا طنط ! وشك اصفر ليه كده !
سهى : لا مفيش . أنا مش فاهمة قصدك ايه ؟!
امل : طنط أنا عيشت فى الغاز من يوم وفات اهلى وكل يوم اتصدم انهم اوحش ، وانا هنا علشان اكمل الصدمة مش علشان ابقى فى نفس المتاهة .
سهى مكنتش عارف هتعمل ايه بس قررت أنها هتقولها : عايزة تعرفى ايه بالظبط ؟
امل : من الاول خالص من اول يوم عرفتى فيه ماما .
سهى : امك وعادل كانوا جيران و كأي قصة حب بتنتهى برفض الاهل لعادل علشان مستواه . فالوقت ده انا اتعرفت على أسماء . وطلعتها من الحالة اللى كانت فيها .
واتقدم لاسماء عبدالله شاب جامعى من عيلة محترمه غنى مثقف شاب ما يتعايبش الصراحة . و اسماء بدأت تحبه من اهتمامه بيها و حبه اللى واضح واتجوزوا عن حب .
امل : ونست عادل بالسهولة دى .
سهى : ده اللى كنا فكرينه . بس بعد ما خلفتك و كبرتى وبقيتى كبيرة فى بداية المرحلة الثانوية اعتقد . جات وحكت لى أنها شافته وكل مشاعرها اتجاهه رجعت كأنها لسه معاه.
امل : اه عرفت . طيب وانتى مستغربتيش ايه اللى يجمع بابا وعادل .
سهى : طبعا واقعد اون عليها لحد ما اعرفت أنهم بيشتغلوا مع بعض . بس انتى عرفتى منين ؟!
امل : مش مهم عرفت ازاى . المهم كملى .
سهى : بعد فترة اسماء جات قالتلى أنهم طالعوا بيشتغلوا فى السلاح . وأنها مش عارفه تعمل .
امل : ايه إللى حصل ؟!
سهى : واجهتهم.
امل : الاتين مع بعض !
سهى : لا طبعا ، كل واحد لواحده . وبعد كده اتطورت علاقتها مع عادل .
امل : اتطورت ازاى يعنى .
سهى : دخلت معاه علاقة .
امل باستحقار : خائنة يعنى .
سهى : اه خائنة .
امل : طيب هو انتى صاحبة بجد .
سهى : مش فاهمة قصدك ايه ؟!!
امل : قصدى يعنى مفهوم الصحوبية عندك ايه بالظبط كده . يعنى مش المفروض الصحابة ترشد وتنصح وتنهى . انتى عملتى ايه بقى .
سهى : هو محدش قالك انى حاولت امنعها بش فشلت .
امل باستحقار : فشلتى !! كملى كملى .
سهى : احترمى نفسك يا امل ، انت ازاى تكلمينى بالطريقة دى .
امل : بصى من الاخر كملى وانا نمشى ومش هتشوفى وشى تانى لانى معنديش وقت الجدال .
سهى : حقيقى انتى مش متربية .
امل ببرود : طيب كملى بقى .
سهى بعصبية : طيب . وبعد كده بفترة اسماء بعت رسالة ليا بتقولى أنها حاسة أن عبدالله كشفهم . ومش مطمئنه خالص . وحقيقى فى النفس اليوم اللى عملت فيه الحادثة كانت بتقولى أنها خايفة من عبدالله وبتحاول تكلم عادل ومش بيرد .
امل : ها كملى .
سهى : لا معرفش غير كل ده .
امل : اوووف . طيب سلام .
امل ما صدقت خرجت من البيت . كانت صدمتها فى امها كبيرة اوى لدرجة أنها اصلا مش مستوعبة كده
المشاعر عمرها ما بتموت هى ممكن مع الوقت ندفنها فى الظلام بس فى الاخر الصدفة هى اللى بتاجى وطلعها للنور . احنا بنبقى فاكرين أنها ماتت ودفنها بس فى الاخر بيطلع أن احنا اللى دفنا نفسنا فيها . انك تتخطى مشاعر طول عمرك بتحلم بيها مش سهلة الصدفة اصعب لانك بتتحط فى موقف صعب انك تشوف اللى راح رجع .
الاصعب بالنسبة لينا النسيان مش الكل بينسى وكمان مش الكل بيسامح فى الناس طول عمرها عائشة أن الدنيا وردى وفى ناس شايفها سودا وفى ناس شيفاها يوم حلو ويوم وحش كل الظروف دى بتأثر عليك انك تقدر تسامح وتنسى ولا لاء ، لازم اقف وأحط حد أنا مش هسامح مش هنسى أو أنا هبدا من الاول .

الصحبة اللى كلنا بندور عليها لانها بتبقى حقيقى الحب الحقيقى فى حياتنا . انك تلاقى صاحب يبقى اخ يبقى معاك عمره ما هيسبك هو ده الإنجاز الحقيقى . بنسمع كتير مقولة " الصحاب مش بالعدد " نقف ثانية أنا ممكن يكون عندى صاحب ويطلع عدو . وممكن يكون عندى صحاب كتير حابيتهم وحابونى . مكنش شرط واحد أو اتنين وممكن العكس انك تبقى بتتعب وتحاول انك تساعدهم وفى الاخر مفيش غير اتنين . الناس معادن مش كل الأهالى ملائكة ومش كلهم شياطين .
الحذر هو الفاصل بين الغلط والصح . مش كلنا نقدر نتحكم فى تصرفاتنا كلنا بنغلط بس مش كل الغلطات بتتقبل ، فى غلطة بناجى عندها ولازم نقول لاء أنا مش هقبل اكتر من كده لانك لو عديت الغلطة دى هتبقى مجرد حيوان لانك ساعتها هيبقى عندك مخ و مفيش عقل زيك زى الحيوان . ده الحيوان بيعرف عدوه أما الإنسان بيقع فى الغلط الف مرة ومع ذلك بيكابر .
الصحاب دائما بنختارهم غلط ونروح ندور على غيرهم ونحكى ونشكى وناخد الالم ونعيد تانى كأنه شريط ادمناه من كتر ما سمعناه .

عزيزى القارئ الحياة ليست جهنم ولا أيضا جنة أنها ما تظنه انت. انت القادر على تحويلها الى الجنة أو الى النار فلا تلوم غير نفسك . ولا تضع نفسك فى هذا الموقف اختر الصح حتى لو فى تضحية بس هتنول .

للسلاح شياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن