الفصل الثالث

10 0 0
                                    

هزائمنا في الحب لا تنته أبدا بمجرد الانفصال بل تظل عالقة في مكان خفي بالقلب وفادي كان ولازال هزيمتي الكبرى حبي له لم يكن شيئا عاديا سأستطيع نسيانه بمرور الزمن وها قد مر عشر سنوات منذ افترقنا ولازلت أحزن كثيرا لما آل إليه حالنا ربما استطاع هو تجاوزي ونسياني لكني أنا وحدي فقط ظللت عالقة في هذا اليوم وفي ذكرى هذا الحب حتى بت أسأل نفسي كل يوم ماذا لو لم تمُت سارة في هذا اليوم ترى كيف كانت ستكون شكل حياتي بالطبع كانت ستصبح أفضل من الآن كنت سأكون أنا زوجة لفادي بدلا من تلك التي أصبحت معه وكنت سأصبح أما لهؤلاء الصغار الذين صاروا أولاده كلمة" لو" تفتح أبوابا من العذاب في وجه من فكر فيها وأنا للأسف أعيش بداخلها
جاءت أخت أكرم بعد الوفاة بأسبوعين لنا وأخبرت والدتي بما أثار البيت كله وقلبه رأسا على عقب فقد حدثت أمي بكل صراحة وأوضحت لها أن أكرم في حيرة شديدة إزاء الوضع الجديد ،الأولاد في حاجة لمن يعتني بهم وهو مضطر للسفر ثانية ولا يعرف ماذا يفعل كما أخبرتها بأن زوجها لا يرحب بفكرة استضافة الأطفال عنده لرعايتهم هنا تدخلت والدتي وقالت :وهل أخبركم أحدنا أننا لا نريد أولاد سارة ،هم في أعيننا دعي أخاك يسافر وهو مطمئن البال من ناحيتهم لا نحتاج إلى توصية على جزء منا
استفاضت علية أخت أكرم في الحديث وقالت :أعلم يا حبيبتى أنتم ونعم الناس ما رأينا منكم إلا كل خير ولكن أكرم يريد أخذ الأولاد معه تعلمين أنه يسافر مدة طويلة ويرى أنه لم يعد هناك مجال لأن يعيش الأولاد بعيدا عنه خاصة بعد وفاة والدتهم ليس من المعقول أن يحرموا من والدهم أيضا كان الأمر مقبولا حينما كانت سارة رحمة الله عليها حية بيننا لكن الآن يرى أن الوضع أصبح مستحيلا ويجب أن يسافر الأولاد معه .
قالت أمي : ومن سيرعى الأولاد حين يسافر بهم وخاصة الصغيرة تحتاج رعاية كبيرة لن يقدر هو عليه بمفرده
تدخلت عليه حينها وقالت هنا مربط الفرس لن يستطيع أن يرعاهم بمفرده ولا يوافق أن يتركهم ويسافر وليس له عمل هنا يوفر لهم تلك الحياة الكريمة التي اعتادوا عليها
قاطعتها أمي وقالت لا داعي لكل تلك المقدمات ولتدخلي في حديثك بشكل مباشر ولو أني قد فهمت ما ترمين إليه بوسع أكرم الزواج كما يشاء ليس من حق أي منا الحديث في هذا الأمر ولو أني كنت سأتخيل أنه سيحتاج إلى وقت أطول من هذا ليتكلم في هذا الأمر وإذا فعلها فإن الأولاد سيبقوا معنا لن نسمح أبدا بأن تربيهم زوجة أب نحن في كل الحالات أولى بهم
قالت ولهذا جئت إليك الآن وأكرم لم يتحدث في هذا الأمر كل ما حدث أنه أخبرني أنه يريد أن يأخذهم  معه وفي نفس الوقت في حيرة كيف سيتدبر الأمر وأقصى ما وصل إليه فكره أن يقوم بجلب جليسة أطفال لهم لكن أنا من سيطرح عليك ما ارتاح له قلبي بمنتهى الصراحة أكرم رجل وسيحتاج أن يتزوج عاجلا أم آجلا وأي امرأة سيتزوجها مهما كان طبعها  ستكون في نهاية الأمر  مجرد زوجة أب لن تحب الأطفال مثل أمهم وأولاد أكرم طال الوقت أم قصر سيأخذهم لهذا جئت أعرض عليكم أن يتزوج أكرم بسديم لن يعتني بالأطفال أحدا أكثر من خالتهم وكلنا قد علمنا أن سارة قد عهدت إليها برعاية صغارها
انتفضت والدتي من حديث علية وقالت : ما هذا الهراء سديم لن تتزوج بأكرم هل أطلب من ابنتي ترك خطيبها وحياتها بأكملها والتضحية بكل هذا ؟
بالطبع لن يحدث أيا من كل ما حدثتيني به
قامت علية وقالت لم أكن أعرف أن سديم قد تمت خطبتها لم نسمع بهذا الأمر
ردت والدتي وقالت ليس من الضروري أن تعرفي كل شيء عنا كفانا ما نحن فيه يا علية وسأعتبر نفسي لم أسمع اي شيء ولن يفتح هذا الموضوع مرة أخرى هو غير قابل للنقاش من الأساس لم أتعامل مع أكرم من قبل على أنه زوج ابنتي بل كنت أعتبره دوما الولد الذي لم أنجبه أما الآن فهو مجرد زوج سارة رحمة الله عليها ووالد أطفالها. فهمت علية من أمي أنها تطلب منها المغادرة قالت حسنا سأرحل ولكن فكري جيدا في عرضي أرى أنه مناسبا جدا في وضعنا الجديد وصدقيني أكرم لا يعرف عنه أى شيء ولكني متأكدة أنه سيوافق عليه لو وافقتم أنتم لأن مصلحة أولاده أهم من أي شيء ومن مصلحتكم أيضا أن يتربى أولاده على يد ابنتكم الثانية
تقدمت أمي حينها ناحية الباب وفتحته  وقالت لها دعينا نراك مرة أخرى يا علية شرفتنا زيارتك ....(يتبع )

#رواية
#سديم
#منى_وهبه

سديم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن