الفصل الثامن عشر والأخير
قامت لين وقالت اخبري جدي و جدتي أنك ستذهبين معي لبيت أبي لأن سارة مريضة وأنا سأتحدث مع أبي قبل أن تصلوا إلى البيت
أمسكت يدها وقلت أخاف أن يغضب عليك والدك
ربتت على يدي وقالت لا تخافي ليس هناك أحن منه في تلك الدنيا أنت لم تعرفيه حتى الآن
هززت رأسي في يأس وقلت كنت حمقاء للغاية يا لين
أخبرت أبي وأمي أن سارة مريضة وتحتاج إلى نظر لي والدي وقال من الجيد أنه مازال عندك بعض الإحساس كنت أظن أنك قد فقدتيه
أليست تلك الصغيرة التي أمنتك عليها والدتها وأخبرتك أنهم في أمانتك هى وإخوتها وأنت بمنتهى الغباء ضيعت الأمانة
تدخلت والدتي وقالت ليس هذا وقتا مناسبا لما تخبرها به فلنسرع لرؤية ابنة اختك
قلت لها سأسبقكم إلى هناك مع لين
أجابت بالموافقة و انطلقت معها خفت أن تذهب قبلنا بمفردها ولا تستطيع تهدئة والدها إن علم بالأمر ونحن في الطريق إلى بيتهم صعدنا إلى البيت وفتح لنا أكرم الذي بدا مستاء جدا من رؤيتي فتح الباب على مصراعيه وقام بمناداة لين وقال لها الحقي بي في غرفتي
تقدمت حينها وقلت أرجوك يا أكرم لا تصب غضبك على لين هى فعلت ما رأته مناسبا من وجهة نظرها تجاه أختها
قال لي حجرة سارة من هذا الاتجاه ولا شأن لك في طريقة تعاملي مع ابنتي
نكست لين رأسها وهى تتبعه فأثرت حينها أن أتلاشى الحديث معه لأني أعلم أن الوضع سيصبح أصعب لو ظللت أتجادل معه ثم دخلت إلى صغيرتي كانت حزينة يبدو على ملامحها الذبول باهتة ملامحها لم تبد أي ردة فعل حين رأتني وكأنها فقدت الثقة في ولم تعد تحبني مشيت إليها بخطي متكاسلة لا أعرف ماذا أخبرها كل ما كان يدور ببالي هو يوم أن جاءت إلى غرفتي باكية تستعطفني ألا أتركها وأشعرها بمرارة اليتم ثانية وأنا لم أعبأ بها حينها وصلت إلى فراشها وقلت لها ألف سلامة عليك يا صغيرتي أنا جئت إليك ولن أتركك أبدا
أشاحت بوجهها بعيدا عني وقالت :لكنني لم أعد بحاجتك يا خالتي وأنا آسفة جدا على العمر الذي أضعتيه منك وأنت تقومين برعايتي بسبب موت أمي
بكيت وقلت لها كبرت يا سارة وصار كلامك كبيرا وقاسيا ولأول مرة أسمع منك كلمة خالتي أنا أمك
قالت سارة لست أمي ،الأم لا تترك أطفالها أبدا
لم أشعر بفداحة خطئي إلا في تلك اللحظة التي فقدت فيها احترام وحب سارة لي وخرجت أبكي من غرفتها لأجد أكرم واقفا على باب الغرفة
قال بالطبع لم تقبلك وهذا أقل شيء تستحقينه بعد أن فرطت فيها
قلت كفاك جلدا في يا أكرم لم أعد أحتمل .
قال انتظري هنا أريد محادثتك قليلا قبل وصول والديك ولكن على أولا محادثة سارة حتى لا تخبرهم بأني قد طلقتك ،أخبرتني لين أنهم لم يعرفا بعد
انتظرته ريثما تحدث مع سارة ثم خرج لي وقال لي دعينا نتحدث على انفراد بعيدا عن لين و تيم لو لن يزعجك هذا سنتحدث في غرفتي هززت رأسي بالموافقة ودخلت معه أغلق الباب وتلفت أنا في الغرفة لأراها كانت تغيرت بشكل كامل هى وباقي محتويات الشقة
بادرني قبل أن أتفوه بأي كلمة وقال كنت قد جهزتها من أجلي وأجلك في حال وافقت على الاستمرار لم أكن أعرف أنك تخططين لحياة جديدة نحن لسنا فيها قاطعته وقلت أرجوك هذا ليس بالوقت المناسب لهذا الحديث لو ستسمع مني سأشرح لك أعلم أنني مخطئة ولن أبرر لك خطئي قال بل اسمعي أنت مني كما فهمت من لين لم يعرف أحد بأمر الطلاق نكست رأسي للأسف وقلت الأصعب من هذا أن الرسائل التي وصلتك قد وصلت أيضا إلى والدي وبالطبع أنت تعرف البقية سيموت قهرا لو علم بأنني تطلقت لهذا السبب
قال أكرم أنا لست نذلا يا سديم لن يعرف أبدا أن الطلاق بسبب ذلك الأمر لن أجعل أباك يطأطئ رأسه أمامي أبدا من الخجل لا يستحق هو أو أمك هذا الأمر
قلت والله لم يتعد الأمر موضوع الرسائل يا أكرم
قال لا أريد سماع أي كلمة بعد الآن يمكنك البقاء هنا مع الأولاد حتى تصبح سارة أفضل وأنا سأتصرف في مكان آخر أمكث به حتى نجد حلا
حتى لا تمرض سارة ثانية وبالطبع لن أجبرك على فعل شيء أنت حرة منذ طلقتك تفعلين ما تشائين لو أردت الرحيل الآن فهذا حقك كفى ما ضاع من عمرك معنا
قلت له ولو طلبت منك أن تعيدني إلى عصمتك فبم ستجيبني
قال بنفس ما أخبرتيني إياه يوم أن دخلت بيتي منذ عشر سنوات ستبقين معهم لرعايتهم والقيام على شؤونهم وأعتقد أن هذا الأمر قد جربتيه أنت من قبل ولم تتحمليه وقررت البحث عن رجل تقضين معه باقي حياتك فدعينا لا نكرره مرة ثانية
رفعت رأسي وقلت حتى لو وافقت عليه لم أعد أريد الرحيل عنكم
قال عن أولاد أختك لا تضميني معهم في الحديث من فضلك كيف سأثق بك وأجعلك تعيشين تحت سقف بيتي ثانية حتى لو كنت زوجة على الورق فقط
قلت دعنا الآن نحل أمر سارة ثم ننظر في هذا الأمر فيما بعد أنا أسمع صوت جرس الباب من الأكيد أن أبي وأمي قد وصلا
حين خرجت من الغرفة وجدت أن أخته علية هى من قد حضر
ارتسمت على وجهها معالم الدهشة وقالت ماذا تفعل هذه هنا ألم تطلب الطلاق وأنت وافقتها
قال لها أكرم جاءت سديم بعد أن أخبرتها لين بموضوع سارة ووالديها في الطريق إلى هنا لا يعرفا أي شيء عن خبر الطلاق حتى الآن تريثت سديم قليلا ولم تخبرهم لأنها شعرت أنها أخطأت وكانت تفكر في الحديث معي فلربما نستطيع إصلاح الأمر تقدمت مني علية واحتضنتني وقالت عين العقل يا سديم ليس لك أي بركة سوى زوجك وأولادك الأم من ربت يا حبيبتي وأنت خالتهم في الأساس والخالة والدة هداك الله حبيبتي
حفظ أكرم ماء وجهي أمام أخته وأمام أبي وأمي جعلني ألوم نفسي ألف مرة على ما فعلته به كنت أنظر إليه وكأنني أراه للمرة الأولى رجل بمعنى الكلمة آذيته كثيرا لكنه ظل محترما للنهاية حتى الوقت الذي انفعل فيه على كنت أستحق منه أكثر مما فعل قلت في نفسي وأنا حزينة كيف سأكسبك مرة أخرى يا أكرم ،كيف سأجعلك تثق في ثانية ؟
أخبرت أبي أنني قررت أن أكمل حياتي مع أكرم بشكل طبيعي وأنني سأغلق صفحة الماضي ولن أفعل أي شيء يسيء إليه أو إلى أكرم مرة ثانية قال لي أبي أمتأكدة أنت من هذا الأمر حرام عليك أن تلعبي به لو أردت اخرجي الآن من حياته وإلى الأبد لن أسمح لك بالخطأ مرة
قلت متأكدة أنني لا أستطيع العيش بدون أكرم وأولاد سارة وأنني لا أفعل هذا مضطرة كما السابق كانت فكرة أكرم ألا يعرف أبي أن أكرم قد علم أراد أن يحفظ كلاهما ماء وجهه لا يخجل أبي من أكرم ولا يخجل أكرم من أبي
رحلت إلى بيت أكرم ووافقته على ما طلبه منى وأنا أعلم أنه سيسامحني وسيتحول هذا الزواج من زواج على الورق إلى زواج حقيقي وسواء طالت المدة أم قصرت سأستطيع كسب ثقته مرة أخرى قام بردي إلى عصمته عند مأذون لأننا لم نكن متزوجين بشكل فعلي من قبل ومكثت بمنزله أكمل في ما فرضته على نفسي منذ زمن طويل استعدت خلال الأيام التالية لدخولي منزله كسب ثقة جميع من بالبيت إلا هو كنت أتألم كثيرا بسبب هذا الأمر حتى وجدت رسالة ذات يوم على هاتفي من وعد كتبت لي فيها وعد أنها قابلت أكرم وأخبرته عن خطتها الحقيرة مع فادي وأثبتت له بالدليل القاطع أنها وراء كل ما حدث حين أطلعته على رسائلها مع فادي وأنها نادمة على ما اقترفته في حقي وتعلم جيدا أنني لن أسامحها لكنها حاولت فعل شيء جيد في حياتها ناحيتي أدركت حينها أن الصاحب ساحب فعلا كنت سأتورط فيما يفوق مقدرتي لو لم أكتشف أنها أسوأ ما حدث لي يومها عاد أكرم من عمله كان وجهه مستبشرا ليس ككل يوم، قمت إليه وقلت هل لنا في فرصة ثانية نكون فيها مع بعضنا البعض تركني ومشى بضع خطوات ثم التفت مبتسما نصف ابتسامة وقال ربما ......
(تمت بحمد الله)
#رواية
#سديم
#منى_وهبه
أنت تقرأ
سديم
Romanceجاءتني باكية وجلست على طرف فراشي وقالت بمنتهى الأسى هل هُنَّا عليك إلى هذا الحد؟ لا أعرف لي أما غيركِ ،لا تجعليني أتجرع مرارة اليتم مرتين .