الفصل الرابع

10 0 0
                                    

ربما ظنت أمي وقتها أن موضوع علية انتهى عند هذا الحد ولكن الحقيقة أنه كان مجرد حجر حرك الماء الراكد حتى هاج وصار موجا عاتيا لم يبتلع سواي فقد قصت على أخيها ما بدر منها وبالطبع غضب أكرم من اقتراحها وألقى عليها اللوم لأنها ذهبت دون معرفته وطلبت من أمي هذا الطلب .
اعتذرت علية لأخيها فطلب منها أن تذهب معه لكي توضح حقيقة الأمر وتعتذر لأمي كان يشعر بالحرج من والدتي وبم ستفكر لم يمض على الوفاة أكثر من أسبوعين وزوج ابنتها يريد الزواج مرة أخرى وليته كان من امرأة أخرى غريبة بل من ابنتها الثانية
كان الأمر قد وصل إلى مسامع أبي عن طريق والدتي التي قصت عليه ما حدث وظنت أنه سيثور ويوبخ أكرم لكن صدمت أمي حين التزم الصمت وبدا وكأنه موافقا على ما تحدثت به علية لكنه لم يعلنها صراحة أمامها .
كنت في هذا الوقت أجلس بالأطفال في غرفتي التي كنت أتشاركها مع سارة قبل زواجها كنت حينها صغيرة أصغر من سارة بعشر سنوات كاملة فكانت تعاملني على أني ابنتها ولست أختها كنت أنظر إلى فراشها الذي ظل على وضعه منذ باتت آخر ليلة لها في بيتنا ورحلنا في الصباح الباكر إلى المشفى لكي تلد الصغيرة سارة ، تلك الغرفة التي احتوت على ذكريات كثيرة جمعتني بها صارت ملاذي الآمن بجانب صغارها جاء أبي وطرق باب غرفتي وأخبرني أن أخرج الصغار لأن أباهم وعمتهم بالخارج هززت رأسي وقلت لأبي حسنا
خرجت أحمل سارة ووجدت علية وأكرم في حالة غريبة لم اعتد عليها من قبل تركت سارة في يد عمتها وذهبت لأحضر لهم واجب الضيافة فوجدت أمي تبكي بشدة فاقتربت منها وقلت ما بك يا أمي هوني على نفسك قليلا سارة حية في قلوبنا ولن ننساها أبدا فاحتضنتني أمي وزاد صوت نحيبها استأذن أبي من أكرم وأخته وقال لأمي: أكرم يريد أن يتحدث معك .
أشاحت أمي بوجهها وقالت : لا أريد الحديث معه أو مع غيره
كنت أشعر ببعض الغرابة مما يحدث فأكرم كان مقربا جدا لقلب أمي ومن المستحيل أن تتحدث عنه بهذه الطريقة إلا لو فعل مصيبة
اقترب والدي منها وقال : أنت مخطئة يا سعاد لا يصح أبدا أن يأتي إلينا ونعامله بهذا الشكل حتى لو ضايقك ما أخبرتك به أخته فإنها كالغريق الذي يتعلق بالقشة وهذا أفضل حل من وجهة نظرها اسمعي من أكرم يبدو أن أخته قد أخبرته وهو غير راض عن فكرتها لهذا يطلب مقابلتك
هنا تدخلت قائلة: لا أفهم أي شيء ما الذي حدث وأي فكرة تلك التي أخبرت علية بها والدتي جعلتها في هذا الوضع ؟
فرك أبي ذقنه بيديه وقال لا أعرف كيف أخبرك بالأمر يا سديم لكن علية جاءت اليوم وعرضت على والدتك أن يتزوج منك أكرم لكي يستطيع رعاية أولاد سارة والسفر بهم وقلبه مطمئن
وضعت يدي على فمي وشهقت من الفزع قلت أنت تمزح يا أبي أليس كذلك؟
في استهجان امتعض وجه ابي وقال وهل هذا وقت مزاح يا سديم وهل في هذه الأمور يجوز المزاح ؟
دارت بي الدنيا من الصدمة التي تلقيتها حينها كيف يحدث هذا وكيف يخطر ببال أكرم أو علية هذا الأمر أعتبره دوما أخي الأكبر كان في نفس عمر سارة وكنت أحترمه وأقدره كثيرا ولكن ما لم يخطر ببالي أبدا أن يفكر بي هكذا هل يطلب الزواج أحدهم ممن كان يعتبرها أخته؟
هزتني أمي بقوةوقالت لا تخافي يا سديم نحن لسنا جهلة لنفعل بك هذا لن نجعلك تضحي بحياتك  وخطيبك من أجل أي شخص حتى لو كانوا أولاد سارة بالطبع  أنا حزينة على ما سيحدث لهم بل أكاد أموت قهرا بعد سماع خبر عزم  أكرم على الرحيل بهم إلى الخارج ولكن حياتك ليست مقابلا لحياتهم لهم الله إن أصر هو على موقفه .

زادت صدمتي حين علمت بأن أكرم سيأخذ الأولاد للخارج فقلت وسارة ؟
قالت أمي بالطبع ستكون معه هو في الأخير أبوها ولن أستطيع حرمانه منها كنت أتخيل أنه سيترك الأطفال معنا وسيسافر هو لكن أخته أخبرتني بأنه يريد أخذهم حتى لا يعيشوا بدون أب وأم وهذا ما لم نضعه في الحسبان أبدا
قلت لا أطيق الحياة بدون سارة هى في حاجة ماسة لي لن يستطيع أي شخص غيري رعايتها .

هنا تدخل أبي وقال ولكنك ستتركيها عاجلا أم آجلا لا تنس أن زواجك تحدد بعد أشهر قليلة و فادي سيسافر بك إلى الخارج من سيرعاها حينها
قلت سآخذها معي .
قال أبي ومن سيوافقك على هذا الهراء ؟ لا أكرم سيقبل أن تبقى طفلته معك تتربى مع رجل غريب ولا فادي بكل تأكيد سيرضى بهذا الوضع .....(يتبع )
#رواية
#سديم
#منى_وهبه

سديم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن